تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأنَّ العَرَبْ لا يَعْجَزُ الوَاحِدُ مِنْهُم أنْ يَقُول ((ثُمَّ نَظَرَ)) [المُدَّثِّر/ 21]، أو يَقُول ((مُدْهَامَّتَانِ)) [الرحمن / 64]، وهُما آيَتَانْ؛ لَكِنْ آيَة بِقَدْرِ أقِصر سُورة لا يَسْتَطِيع العَرَبْ ولوْ اجْتَمَعُوا أنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ، فَكَيْفَ بِمِثْلِ هذا الكَلام المُضْحِك للصِّبْيَانْ؟ فَكَيْفَ يُقَالْ أنَّ ِمِثْلِ هذا مُعَارضة أوْ يُؤْخَذ لَهُ شيءٌ في الاعْتِبَارْ؟ هذا كُلُّهُ هَذَيَانْ أشْبَه بِكَلام المَجَانِينْ الذِّي لا مَعْنَى لَهُ ((أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ)) [سبأ / 8] هذا شبه الجُنُون، جَاءَ أيْضاً فِي هذهِ السُّورة مَا ذَكَرَهُ الرَّازِي في تَفْسِيرِهِ، وهُو أنَّ امْرَأةً تَجُوبُ شَوَارِع المَدِينَة وسِكَكَها، تَبْحَثُ عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فَدُلَّتْ عليهِ، فقالت: يا رَسُول الله أنَّها شَرِبَتْ، تَعْنِي الخَمْر، ثُمَّ زَنَتْ، ثُمَّ وَلَدَتْ مِنَ الزِّنَا، فَقَتَلَتْهُ، تَقُول إنَّها شَرِبَتْ الخَمْر، ثُمَّ زَنَتْ بَعْدَ أنْ شَرِبَتْ، ثُمَّ وَلَدَتْ من الزِّنَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَتَلَتْ هذا الوَلَدْ، هذهِ العَظَائِمْ التِّي ارْتَكَبَتْها، والخَبَرْ سَيَأْتِي الكَلامُ عليهِ، يَقُول الرَّازِي في سِيَاقِ خَبَرِهِ هذا إنَّ النبي عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام قالَ لَهَا: أمَّا الخَمرُ فَفِيهِ الحَد، وأمَّا الزِّنا فَلَعَلَّكِ لَمْ تُصَلِّ العَصْرْ، وأمَّا القَتْلْ فالنَّارْ، هَكَذا قَالَ الرَّازِي فِي تَفْسِيرِهِ، فِي تَفْسِيرِ هذهِ السُّورَة، ونَقَلَهُ عَنْهُ الآلُوسِي فِي رُوح المَعَانِي، وقال تَفَرَّدَ بِذِكْرِهِ الإمام، تَفَرَّدَ بِذِكْرِهِ الإمام يَقْصِدُ بِذَلِكَ الرَّازِي، وإذا أُطْلِقَ في كُتُب المُتأَخِّرِينْ لاسِيَّمَا ممَّنْ يَنْتَسِبُ إلى مَذْهَبْ الشَّافِعِي الإمام فَهُو المَقْصُود الرَّازِي، قالَ تَفَرَّدَ بِهِ الإمَامْ، ثُمَّ قَالَ الآلُوسِي وَلَعَمْرِي إنَّهُ إمَامْ، ولَعَمْرِي إنَّهُ إمَامْ فِي نَقْلِ ما لا يَعْرِفُهُ أهْل الحَدِيث، فهل هذا مَدْحٌ أَوْ ذَمْ؟ ذمَّ ذَمًّا شَدِيد، ولِهَذا الحَدِيثْ لا أَصْلَ لَهُ، لا يُوجَدُ فِي دَوَاوِينْ الإسْلام المُعْتَبَرَة، ومِثْلُ هذا الخَبَرْ إذا بُحِثَ عَنْهُ فِي الدَّوَاوِينْ المَعْرُوفَة منْ الصِّحَاحْ،والسُّنَنْ والمَسَانِيدْ،والجَوامِعْ،والمَعَاجِمْ،والمُسْتَخْرَجَاتْ، الدَّوَاوِينْ المَعْرُوفَة عِنْدَ أهلِ العِلْم فَمَا وُجِد، هذهِ أَمَارَة وعَلامَة مِنْ عَلامَات وَضْعِهِ، ومِمَّنْ قَالَ بِهَذا الكَلام الرَّازِي نَفْسَهُ في المَحْصُولْ قَالَ هَذَا الكَلام، أنَّ الحَدِيثْ إذَا لَمْ يُوجَدْ فِي دَوَاوِينْ الإسْلام المَعْرُوفَة فَهذا أَمَارَةُ وَضْعِهِ، فَلَمْ يُوجَدْ هذا الخَبَرْ إلاّ عِنْدَ الرَّازِي وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ، وَلَيْسَ مِنْ أهْلِ الرِّوَايَة، فالخَبَرْ لا أَصْلَ لَهُ، وسَمِعْنَا كلام الآلُوسِي فيه، فَهَذِهِ الأُمُور التِّي ذَكَرْنَاهَا بَيْنَ يَدَيْ تَفْسِيرْ هذهِ السُّورَة مِنْ قَولْ الإمام الشَّافِعِي، وقَبْلَ ذَلِك صَنِيعُ الصَّحَابَة إذا اجْتَمَعُوا، ومَا جَاء فِي قِصَّة عمرو بن العَاصْ، وأيْضاً مَا ذَكَرَهُ الرَّازِي يُمْكِنْ أنْ تَكُونْ هذهِ مَدْخَلْ لِتَفْسِير هذهِ السُّورَة، هذهِ السُّورَة كَغَيْرِها من سُوَرْ القُرْآنْ عَدَا بَرَاءَة صُدِّرَتْ بالبَسْمَلَة، فَالبَسْمَلَة في المَصَاحِفْ التِّي أَجْمَعَ عليها الصَّحَابَة وأرْسَلَها عُثْمَانْ إلى الأمْصَارْ فِيها البَسْمَلَة مُثْبَتَة في مئة وثَلاثَ عَشْرَةَ سُورَة في جَمِيع سُوَرْ القُرآنْ عَدَا بَرَاءَة، والخِلاَف مَعْرُوفْ بَيْنَ أهْلِ العِلْم، هل البَسْمَلَة آيَة مِنْ كُلِّ سُورة أوْ لَيْسَتْ بِآيَةٍ مُطْلَقاً؟ أَوْ هِيَ آيَة وَاحِدَة نَزَلَتْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّوَرْ؟ فَمِنْهُم مَنْ يَقُول أنَّها آيَة مِنْ كُلِّ سُورة، يَعْنِي أنَّ البَسْمَلَة مئة وثَلاث عَشْرَة آية بِعَدَدِ السُّوَرْ التِّي صُدِّرَتْ بِها مَعَ إجْمَاعِهِمْ على أنَّها بَعْضُ آيَةٍ في سُورة النَّمْل، واتِّفَاقِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير