تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النَّهار، ومنْهُم منْ يَقُول يَبْدَأ منْ زَوَالِ الشَّمْس إلى غُرُوبها، ومنهُمْ مَنْ يَقُول إنَّ المُرَادْ بالعَصْر صلاةُ العَصْر، صلاةُ العَصْر جَاءَ في النُّصُوصْ مَا يَدُلُّ على تَعْظِيم وقتِ العَصْر، وجاء فيها أيْضاً مَا يَدُلُّ على تَعْظِيم شأْن صَلاةِ العَصْر، وهِيَ الصَّلاة الوُسْطَى كَمَا دَلَّ على ذلك الحَدِيثْ الصَّحِيح هِيَ الصَّلاة الوُسْطَى، ومَنْ تَرَكَ العَصْر فَقَدْ حَبَطَ عَمَلُهُ، المَقْصُودْ أنَّ العَصْر مُخْتَلَفٌ فيهِ بَيْنَ المُفَسِّرِينْ، والعَصْر الذِّي هُو الوَقْتْ المَعْرُوفْ مِنْ دُخُول وَقْتِهِ إلى غُرُوب الشَّمْسْ هذا لَهُ شَأْنْ، وجَاءَ فِي تَعْظِيمِهِ في النُّصُوصْ مَا جَاء، وكذلِكَ صَلاةِ العَصْر أنَّها هِيَ الوُسْطَى التِّي هِيَ الفُضْلَى مِنْ بَيْن الصَّلَواتْ، والعَصْر أقْسَمَ اللهُ جَلَّ وعَلا بِالعَصْر لِمَا يَحْدُثُ فِيهِ سَواءٌ كَانَ بِكَامِلِهِ مِنْ أَوَّلِهِ إلى آخِرِهِ، أوْ بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ طَالَ أَوْ قَصُرْ مِنَ الأعَاجِيبْ، يَحْصُلُ فِيهِ من الأعَاجِيبْ شَيْءٌ قَدْ لا يَخْطُرُ على بَالِ الإنْسَانْ، قَدْ يُدْرِك الإنْسَانْ شَيْءٌ مِنْهُ إذا كَانَتْ لَهُ عِنَايَة بِقِرَاءَةِ التَّوَارِيخْ، وأَخْبَار الأُمَمْ المَاضِيَة يُدْرِك شَيْءٌ مِنْ هذهِ الأعَاجِيبْ، وتَصَرف الأحْوَالْ وتَصَرُّمْ اللَّيَالِي والأيَّامْ، يُدرك شيء من ذلك إذا كَانَتْ لَهُ عِنَايَة، أوْ كَانَ لَهُ بَصِيرَة يَنْظُرُ فيها بِعَيْنِ الاعْتِبَار والادِّكَار، الله جلَّ وعلا أَقْسَم بالعَصْرِ كما أقْسَمَ بالضُّحَى، وأقْسَمَ باللَّيْل، وأَقْسَم بالفَجْر، يُقْسِمُ جَلَّ وعلا بِما شَاء، يُقْسِمُ بما شَاء، ومِنْ أهْلِ العِلْم منْ يُقَدِّر مُقْسَمْ بِهِ مُضَاف إلى العَصْر مَحْذُوفْ، فَيَقُول ورَبِّ العَصْر؛ لكِنْ الأكْثَرْ عَلَى أنَّهُ لا يَحْتَاجُ إلى تَقْدِيرْ، وأنَّ الله جَلَّ وعَلا لَهُ أنْ يُقْسِمُ بِما شَاء مِنْ خَلْقِهِ، وبِمَا شَاءَ مِنْ آيَاتِهِ، يُقْسِمُ بِمَا شَاءْ وَلوْ كَانَ مَخْلُوقاً، بَيْنَما المَخْلُوقْ لَيْسَ لَهُ أنْ يُقْسِم، ولا يَحْلِف إلاّ بالله جَلَّ وعَلا، مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فَقَدْ أَشْرَكْ، مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فَقَدْ أَشْرَكْ، فالقَسَمْ بِغَيْرِ الله مِنَ الشِّرْك، إنْ كَانَ منَ الشِّرْك الأصْغَرْ عِنْدَ أهْلِ العِلْم إلاّ إنْ وَقَرَ فِي قَلْبِ الحَالِفْ أنَّهُ حَلَفَ بِهِ؛ لأنَّهُ مُسَاوٍ لله جلَّ وعلا بِعَظَمَتِهِ فهذا أَكْبَر نَسْأل الله العَافِيَة، و إلاّ فَهُو مِنَ الأَصْغَرْ الدَّاخِلْ في قَوْلِ الله جَلَّ وعلا ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)) [النِّسَاء / 48] عِنْدَ جَمْعٍ مِنْ أهْلِ العِلْم، وإنَّ الشِّرْك الأصْغَرْ كالأكْبَرْ لا يُغْفَرْ؛ بَلْ لابُدَّ أنْ يُعَذَّبْ بِقَدرِهِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلك مَآلُهُ إلى الجَنَّة إنْ لَمْ يَرْتَكِبْ مُكَفِّراً مُخْرِجاً، أمَّا الشِّرْك الأكْبَرْ فإنَّ صَاحِبُهُ خَالِدٌ مُخَلَّدٌ في النَّارْ، نَسْأل الله السَّلامَة والعَافِيَة، الله جَلَّ وعَلا أَمَرَ نَبِيَّهُ أنْ يُقْسِمَ على البَعْثْ فِي ثَلاثَةِ مَوَاضِعْ مِنْ كِتَابِهِ، والقَسَمْ إنَّمَا يُؤْتَى بِهِ لِتَعْظِيمِ الكَلامْ، لِتَعْظِيمِ الكَلام وتَأْكِيدِهِ، فالله سُبْحَانَهُ أَمَرَ نَبِيَّهُ أنْ يُقْسِمْ على البَعْثْ فِي ثَلاثَةِ مَوَاَضِعْ الأوَّلْ فِي سُورةِ يُونس ((وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي)) [يُونس / 53]، والثَّانِي فِي الآيَة الثَّالثَة فِي سَبَأْ ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي)) [سبأ / 3]، والثَّالِثْ فِي سُورة التَّغَابُنْ ((زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي)) [التغابن / 7] ثلاثة مواضع أمَر الله جل وعلا نَبِيَّهُ أنْ يُقْسِم فيها على البعث، وهذا لِبَيَانِ شَأْن عِظَمْ المُقْسَم عليهِ، عِظَمْ المُقْسَم عليهِ، النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام كثيرٌ ما يَحلِفْ، ويُقْسِمُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير