هذه المحاورة اللطيفة بين الشيخ الالباني - رحمه الله - والأستاذ عبد الحليم أبو شقة مؤلف كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة":
قال الشيخ: إن قيل لك ما مذهبك فما أنت قائل؟
قال: مسلم.
قال الشيخ: هذا لا يكفي (!)
قال: لقد سمّانا الله المسلمين, وتلا قوله تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل} [الحج: 78].
قال الشيخ: هذا جواب صحيح لو كنا في العهد الأول قبل انتشار الفرق, فلو سألنا - الآن - أي مسلم من هذه الفرق التي تختلف معها جذريّاً في العقيدة لما اختلف جوابه عن هذه الكلمة, فكلهم يقول: - الشيعي الرافضي, والخارجي, والدرزي, والنصيري العلوي - أنا مسلم؛ إذاً هذا لا يكفي في هذه الأيام.
قال: إذاً أقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة.
قال الشيخ: أيضاً هذا لا يكفي (!) \
قال: لماذا؟
قال الشيخ: هل تجد واحداً من هؤلاء الذين ضربناهم مثلاً يقول: أنا مسلم لست على الكتاب والسنة ... فمن الذي يقول: أنا لست على الكتاب والسنة.
ثم أخذ الشيخ - حفظه الله - يبين له أهمية الضميمة التي نتبناها وهي: الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح.
قال: إذا أنا مسلم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
قال الشيخ: إذا سألك سائل عن مذهبك فهل تقول له ذلك؟
قال: نعم.
قال الشيخ: ما رأيك أن نختصرها لغةً؛ لأن خير الكلام ما قل ودل؛ فنقول: سلفيّ.
قال: قد أجاملك, وأقول لك: نعم؛ لكن اعتقادي ما سبق؛ لأن أول ما ينصرف فكر الإنسان عندما يسمع أنك سلفي إلى أشياء كثيرة من ممارسات فيها شدة تصل إلى الغلظة قد تقع من السلفيين.
قال الشيخ: هب صحة كلامك, فإذا قلت: مسلم, ألا ينصرف إلى شيعي رافضي أو درزي أو إسماعيلي ... إلخ؟
قال: من الممكن لكني أكون اتبعت الآية الكريمة: {هو سماكم المسلمين}.
قال الشيخ: لا يا أخي! إنك لم تتبع الآية؛ لأن الآية تعني: الإسلام الصحيح, ينبغي أن يخاطب الناس على قدر عقولهم ... فهل يفهم أحد منك أنك مسلم بالمعنى المراد في الآية؟
والمحاذير التي ذكرتها آنفاً قد تكون صحيحة أو غير ذلك؛ لأن قولك شدة قد يكون هذا في بعض الأفراد وليس كمنهج عقدي علمي, فدعك من الأفراد؛ لأننا نتكلم عن المنهج, لأننا إذا قلنا: شيعي أو درزي أو خارجي أو صوفي أو معتزلي ترد المحاذير التي ذكرتها.
إذا فليس هذا موضوعنا؛ فنحن نبحث عن اسمٍ يدلُّ على مذهب الإنسان الذي يدينُ الله به.
ثم قال الشيخ: أليس الصحابة كلهم مسلمين؟
قال: طبعاً.
قال الشيخ: لكن فيهم من سرق, ومن زنى, وهذا لا يُسَوِّغ لأحدهم أن يقول: أنا لست مسلماً بل هو مسلم ومؤمن بالله ورسوله كمنهج, لكنه قد خالف منهجه أحياناً, لأنه غير معصوم.
ولذلك؛ فنحن - بارك الله فيك - نتكلم عن كلمة تدل على عقيدتنا وفكرنا ومنطلقنا في حياتنا فيما يتعلق بشؤون ديننا الذي نعبد الله به, وأما فلان متشدد أو متساهل فأمرٌ آخر.
ثم قال الشيخ: أريد أن تفكر في هذه الكلمة الموجزة حتى لا تبقى مُصِّراً على كلمة مسلم, وأنت تعلم أنه لا يوجد أحد يفهم ما تريده أبداً, فإذاً خاطِبِ الناس على قدر عقولهم, وبارك الله في تلبيتك.
المصدر: من مقال للشيخ سليم الهلالي في موقع الدعوة
http://www.daawah.net/article-2.html (http://www.daawah.net/article-2.html)
وهذا الحوار معروف مشهور ومسجل ضمن سلسلة الهدى و النور للشيخ الالباني رحمه الله ولكن! فاتني رقم الشريط!! فنظرة الى ميسرة لعلي اتيكم به بارك الله فيكم
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
و وجهه هذا السؤال للإمام الألباني:
س: لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
فأجاب:
إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر فيابتداع من خلف.
¥