ومن الغريب أن بعض الناس لا يسعى في ذلك ولو كان أقرب قريب ويقول: ما لي وللمشاكل وينسى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "ولو كانت تلك الفتاة أو ذلك الشاب يريد وظيفة أو دراسة في الجامعة لكان ذلك القريب أول المسارعين في الشفاعة له أو لها. فأيهما أولى وأهم وأخطر وأكثر أجرا إذا صلحت النية.
* آثار حسنة سببها الفعل مثل:
اقتداء الآخرين بفعلك الصالح في أداء الفرائض أو الواجبات أو الإبتعاد عن المحرمات أو فعل النوافل أو ترك المكروهات فلك مثل أجورهم لا ينقص من أجورهم شيئا. فإذا سمع المسلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ". بدأ يصلي ما شاء من النوافل والسنن في البيت فلما فعل ذلك اقتدى بفعله أهل بيته من النساء والذرية فله مثل أجورهم ,فإن استمر ذلك الاقتداء فمعناه استتمرار الأجر والثواب له. وقس على ذلك جينما يقتدي بك الآخرون في فعل طاعة أو ترك معصية وفضل الله واسع سبحانه وتعالى , مع العلم أنك لم تأمرهم ولم تحثهم وإنما فعلت طاعة من فعل خير أو ترك شر فاقتدى بفعلك الآخرون.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " من سن سنة حسنة فعمل (مع ضم العين) بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها (مع ضم العين) كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا " والأمثلة على ذلك كثيرة لا تخفى على ذي بصيرة.
* آثار حسنة سببها الجهد البدني:
ومن الأمثلة على ذلك: حينما يقوم المسلم بحمل كتب أو أشرطة اسلامية إلى أناس هم بحاجة إلى معرفة أحكام الدين في العقائد أو الحلال والحرام أو الواجبات والمنهيات فيستفيدون منها في تصحيح أمور دينهم والحذر مما يخالفه أو يناقضه فله مثل أجورهم.
* آثار حسنة سببها المال:
ومنها: شراء المصاحف وتوزيعها على المسلمين فمنهم من لا يستطيع الحصول عليها او المساهمة بالقليل أو الكثير في طباعة الكتب والنشرات التي ألفت لبيان الدين الإسلامي عقيدة وأحكاما وآدابا أو كفالة الدعاة أو دفع رواتب لمعلمي القرآن الكريم وكذلك بناء المراكز الإسلامية وإنشاء المكتبات الشرعية وقد قال الله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم ".
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: فعند قلة الدعاة وعند كثرة المنكرات وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته.
أخي المسلم: خذ هذا المثال الذي ذكره لي أحد الإخوة العاملين في المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بحي الربوة بالرياض حيث قال ك قسيس من القساوسة النصارى إذا عد القساوسة في العالم عشرة هو واحد منهم , ارسل إلى بالد الحرمين للتنصير بين العمال والجاليات فلما جاء لبلاد الحرمين أسلم - ولله الحمد -ثم رجع لبلاده النصرانية يدعو إلى الإسلام وأنشأ مركزا إسلاميا للدعوة إلى الله وأسلم على يديه الكثير بل إن من أسلموا على يديه أصبحوا دعاة إلى الإسلام حتى أصدر أئمة النصارى خطابا لأتباعهم بألا يناظروا ذلك القسيس الذي أسلم. الله أكبر من كان السبب في إسلام ذلك القس فله مثل أجره ومثل أجر من أسلم على يديه وهكذا يتوالى الخير ويتسلسل.
وأنت أخي المسلم إذا لم يتيسر لك شرف الدعوة إلى الله بالكلمة وحصول الأجر فمساهمتك بالمال قليلا أو كثيرا في ابواب الدعوة ربما تكون أبلغ وأقوى اثرا وأكثر استمرار للأجر فخذ مثلا كتب
(التوحيد) للشيخ / صالح الفوزان حفظه الله تعالى يقع في أكثر من 120 صفحة والأمة بأمس الحاجة إليه ومع ذلك فإن تكلفة طباعته لا تزيد على ثمانين هلله. وانظر أخي المسلم إلى هذه الفتوى التي تبين لك أهمية نشر العلم بشتى ووسائله (الكتب , كفالة الدعاة, الأشرطة النافعة ونحو ذلك).
فقد سئل فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: هل إنفاق نفقة عمرة التطوع في الجهاد ونشر العلم وقضاء حوائج الضعفاء أفضل من الإعتمار أو الإعتمار افضل؟ وهل يشمل ذلك عمرة رمضان؟
¥