تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول ابن الجوزي واصفاً حال الصوفية مع العلم

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[22 - 11 - 06, 01:36 م]ـ

أنظر مثال في صيد الخاطر يقول ابن الجوزي واصفاً حال الصوفية مع العلم ص97 وهو كلام يصف واقع القوم:

"ليس في الوجود شيء أشرف من العلم، كيف لا وهو الدليل. فإذا عدم وقع الضلال.

وإن من خفيِّ مكائد الشيطان أن يُزين في نفس الإنسان التعبد ليشغله عن أفضل التعبد وهو العلم.

حتى أنه زين لجماعة من القدماء أنهم دفنوا كتبهم ورموها في البحر. وهذا قد ورد عن جماعة!! وأحسن ظني بهم أن أقول: كان فيها شيء من رأيهم وكلامهم فما أحوا انتشاره.

وإلا فمتى كان فيها علم مفيد صحيح لا يخاف عواقبه، كان رميها إضافة للمال لا يحل.

وقد دنت حيلة إبليس إلى جماعة من المتصوفة حتى منعوا من حملِ المحابر تلاميذهم.

وحتى قال جعفر الخالدي: لو تركني الصوفية جئتكم بإسناد الدنيا، كتبت مجلساً عن أبي العباس الدوري فلقيني بعض الصوفية فقال: دع علم الورق، وعليك بعلم الخرق.

ورأيت محبرة مع بعض الصوفية، فقال لهُ صوفي آخر: استر عورتك، وقد أنشدوا للشبلي:

إذا طالبوني بعلمِ الورق .. برزت عليهم بعلم الخرقوهذا من خفي حيل إبليس {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} وإنما فعل وزينه عندهم لسببين:

أحدهما: أنه أرادهم يمشون في الظلمة.

والثاني: أن تصفح العلم كل يوم يزيد في علم العالم، ويكشف له ما كان خفي عنه ويقوي إيمانهُ ومعرفته، ويريه عيب كثير من مسالكه خصوصاً، إذا تصفح منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة.

فأراد إبليس سد تلك الطرق بأخفى حيلة، فأظهر أن المقصود العمل، لا العلم نفسه، وخفي على المخدوع أن العلم عمل وأي عمل.

فاحذر من هذه الخديعة الخفية، فإن العلم هو الأصل الأعظم، والنور الأكبر.

وربما كان تقليب الأوراق أفضل من الصوم والصلاة والحج والغزو (يعين الشيخ التطوع منها وهذا ثابت أعني فضل العلم على صلاة النوافل عن عدد من الأئمة منهم مالك رحمه الله لأن العلم متعدي وتلك النافلة لازم!! ومن عرف معنى المتعدي واللازم عرف!! وأخص أن البعض قد يعمل الفروض-فضلاً عن النوافل- بغير هدى ولا سنة نظراً لأنه ما تعلم العلم اللازم المفروض عليه إذ لا يتعبد حتى يتعلم، فالصلاة يتعلمها ثم يصلي قل كذلك في الحج وغيره، ولا تطرأ شبهة كشبهة الذي نرد عليه بأن يأخذ العلم جملة ثم يعمل فهذه طامة في الفهم وقد كبرنا على عقله أربعاً، خاصة وأن العلم لا يُحاط بهُ ولكن الأصل أن تعلم المفروض عليك لتعمل به!!).

وكم من معرضٍ عن العلم يخوض في عذاب الهوى في تعبده، ويضيع كثيراً من الفرض بالنفل، ويشتغلُ بما يزعمهُ الأفضل عن الواجب.

ولو كانت عندهُ شُعلة من نور العلم لاهتدى، فتأمل ما ذكرت لك ترشد إن شاء الله تعالى".

أقول صدق ابن الجوزي في وصفهم ..

وصدق ابن الجوزي في نصحهم ..

وصدق ابن الجوزي في تعليقه ..

وأختم بكلمة ذهبية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"لكن المقصود أن يعرف أن الصحابة خير القرون وأفضل الخلق بعد الأنبياء.

فما ظهر فيمن بعدهم مما يُظَنَّ أنّها فضيلة للمتأخرين ولم تكن فيهم فإنها من الشيطان وهي نقيصة لا فضيلة، سواءً كانت من جنس العلوم أو من جنس العبادات، أو من جنس الخوارق والآيات أو من جنس السياسة والملك؛ بل خير الناس بعدهم أتبعهم لهم" الفتاوى 10/ 117.

ـ[مهند الألمعي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 09:33 م]ـ

.

.

جزاكـ الله خيراً

أقول: يتعجب الكثير من انتشار هذا السفر المبارك وما ذاك والله إلا لما تميز به من جمال العبارة وحسن المعنى، وقد شنّع ابن الجوزي على الصوفية كثيراً في كتابه تلبيس إبليس، ورد طواماً ضل فيها الصوفية؛ نسأل الله السلامة والعافية ..

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير