تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أ ـ ترجمة موجزة عن المؤلف رحمه الله تعالى.

ب ـ منهج المؤلف في كتابه مع التمثيل لذلك.

ج ـ مصادر المؤلف مع ملحوظات أخذت عليه.

أولا: ترجمة موجزة عن المؤلف رحمه الله تعالى:

هو أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني العزيزي , كان أديبا فاضلا متواضعا, أخذ عن أبي بكر بن الأنباري رحمه الله , وصنف غريب القرآن المشهور فجوده, ويقال إنه صنفه فسي خمس عشرة سنة, وكان يقرأ على شيخه ابن الأنباري, ويصلح فيه مواضع, ورواه عنه ابن حسنون وغيره , مات سنة (330هـ) وقال ابن النجار في ترجمته: كان عبدا صالحا , روى عنه غريب القرآن أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان المعروف بابن بطة العكبري, وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الوزان, وأبو أحمد عبد الله بن حسنون المقرئ وغيرهم. قال: والصحيح في اسم أبيه عزير آخره راء هكذا بخط ابن ناصر الحافظ, وبخط غير واحد من الذين كتبوا كتابه عنه وكانوا متقنين, قال: وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنه نسخه لغريب القرآن بخط مصنفه وفي آخرها وكتب محمد بن عزير بالراء المهملة. انتهى كلامه.

ثانيا: منهج المؤلف في كتابه مع التمثيل لذلك:

ولقد كان ممن سبق ابن عزيز في تفسير غريب القرآن يتتبع ألفاظ كل سورة من القرآن على ترتيب المصحف, أما ابن عزيز فيتمثل منهجه فيما يأتي:

1ـ أنه رتب كتابه على حروف المعجم ألف بائيا, ويعتبر أول من فع لذلك من كتب غريب القرآن لأن غالب من سبقه يرتبه على ترتيب سور القرآن, ويذكر تحت كل سورة الألفاظ التي سيفسرها حسب ترتيبها في السورة, وهذا منهج مبتكر.

2ـ أنه جعل كل حرف ثلاثة أقسام, فبدأ بالمفتوح ثم المضموم ثم المكسور.

3ـ أنه أدخل حروف الزوائد في مواد الكلمات دون إرجاعها إلى أصل اشتقاقها. فمثلا كلمة (أدبار) نجدها في باب الهمزة المفتوحة ولو كان يسير على الأصل الاشتقاقي لكانت تحت مادة (دبر) من حرف الدال.

4ـ توجيهه للقراءات: كان لتوجيه القراءات التي لها أثر في المعنى نصيب لا بأس به ومن ذلك قال في قوله تعالى ((فصرهن إليك)) أي ضمهن إليك ويقال أمهلهن إليك, و ((فصِرهن)) بكسر الصاد قطعهن والمعنى: فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن أي قطعهن.

5ـ استشهاده بالشعر: كان استشهاد ابن عزيز بالشعر في بيان الألفاظ القرآنية يعتبر قليلا بالنسبة لمن سبقه, واعتمد عليه كأبي عبيدة الذي تميز بكثرة الشواهد الشعرية وغيره , ومن الأمثلة في استخدامه للشواهد الشعرية ما يلي: عند تفسيره لقوله تعالى ((أرسله معنا غدا نرتع ونلعب)) قال: ويقال نرتع: نأكل ومنه قول الشاعر:

ويحيي إذا لاقيته وإذا يخلو له الحمى رتع

6ـ استشهاده بمنثور كلام العرب من حديث للنبي صلى اله عليه وسلم أو كلام للجاهليين الأقدمين أو كلام للمسلمين قليلا أيضا, ومن أمثلة استشهاده لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه عند تفسيره لقوله تعالى ((ثجاجا)) قال أي متدفقا, ويقال: ثجاجا: سيالا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم " أحب العمل إلى الله تعالى العج والثج" فالعج التلبية والثج إسالة الدماء من الذبح والنحر. ومن أمثلة استشهاده لكلام العرب قوله ( ... والأماني: الأكاذيب ومنه قول عثمان رضي الله عنه: ما تمنيت منذ أسلمت. أي ما كذبت. وقول بعض العرب لابن دأب: وهو يحدث أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته. أي افتعلته , والأماني أيضا: ما يتمناه الإنسان ويشتهيه, وقال في قوله تعالى ((نرتع ونلعب)) أي ننعم ونلهوا ومنه القيد والرتعة تضرب مثلا في الخصب والجدب.

7ـ اهتمامه بالوجوه والنظائر: كان ابن عزيز يهتم بالوجوه والنظائر في بعض الألفاظ القرآنية وكان نفسه طويلا بالقياس مع مصنفي الوجوه والنظائر

ومن ذلك قال ابن عزيز: أمة على ثمانية وجوه:

1/ أمة: جماعة كقوله عز وجل ((أمة من الناس يسقون)).

2/ أمة: أتباع الأنبياء عليهم السلام كما تقول: نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

3/ وأمة: رجل جامع للخير يقتدى به كقوله ((إن إبراهيم كان أمة قانتا لله)).

4/ وأمة دين وملة كقوله عز وجل ((إنا وجدنا آبائنا على أمة))

5/ وأمة: حين وزمان كقوله عز وجل ((إلى أمة معدودة)) وقوله ((وادكر بعد أمة)).

6/ وأمة أي قامة يقال فلان حسن الأمة أي القامة.

7/ وأمة: رجل منفرد بدين لا يشركه فيه أحد قال النبي صلى الله عليه وسلم يبعث زيد بن عمرو بن نفيل وحده.

8/ وأمة: أم يقال هذه أمة زيد أي أمه.

ثالثا: مصادر المؤلف رحمه الله مع ملحوظات أخذت عليه:

ولما كان ابن عزيز قد سبق في التأليف في غريب القرآن فإنه قد استفاد من سابقيه وخاصة أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن حيث كان معتمده الأول وهذا ظاهر بالموازنة بين أقوال أبي عبيدة وأقوال ابن عزيز ولا يصرح بذكره في كل موضع وإنما صرح باسمه ثلاثة عشرة مرة وهو أكثر من صرح باسمه ثم يليه الفراء في كتابه معاني القرآن وقد ورد ذكره تسع مرات ثم ابن عباس حيث ورد ذكره خمس مرات.

ملحوظات أخذت على ابن عزيز منها:

1/ يلاحظ عليه أنه في نقله أقوال هؤلاء العلماء وغيرهم لا يعترض عليهم ولا يرجح بين أقوالهم عند الاختلاف بل يكتفي بحكاية الخلاف عنهم.

2/ أنه مع كونه إخترع مسلكا جديدا في كتابه غريب القرآن وهو ترتيبه على حروف المعجم إلا أنه لم يتقن هذا العمل وهذا طبيعة أكثر المبتكرين مما أدى أن يستفيد ممن كتب من بعده غريب القرآن مرتبا على حروف المعجم حسب أصل الكلمة كما هو معروف في كتب المعاجم اللغوية ومن أمثلة من كتب على هذه الطريقة الراغب الأصفهاني حيث يعتبر كتابه المفردات في غريب القرآن من أوسع كتب غريب القرآن وأحسنها , ولابن عزيز ميزة جيدة ذكرناها ونكررها وهي ترتيبه في كتابه على حروف المعجم من دون أن يسبقه أحد من مصنفي غريب القرآن على هذه الطريقة.

وبعد: فهذا ما تيسر لي من أمر هذا البحث وأسأل الله العلي العظيم أن ينفعني به ولغيري وأخيرا أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير ياسين حفظه الله.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3278

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير