تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأمْوَالْ تَزْدَادْ، فَقِيلَ لَهُ أوْ سَوَّلَ لَهُ الشَّيْطَانْ إنَّ هذا يطلُبُ العلم، ولا لَهُ أي دُور في التِّجَارة، وأنت يُوم بالصِّينْ ويُوم بِكذا يوم، لَوْ افْتَرَقْتُمْ وصَارت مكاسِبْك لك، جَاء إلى أخيه، وقال وش رأيك و الله، قال اللي تشوفه، الأولاد قال لعلكم تفارقون، الشيخ تصرَّف بأموالِهِ، وأنت تتصرَّف بأموالِك وجَاءَهُ أيْضاً من باب الورع، قال يُمكن أتصَرَّف في بعض الأموال وأنا ما شاورتك أو آكل من هذهِ الأموال أكثر من نصيبي، فقال لهُ الشيخ أبداً اقسم أنت، اقسم واللي لي ضَعْهُ على جنب وسلِّمْنِي إياهُ، وحصلت القِسْمَة، حصلت القِسْمَة فأعطَى الشيخ نَصِيبهُ وأخذ نصيبهُ وأخذ يُضَاربُ بِهِ، الشيخ أوْدَعهُ عند واحد من التُّجَّار يعملُ بِهِ مُضاربة، وعلى رأسِ الحول جَاءَ الأخ يقُولُ لأخِيهِ الشيخ وش رأيك لَو رَجَعْنا إلى الشركة؟ قال: وش اللي عندك؟ قال و الله ذهب جميع المال والله ما بقي لنا شيء أبدْ، قال حنا على شركتنا شوف الأموال عند فُلان رُوح خذها، الإنْسَان يَتَصَوَّر أنَّهُ بِجُهْدِهِ يُرْزَقْ، بِجُهْدِهِ يُرْزَقْ، وأسْوَاقُ المُسْلِمينْ تَعُجُّ بالعَبَاقِرَة، لكِنْ وش النَّتِيجَة؟ أكثرُهُم فُقَراء يَتَكَفَّفُونَ النَّاس، وبعض النَّاس من عرفناهُم، وشاهَدْنَاهُم فِي أوْقَاتِ الصَّفَقَاتْ يَنْعُسُونْ الصَّفَقَاتْ الكُبْرَى يَنْعس، ثُمَّ بعد ذلك يأخُذ الغلَّة كُلُّهُا هذا الذِّي ينعس، فَليْسَتْ الأُمُور تخضعُ لِحِذْقِ الإنْسَانْ؛ بَلْ عُرِف مُنْذُ القِدَمْ أنَّ حِذْق الإنْسَانْ وزِيَادَةِ ذَكَائِهِ نَقْص فِي رِزْقِهِ، وشَواهِد الأحوال تَدُلُّ على هذا، الشَّاهد أنَّ الخَسَارة خَسَارَةُ الدُّنْيَا لا شَيْء بالنِّسْبَة لِخَسَارة الدِّينْ أوْ شَيء من الدِّينْ، وكُلُّ كَسْرٍ فإنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ ... ومَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانُ ((إِنَّ الْإِنْسَانَ)) الجنس كُلُّ إنْسَانْ مَحْكُومٌ عليهِ بهذا الحُكم إلاّ مَنْ اسْتُثْنِي و (إلاّ) أداة اسْتِثْنَاءْ تُخْرِجُ ما بعدها عن الحُكمُ العَامْ الذِّي قبلها، فمن المُخْرَج منْ هذهِ الخَسَارة؟ مَنْ اتَّصَفَ بالصِّفَاتْ الآتِيَة ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) أربع صِفَاتْ لَكِنَّها شَامِلَة لجميع خيري الدُّنيا والآخِرَة ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)) حَقَّقُوا الإيمان على مَا جَاء فِي حديث جبريل حينما سألَ النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام عن الإيمانْ، سَأَلَهُ ما الإيمان؟ فقال أنْ تُؤْمِنْ بالله، وملائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، واليومِ الآخر، وبالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، هذهِ أركَانُ الإيمان السِّتَّة، فَمَنْ حَقَّقَها تَحَقَّقَ لَهُ الوَصْفْ المُخْرِجْ المُنجِي من الخُسْرَانْ، وشَرْحُ هذهِ الأركانْ السِّتَّة يُخْرِجُ بِنَا عنْ مَوْضُوع الدَّرْس، وهُو موجُودٌ فِي مَظَانِّهِ، فَمَنْ حَقَّقَ آمَنْ،وَأَيْقَنْ، وصَدَّقَ، واعْتَقَدَ بِدُونِ تَرَدُّدْ ولا شك ولا رَيْبْ هذهِ الأركانْ السِّتَّة تَحَقَّقَ فِيهِ وَصْف الإيمَانْ، والإيمانُ عند أهلِ السُّنَّة قَوْلٌ باللِّسَانْ، واعْتِقَادٌ وعَمَلْ، قَوْلٌ باللِّسَانْ، واعْتِقَادٌ بالجَنَانْ، وعَمَلٌ بالأرْكَانْ، هذهِ أَجْزَاؤُهُ التِّي يَتَرَكَّبُ منها، هذِهِ أجْزَاؤُهُ التِّي يَتَرَكَّب منها، فَمُجَرَّد الاعْتِقَادْ لا يَكْفِي؛ لأنَّهُ دعوى، لابُدَّ عليها من دَلِيلْ يُثْبِتُها بالقول، فالنَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام أُمِر النَّاس أمر أنْ يُقاتل النَّاس حتَّى يقُولُوا لا إله إلا الله، فَلا بُدَّ من القول، والقول أيضاً دعوى مَا لَمْ يُصَدِّقْها العمل، كما قال الحسَنْ (لَيْسَ الإيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي؛ ولكِنْ الإيمانُ مَا وَقَر في القَلْب، وصَدَّقَهُ العمل) ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)) ((وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))، عَطْفْ الأعمال على الإيمانْ من باب عطف الخاص على العام، للاهتمام بِشَأْن الخَاصْ، والعِنَايَةِ بِهِ، و إلاَّ فالإيمانْ مُتَطَلِّبٌ للأعْمَالْ،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير