تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المبحث الثاني: حول قناة (الحقيقة الفضائية):

أولاً لا بد أن نعرف رأي الشرع في إيجاد مثل تلك القنوات، حيث أنه قد تم بحث قريب من هذا حول القراءة بالهاتف ونحوه وإليكم التفصيل في ذلك:

يعمد بعض المعالِجين أحيانا بعلاج بعض الحالات عن طريق الهاتف، حيث يقرأ المعالِج آيات من كتاب الله عز وجل وكذلك أدعية مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يجوز استخدام هذه الطريقة في العلاج من الناحية الشرعية؟

إن الأساس الذي لا بد أن يضبط كافة الممارسات والوسائل المتبعة في العلاج هو عدم مخالفتها الأسس والقواعد والشروط الرئيسة للرقية الشرعية، والرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة للنفث على المريض وهذا كله لا يتوفر في مثل تلك الحالة، ولكني أقول بما أن العلاج الذي يتبع أحيانا عن طريق الهاتف لا يخالف تلك الأسس ويندرج تحت الوسائل المتطورة التي توفرت في العصر الحاضر بسبب التقدم العلمي فإنه لا يرى بأس باتباعه، شريطة أن يندرج تحت ما تقتضيه الضرورة والمصلحة الشرعية، مع أن الأولى تركه بسبب الاعتبارات التالية:

أ) - إن الأساس في العلاج بالرقية الشرعية لا بد أن يكون نابعا من قبل أهل البيت أنفسهم:

فيقرأ الرجل على نفسه وأهل بيته، وتقرأ المرأة على نفسها وأهل بيتها وكذلك الأمر، فالواجب يحتم على أهل البيت رقية مريضهم دون التعلق بالآخرين والاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الأولى والأتقى والأسلم

ب) - المعالج طبيب من نوع خاص:

يعتبر المعالِج طبيبا من نوع خاص يحتاج لمعاينة المريض ومتابعة الأعراض التي تنتابه من فينة لأخرى وهذا غير متوفر فيما لو تم العلاج والقراءة عن طريق الهاتف

ج) - التعامل مع الحالة المرضية:

بعض المرضى ممن يعانون من الإصابة بالمس الشيطاني، يحتاجون لمعالج متمرس يتعامل مع الحالة المرضية بما يتلاءم معها من وسائل وأساليب وممارسات، وبالتالي فإن القراءة على المصروع عن طريق الهاتف لا يتوفر لها مثل هذا المناخ، إضافة لعدم استطاعة الأهل التعامل مع الحالة المرضية بما يناسبها، أو خوفهم من هذا الموقف ونحو ذلك من أمور أخرى، وبالعموم فقد يؤدي استخدام مثل هذا الأسلوب أحيانا لمفاسد عظيمة، وكما هو معلوم فإن (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة)

د) - قوة شخصية المعالج:

من الوسائل المهمة التي لا بد من اتباعها تجاه المرضى المصابين بالمس الشيطاني قوة الشخصية وصلابة الجأش من قبل المعالِج وهذا ما لا يتوفر في حالة العلاج عن طريق الهاتف

هـ) - استخدام مكبر الصوت:

ولا بد للمعالِج من فعل ذلك مع النساء بوجود محرم بجانبها أو عن طريق (مكبر صوت الهاتف) درءا للمفسدة التي قد تترتب عن مثل ذلك الفعل، ومداخل الشيطان في هذا الأمر كثيرة ومتشعبة

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة؟؟؟

فأجابت – حفظها الله -: (الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة ولا تكون بواسطة مكبر الصوت ولا بواسطة الهاتف، لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " " متفق عليه ") (جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفقرة السادسة - برقم (20361) وتاريخ 17/ 4 / 1419 هـ)

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم العلاج عن طريق الهاتف، فأجاب - حفظه الله -: (الأولى أن تكون الرقية بمباشرة للمرقي، ولا بأس بهذا الفعل دون أن يترتب على هذه القراءة أية مفاسد شرعية، والله تعالى أعلم) (منهج الشرع في علاج المس والصرع)

وهنا قد يتبادر سؤال آخر حول العلاج عن طريق الآلات الصوتية:

وهذا قد بحثته بحثاً مفصلاً في كتابي (منهج الشرع في علاج المس والصرع) حيث قلت:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير