تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَلا بُدَّ من العمل في الإيمانْ، فالتَّنْصِيصُ عليهِ، على العَمَلْ للاهْتِمَامْ بِشَأْنِهِ، والعِنَايَةِ بِهِ، ((وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)) والصَّالِحَاتْ جمعُ صَالِحَة أو صالح، الأعمال الصَّالِحَاتْ مَا تَوَافَرَ فيهِا شَرْطَا القَبُول، العمل الصَّالِح مَا تَوَافَرَ فيهِ شَرْطَا القَبُول، الذِّي هُو الإخْلاصْ لله جلَّ وعلا، والمُتَابَعَةُ لِنَبِيِّهِ عليهِ الصَّلاة والسَّلام، فَلا بُدَّ من الإخلاص، فَلَو أنَّ إنْسَاناً عمل جميع ما سَمِعَ بِهِ، ومِمَّا جاء الحَثُّ عليهِ في الوحْيَيْنْ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يُخْلِصْ فِي عَمَلِهِ لله جلَّ وعلا، ولمْ يُرِدْ بِهِ وجه الله تعالى؛ فإنَّهُ لا يُقْبَلُ مِنْهُ؛ فإنَّهُ لا يُقْبَلُ مِنْهُ، ولوْ عَمِل أعْمَالاً تَسْتَغْرِقُ أنْفَاسَهُ هِيَ فِي ظَاهِرِها صَالِحَة، ويُريدُ بِها وجه الله تعالى؛ لَكِنَّها لَيْسَتْ على مِنْهَاجِ النُّبُوَّة، ولَيْسَتْ على هدْيِ النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فإنَّها حِينَئِذٍ لا تُقْبَلْ (مَنْ عَمِلَ عَملاَ لَيْسَ عليهِ أمْرُنا فَهُو رد)، مَنْ عَمِلَ عَملاَ لَيْسَ عليهِ أمْرُنا فَهُو رد، يعني مَرْدُودٌ عليهِ، ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) [الملك / 2] قال الفُضيل: أحْسَنُ عملاً: أخْلَصُهُ وأَصْوَبَهُ؛ فإنَّ العمل إذا كَانَ خَالِصاً، ولَمْ يَكُنْ صَواباً لَمْ يُقْبَلْ، وإنْ كَانَ صَواباً، ولمْ يَكُنْ خَالِصاً لَمْ يُقْبَلْ، فَلا بُدَّ منْ تَحْقِيقْ هذيْن الشَّرْطَيْنْ، الإخلاص لله جَلَّ وعلا، وأنْ يَكُون صَواباً على سُنًَّة النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام، قَدْ يَقُولُ قائل وقَدْ قِيلْ: لماذا لا نَكْتَفِي بالشَّرْط الثَّانِي؟ أنْ يَكُونْ عَمَلُنا على مُقْتَضَى مَا جَاء عنْ النَّبي عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، لِمَاذا نَشْتَرِط الإخلاص؟ لأنَّ العمل إذا لَمْ يَكُنْ يعني إذا كَانَ على هَدْيِ النَّبي عليهِ الصلاة والسَّلام؛ فإنَّهُ لابُدَّ أنْ يَكُون خَالِصاً لله جلَّ وعلا، وإذا لَمْ يَكُنْ خَالِصاً؛ فإنَّهُ لَنْ يَكُونَ على هَدْيِ النبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام؛لأنَّ هدْي النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام شَاملٌ للأعمال الظَّاهِرَة البَدَنِيَّة، وأعمالُ القُلُوبْ، فإذا كانَتْ صُورة العمل مُطابِقَة لِما جَاء عن النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام؛ لَكِنَّهُ لَيْسَ العمل خَالِصاً؛ بَلْ دَخَلَهُ وشَابَهُ مَا شَابَهُ مِنْ مُراءاة النَّاسْ، أو التَّشْرِيك في عِبَادَتِهِ؛ فإنََّهُ لَنْ يَكُونْ على هَدْيِ النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام فلا حَاجَة إلى الشَّرط الأوَّل، هكذا قالَ بعضُهُم، الكلام سلِيم أو لَيْسَ بِسَليم؟ مُسْتَقِيم أو غيرُ مُسْتَقِيم؟ يَقُول لَسْنَا بِحَاجَة إلى أنْ نَقُولْ بالشَّرْطَيْن يَكْفِينا الشَّرْط الثَّانِي؛ لأنَّهُ إذا كان على هَدْي النَّبي عليهِ الصَّلاة والسَّلام صَواباً على سُنَّة مُحمَّد عليهِ الصَّلاة والسَّلام؛ فإنَّهُ لابُدَّ أنْ يَكُون خَالِصاً فَلا دَاعِي لاشْتِرَاطْ الإخلاص؟ تَنْصِيصُ أهل العِلْم على الإخْلاص للاهْتِمَامِ بِهِ، والعِنَايَة بِشَأْنِهِ؛ لأنَّ كثيراً من المُسْلِمينْ لَوْ لَمْ يُذَكَّرْ بِهِ لَنَسِيَهُ فالنِّيَّة شَرُودْ، ويُذكر وجَاءَتْ فيهِ ِالنُّصُوصْ الكثيرة من الكِتاب والسُّنَّة، ويَتَرَدَّدْ فِي كلامِ أهلِ العلم، وشرطٌ مُؤَكَّد عِنْدَهُم، ويُكَرِّرُونَهُ فِي كُلِّ عبادة مِنْ أجْلِ إيش؟ أنْ يَتَذَكَّرَهُ الإنْسَانْ فَلا يَعْزُبُ عَنْ بَالِهِ، و إلاَّ فالنِّيَّةُ شَرُودْ، النيَّة شَرُود أنْتَ تَدْخُل بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ خَالِصَة جِئْتَ إلى المَسْجِد لِتُؤَدِّي هذهِ الصَّلاة ولَمْ يَنْهَزك عَنْ بيْتِكَ إلاَّ هذهِ العِبَادَة لله جلَّ وعَلا، ثُمَّ بعد ذلك إذا كَبَّرْت النِّيَّة لابُد أنْ تَسْتَحْضِرْها، ولاَّ تُرُوح يمينْ ولاَّ يسار تفُوتك، ويَطْرَأ على الإنْسَانْ فِي أثْنَاء صَلاتِهِ مَا لا يخْطر ببَالِهِ، فالنَّاس لابُدَّ مِنْ تَذْكِيرِهِم بهذا الشَّرْط والتَّنْصِيصْ عليهِ، وإنْ كَانَ الكلامُ الآخر لَهُ وَجْه؛ لَكِنْ لابُدَّ من التَّنْصِيصْ على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير