قَالَ صلى الله عليه وسلم: بِصَلاتِهِنَّ وَصِيَامِهِنَّ وَعِبَادَتِهِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ أَلْبَسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَهُنَّ النُّورَ وَأَجْسَادَهُنَّ الْحَرِيرَ، بِيضُ الأَلْوَانِ، خُضْرُ الثِّيَابِ، صُفْرُ الْحُلِيِّ، مَجَامِرُهُنَّ الدُّرُّ، وَأَمْشَاطُهُنَّ الذَّهَبُ، يَقُلْنَ: أَلا نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ أَبَدًا، أَلا وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ أَبَدًا، أَلا وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلا نَظْعَنُ أَبَدًا، أَلا وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ أَبَدًا، طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَكَانَ لَنَا.
قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَرْأَةُ مِنَّا تَتَزَوَّجُ الزَّوْجَيْنِ وَالثَّلاثَةَ وَالأَرْبَعَةَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعَهَا مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا مِنْهُمْ؟
قَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ إنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا فَتَقُولُ: أَيْ رَبِّ إنَّ هَذَا كَانَ أَحْسَنَهُمْ مَعِي خُلُقًا فِي دَارِ الدُّنْيَا فَزَوِّجْنِيهِ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط، وابن عساكر، والمنذري، وابن عدي، والعقيلي بسند ضعيف فيه (سليمان بن أبي كريمة) قال عنه ابن عدي: (منكر)، وقال العقيلي: (يحدث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه ... وذكر هذا الحديث) لكن الحديث وإن كان ضعيفاً إلا أن جملة ما فيه مما دلَّت عليه نصوص الشريعة فلا أقل من أن يستأنس به؛ ولذا أورده كل من تكلم في وصف الجنَّة ونعيمها كالمنذري في الترغيب والترهيب، وابن القيم في حادي الأرواح وفي روضة المحبين، وابن حجر الهيتمي في الزواجر ... وغيرهم.
والمراد بقوله "كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ" الظهارة من الثوب: هي ما علا وظهر منه، يقابلها البطانة وهي باطن الثوب مما يلي الجسد، وكذا في الفراش: الظهارة أعلاه وأنقاه لوناً وملمساً، والبطانة ما يلي الأرض منه.
وهو ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أن فرق ما بين نساء المسلمين والحوريات كفضل ما بين ظاهر المعطف أو الثوب أو الفراش وباطنه _ولا شك أن ظاهر الثوب والمعطف هو جماله الحقيقي_.
إذاً: فالمرأة المؤمنة إذا أدخلها الله الجنة أعطاها غاية الحسن والجمال، ومن الجمال أنه يعيدها شابة فتية يقول الله عز وجل: (إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا).
وعن خالد بن معدان رضي الله عنه قال: «إن المرأة من نساء أهل الجنة تلبس ثنتين وسبعين حلة لها اثنان وسبعون لونا، إن أدنى لونها لون شقائق النعمان تجمعها بين أصبعيك؛ تقرأ في صدر زوجها أنت حبي، ويقرأ في صدرها أنت حبي وأنا صاحبك»
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو طلعت امرأة من نساء أهل الجنة على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما وملأت ما بينهما بريحها ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها»
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من السماء لسد ضوؤها ضوء الشمس ولوجد ريحها من بين الخافقين ولنصيفها خير من الدنيا وما فيها»
النصيف: الخمار يوضع على رأس المرأة
فإن قلنا إن المراد بهذه الأوصاف هن نساء الجنة كافة _الحور العين ونساء المسلمين ممن دخلن الجنة_ فذلك خير كثير، ولو قلنا إن المراد بالوصف هنا هن الحور العين (نساء الجنة فقط) وحصرنا كل هذه الأوصاف بهن؛ لكان ذلك أكمل لجمال نساء المسلمين إذ يفضلن على الحور العين بما سبق بيانه.
أختي المسلمة:
إذا كان نعيم الجنة وجمالها وما وعد الله به نساء المسلمين من الجمال الساحر والبياض الذي يفوق جمال الحور العين حتى تغار الحور منها فكيف تفرطين بهذا النعيم بنعيم الدنيا الزائل؟
وكيف تظهرين زينتك التي أمرك الله تعالى بسترها وهي من جمال الدنيا الملفق، وتفرطين بوعد الله تعالى لك بالجمال الحقيقي في الجنة؟؟
وكيف تعرضين زينتك للرجال في الدنيا فتنالي سخط الله عز وجل، وتفرطين بالسحر والجمال الحقيقي في الجنة؟؟
وكيف تعرضين زينتك في الدنيا الزائلة التي خلقتِ فيها للعمل، وتفرطين بزينة ونعيم دائم تخلدين فيه في جنة النعيم ...
فاحفظي جمالك وحسنك كي تنالي وعد الله تعالى بالجنة: حتى تسحري الناس بجمالك الحقيقي الدائم في الجنة والذي يتجدد ويزيد بالأيام والليالي ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وكتب:
عبد الرحمن بن رميح الرميح
[email protected]
ـ[فيصل عوض]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:32 م]ـ
هناك حالة اخرى لم تذكر
وهى اذا كان معدد ودخل هو وزوجاته الجنة فهل يكن زوجاته فيها
¥