تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أهل العلم على أنَّها لَيْسَتْ بِآيَة في صَدْرِ بَرَاءَة، هذا القول يَسْتَنِدُ وهُو إثْبَات أنَّ البَسْمَلَة آيَة مِنْ كُلِّ سُورة إلى اتِّفَاق الصَّحابة على كِتَابَتِها مع اجْتِهَادِهِمْ في تَخْلِيصِ القُرْآنْ مِنْ كُلِّ مَا لَيْسَ بِقُرآنْ، فذكْرِهم اتِّفَاقٌ مع ذكْرِها في مئة وثلاث عَشْرَة مَوْضعاً يَدُلُّ على أنَّها آيَة،وبِهذا يَقُولُ جَمْعٌ من أهل العِلْم، والقولُ الثَّانِي أنَّها لَيْسَتْ بِآيَة مُطْلَقاً إلا فِي سُورة النَّمْل بَعْضُ آيَة، أمَّا في سُورة النَّمْل فهذا أَمْرٌ مُتَّفَقٌ عليهِ، وبَرَاءَة أيضاً مُتَّفَقٌ على أنَّها لَيْسَتْ بِآيَة، فَمِنْ أهلِ العِلْم مَنْ يَرَى أنَّها لَيْسَتْ بِآيَة مُطْلَقاً عَدَمْ اسْتِثْنَاءْ، وهذا مَعْرُوفٌ عِنْدَ المَالِكِيَّة، ومنهُم مَنْ يَرَى أنَّها آيَة واحِدَة نَزَلَتْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّوَرْ، نَزَلَتْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّوَرْ، وبِهَذا يَقُولُ بَعْضُ الحَنَفِيَّة كالجَصَّاصْ ويَمِيلُ إليْهِ شيخُ الإسْلام ابن تَيمية رحِمهُ الله، إذا قُلْنَا إنَّها آيَة مِنْ كُلِّ سُورة، أوْ قُلْنَا إنَّها آيَة وَاحِدَة نَزَلَتْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّوَرْ، هل هُناكَ فَرْق؟ فإذا قَرَأ الإنْسَانْ فِي تِلاوَتِهِ لِلْقُرْآنْ مِئَة وثَلاثَ عَشْرَة مَرَّة سَواءً كانَتْ مِئَة وثَلاثَ عَشْرَة آيَة أوْ آيَة واحِدَة نَزَلَتْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّوَرْ يُكَرِّرُها مِئَة وثَلاثَ عَشْرَة مَرَّة، الأجْرُ واحِدْ كُلُّ حَرْفٍ بِعَشْرِ حَسَنَاتْ سَواءٌ كَانَتْ آيَة واحِدَة أوْ مِئَة وثَلاث عَشْرَة آيَة، هل مِنْ فَائِدَة لِمِثْلِ هذا الخِلافْ؟ ما فَائِدَةُ الخِلاف؟ نعم ++++ [مُداخَلَة من أحد الحاضِرين بالمُحاضرة] لا نَخْتَلِ قِراءتُهُ للسُّورَة، إذا لَمْ تَكُنْ آيَة لا تَخْتَل قِراءتُهُ للسُّورَة، إذا لَمْ يَقْرَأْها من الفاتِحة لَمْ تَبْطُل صَلاتُهُ فيما لَوْ كَانَتْ آيَة بَطَلَتْ صَلاتُهُ إذا لَمْ يَقْرَأها من الفاتِحَة، على كُلِّ حَال هذه أقْوَالُ أهل العِلْم، وكأنَّ الذِّي مَالَ إليْهِ شيخُ الإسلام مُتَّجِه؛ لأنَّ الأدِلَّة على كَوْنِها لَيْسَتْ بِآيَة مِنْ كُلِّ سُورة لِها حَظٌّ من النَّظر، ولوْ لَمْ يَكُنْ من الأدِلَّة على ذلِك إلاّ الخِلاف فِي كَونِها آيَة؛ لأنَّ القُرْآنْ مَقْطُوعٌ بِثُبُوتِهِ، ومعَ وُجُودِ مِثْلِ هذا الخِلاف لا يُقْطَعُ بِثُبُوتْ البَسْمَلَة مِنْ كُلِّ سُورة، يَقُولُ اللهُ جلَّ وعلا (وَالْعَصْرِ) الوَاوْ حَرفُ قَسَمْ (وَالْعَصْرِ) هُو الدَّهْر، وأَقْسَمَ اللهُ بِهِ جَلَّ وعَلا لِمَّا يَحْصُلُ فِيهِ مِنْ أَعَاجِيبْ، لِمَا يَحْصُلُ فِيهِ مِنْ أَعَاجِيبْ، فالدَّهْر مِنْ أَوَّل الدُّنْيَا إلى آخِرِها يُقَالُ لَهُ العَصْر، وقَدْ يُطْلَقُ العَصْر ويُرَادُ بِهِ فَتْرَة مِنَ الزَّمَنْ، العُصُور الإسْلامِيَّة مَثَلاً العَصْر النَّبَويّ،عصْر الخُلَفَاء الرَّاشِدِينْ، عَصْر بَنِي أُمَيَّة، عَصْر بَنِي العَبَّاسْ وهكذا، فَيُرَادُ بِهِ فَتْرَة من الزَّمَنْ يَشْمَلُها وَصْفٌ واحِدْ، ولِذا قَالَ جَمْعٌ من المُفَسِّرِينْ، أنَّ المُقْسَمْ بِهِ هُو العَصْر النَّبَويّ الذِّي هُو أعْظَم عُصُور الدُّنْيَا، أعْظَم عُصُور الدُّنْيَا، ومِنْهُم مَنْ يَقُول إنَّ العَصْر عَصْر كُل إنْسَانٍ بِحَسبِهِ؛ لأنَّهُ في الحَقِيقة هُو حَيَاتُهُ مِنْ وِلادَتِهِ إلى وَفَاتِهِ، ولأهَميَّة هذا الوقتْ الذِّي وُجِدَ فِيهِ هذا الإنْسَانْ الذِّي يَنْبَغِي؛ بَلْ يَجِبْ عليْهِ أنْ يَسْتَغل هذا الوَقْت بِفِعْلِ الوَاجِبَاتْ، وتَرْكِ المُحَرَّمَاتْ بِتَحْقِيق عُبُودِيَّة الله جلَّ وعلا؛ بَلْ العَصْر عِبَارة عن اللَّيَالِي والأيَّام المَحْدُودَة التِّي يَعِيشُها كُلُّ إنْسَانٍ بِحَسَبِهِ، فهِيَ الخَزَائِنْ، وهِيَ العُمُر كُلُّهُ، عُمُرُ الإنْسَانْ كُلُّهُ من وِلادَتِهِ إلى أنْ يَمُوتْ واللَّيَالِي والنَّهَار كَمَا يقولُ أهلُ العلم هِيَ عِبَارة عَنْ خَزَائِنْ قِيمَتُها بِحَسَبِ قِيمة ما يُودَعُ فيها، ومنهُم من قَال إنَّ المُرَادْ بالعَصْر وَقْتُ العَصْر، وَقْتُ العَصْر الذِّي هُو آخِرُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير