وسلم اذ قال (صدق الله وكذب بطن اخيك اسقه عسلا) فهنا العقل الصحيح الذي يحكم بالمشاهدة
حكم ان العسل ما شفي المريض ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم رفض هذا من غير اي اعتبار
للعقل وقدم النقل مع معارضته للعقل السليم والله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 03:01 م]ـ
ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم رفض هذا من غير اي اعتبار
للعقل وقدم النقل مع معارضته للعقل السليم والله اعلم
هذا الكلام فيه نظر يا أخي الكريم!
فإن المذكور في الحديث أمر خضع للتجربة المباشرة، ولم يحكم فيه العقل بصحة أو فساد، وإنما هي مشاهدة مفردة، والأطباء لا يأخذون بمثل هذه الأمور في تقعيد القواعد الطبية، بل لا بد من التجارب الطويلة وتكرارها على كثير من الناس ومراعاة الأحوال المختلفة من الصحة والفساد، إلى غير ذلك من القيود، وبعد ذلك كله تكون التجارب ظنية أكثرية أغلبية لا يقدح فيها وجود الموانع أو تخلفها في بعض المواضع.
وهذه الطريقة التجريبية موجودة في أغلب العلوم، فما علاقة ذلك بمعارضة العقل السليم؟!
الخطأ الذي يقع لبعض الناس الذين يردون النصوص الشرعية الصحيحة ويقولون: إنها تعارض للعقل يخطئون أصلا في معرفة معنى العقل، والذين يخالفونهم ويقولون: (النصوص الشرعية مقدمة على العقل) مخطئون أيضا لأنهم لم يعرفوا أن هذا ليس من العقل في شيء، وإنما هو تجربة تخطئ وتصيب!
أما العقل الصريح فيستحيل أن يتعارض مع النصوص الصحيحة!
كما يستحيل أن تأتي النصوص الصحيحة بما يعارض الحس والواقع؛ كمن زعم أن النصوص تدل على أن الأرض ليست كرة، وأن الشمس أصغر من الأرض، إلى غير ذلك.
والذي يرُدُّ النص لمخالفته للعقل الصريح، فهو في الحقيقة إنما يدفع الفهم الخاطئ للنص ولا يرد النص نفسه، فمثلا الذي يستدل على أن الأرض ليست كرة بقوله تعالى: {والأرض مددناها} بمعنى بسطناها، ويقول: البسط يعارض الكروية، نقول له: هذا فهم خاطئ للآية، بل الآية تدل على كروية الأرض! لأنها لو لم تكن كرة لوُجِد فيها حافة ونهاية، وهذا يعارض كونها مبسوطة.
وكذلك من يستدل على أن الأرض لا تدور بقوله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} نقول له: فهمك خاطئ للآية، بل الآية تدل على أن الأرض تدور! لأن الشيء الثابت لا يحتاج لمُثَبِّت، ولا يُخشى عليه من الميدان أصلا!
فمَنْ منا يربط حزام السيارة وهي ساكنة ويخلعه وهي متحركة؟!
ومعذرة على الاستطراد، ولكن أحببت أن أبين الخلط الذي يقع لكثير من الإخوة، وهو ما نبهتُ عليه كثيرا فيما مضى أنهم لا يفرقون بين (نصوص الكتاب والسنة) وبين (فهمي لنصوص الكتاب والسنة)