فأجاب رحمه الله: يمكن الجمع بينهما فيما يظهر إذا اقتصد في نفقات العمرة ولا سيما العمرة في رمضان فإن لم يكن الجمع فما كان نفعه متعديا فهو افضل. وعلى هذا يكون الجهاد ونشر العلم وقضاء حوائجه أولى.
فكم من الأموال التي تصرف في المباحات فضلا عن التي تصرف في التبذير والمحمات لو صرفت في أبواب الدعوة إلى الله تعالى. بل إن كثيرا ممن يتصدق بشيء من ماله لا يسأل العلماء أو طلبة العلم عن أفضل ابواب الصدقة واشدهاحاجة وأهمية وإنما يبذل تلك الصدقة فيما اعتاده من قبل فقط ومن الأمثلة على ذلك ك من يريد أن يضحي اضحية مفردة في غير وصية عن الأموات هل سال العلماء عن مشروعية تلك الأضحية على ذلك الوجه (1)؟ ثم على القول بمشروعيتها هل هناك ما هو أفضل منها للميت وأكثر أجرا وأنفع للخلق لو صرفت له قيمة تلك الأضحية؟ مع العلم أنه في غالب الأضاحي - وللأسف - الرأس والأطراف والشحم وأكثر محتويات البطن والجلد ترمى للنفايات وللحميتضايق بعض الناس من طريقة توزيعه في الوقت الحالي.
ولو افترضنا أن هناك عشر أضاحي من هذا النوع - أضحية مفردة في غير وصية عن الميت -قيمة الواحدة منهن 800 ريال لكان مجموع القيمة 8000 ريال يمكن أن يتم حفر بئر ارتوازي بهذا المبلغ يشرب منه المسلمون ويتوضئون ويغتسلون منه وتشرب منه الطيور والبهائم ولهم به أجر ويستمر لسنوات بدلا من ياتي رجال الكنيسة ويحفرون ذلك البئر ويستغلونه لصالح التنصير.
أخي المسلم الراغب في الخيرات ك لا تنس هذه الكلمة: حينما يموت الانسان يفقد ماله كله ويسأل عن ماله كله.
ومن العجب أن بعض المسلمين ينتقد من لديهم انحراف أو أخطاء أو جهل أو بدع وهو يملك أن يتقدم لهم ما يصحح أخطاءهم ويرفع عنهم الجهل إما بلسانه أو بماله أو بجهده ثم لا يفعل فهل يشترك المال الحلال مع العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة مع الجهد المخلص في نشر ميراث محمد صلى الله عليه وسلم للناس أجمعين؟
ومن الأمثلة أيضا: من يقوم بإنشاء مسجد ويبني له منارتين وكان يكفيه واحدة بل ربما تكون تكلفة المنارة الثانية تكفي لإنشاء مركز إسلامي أو بناء مساجد أخرى.
وكذلك من يقوم بإنشاء مسجد يتسع لألف مصلي مع غلبة الظن أنه لن يجتمع فيه هذا العدد ولا قريبا منه فلو تم بناء المسجد حسب العدد المتوقع أو يزيد قليلا لأمكن صرف باقي المبلغ لأعمال خيرية اخرى أكثر أهمية من مساجد داخل المسجد لا يحتاج إليها وإنما تستنزف الطاقة في التكييف والفرش والإضاءة والصيانة.
وقبل الختام أسوق لك هذه القصة بإختصار كما ذكرها لي أحد الذين لهم جهود مشكورة داخل القارة الإفريقية في مجال الدعوة والإغاثة يقول بارك الله فيه!
في إحدى جولاتي في دولة تشاد تعرفت على رجل من الله عليه بمعرفة العقيدة الصحيحة وما يضادها فتميك بها وأخذ يدعو إليها فقام عليه أئمة الخرافة والبدع فطردوه من بلده منذ أربع سنوات ومنعه أهل زوجته منها وذكر لي احوال قريته وما جاورها من القرى من حيث الجهل والشرك والفقر والجفاف.
فقلت له لماذا لا نذهب إليهم ونقدم لهم المساعدات ومن خلالها نعالج ما لديهم من انحراف وأخطاء.
قال: لا يقبلون المساعدات مني ولا ممن على منهجي في التوحيد والعبادة بحجة أننا وهابيون لا نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ز
فقلت له: إذا نذهب للقرية المجاورة ونقدم لهم المساعدات فإذا سمعوا بها لعلهم يطلبون ذلك منا. فوافق على ذلك.فقمنا بزيارة سلطان القرية وبعد جهد كبير مع علماء القرية 0 (علماء الضلال) تمت الموافقة على حذر وخشية. فكانت أول المساعدات حفر بئر داخل القرية حيث كانت النساء يأتين به فوق رؤوسهن من مسافة سبعة كيلوا مترات تقريبا ,وأثناء حفر البئر كان ذلك الشاب الذي طرد من قريته المجاورة يخالط أهل القرية ويعلمهم الخير بالتي هي أحسن. فلما عرفوه وعرفوا أنه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على العبادة والخير للناس عرفوا أن الذي اشيع عنه إنما هو كذب وافتراء فاستجابوا له.ثم توالت المساعدات فلما سمع أهل قريته الذين طردوه قاموا ضد علماء الضلالة وقدموا عليه وطلبوا منه المسامحة وذكروا له حاجتهم للمساعدات.وما لبثت القرى المجاورة (أكثر من مائة قرية) إلا أن أخذوا يسعون بطلباتهم عند ذلك الشاب ويفتحون لهم قلوبهم وبلادهم لنشر
¥