ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[06 - 12 - 06, 05:40 م]ـ
اخي وحيد بيطار، اقرأ البحث ادناه وستعرف مقصدي، وهو بحث نافع يفيد الجميع ان شاء الله.
هل يصح الاحتجاج بالحديث الضعيف
د. يوسف بن عبد الله الأحمد
أستاذ الفقه المساعد بجامعة الإمام. الرياض
هل يصح الاحتجاج بالحديث الضعيف، وهل صحيح أن من أصول الاستدلال عند الإمام أحمد الاستدلال بالحديث الضعيف؟.
الجواب: الحديث الضعيف ليس بحجة في إثبات الأحكام الشرعية حتى في السنن والمستحبات باتفاق أهل العلم، وإنما قال بعض أهل العلم بأنه لا بأس من إيراد الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وليس في إثبات الأحكام بثلاثة شروط:
الأول: ألا يكون الضعف شديداً.
الثاني: أن يكون العمل الذي ورد فيه الفضل قد ثبت بدليل صحيح.
الثالث: ألا يجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه المسألة يخطئ في فهمها كثير من طلبة العلم، ولعل اللبس في الفهم يزول بالتوضيح بالمثال، والمثال: حديث عائشة مرفوعاً: " من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة، بنى الله له بيتاً في الجنة " أخرجه البيهقي بسند ضعيف.
هذا الحديث في فضائل الأعمال، والفضل هنا قوله (بنى الله له بيتاً في الجنة) هذا الفضل لا يجوز إيراده لأن أصل العمل وهو صلاة عشرين ركعة بين المغرب والعشاء لم يثبت بدليل صحيح أو حسن، فلا يجوز حينئذ أن يورد حديث ضعيف في فضله. ولو فرضنا بأن العمل ثابت بدليل صحيح فإنه لا بأس عند بعض أهل العلم من ذكر الحديث الضعيف الوارد في فضله. وإن كان الأولى عدم ذكره بالكلية، وإنما أردت بذلك توضيح كلام أهل العلم في هذه المسألة.
ولشيخ الإسلام توضيح نافع كما في (مجموع الفتاوى 1/ 250 - 251) قال رحمه الله: " ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب، وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروى في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحبًا بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع، وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شئ إلا بدليل شرعي، لكن إذا علم تحريمه وروى حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب جاز أن يرويه فيجوز أن يروى في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أنه كذب لكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله ".
وللألباني رحمه كلام نافع في القاعدة الثانية عشر في مقدمة كتابه تمام المنة. ولفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير كتاب قيم بعنوان: الاحتجاج بالحديث الضعيف.
أما ما ينقل عن الإمام أحمد بأنه يحتج بالحديث الضعيف فغير مسلم، وإنما مراده بالحديث الضعيف والمرسل الذي يحتج به: الذي ارتقى إلى درجة الحسن. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/ 251 - 252): " ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه، ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومَن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن .. وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام صحيح وحسن وضعيف هو أبو عيسى الترمذي في جامعه، والحسن عنده ما تعددت طرقه ولم يكن في رواته متهم وليس بشاذ فهذا الحديث وأمثاله يسميه أحمد ضعيفاً ويحتج به، ولهذا مثَّل أحمد الحديثَ الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما وهذا مبسوط في موضعه "اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (1/ 31): " الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ولا قول صاحب، ولا إجماعاً على خلافه، كان العمل به عنده أولى من القياس "اهـ.
وبهذا ينتهي الجواب. والحمد لله رب العالمين.
24/ 4/1427هـ
قاله وكتبه د. يوسف بن عبد الله الأحمد.
أستاذ الفقه المساعد بجامعة الإمام
ص. ب:156616 - الرمز البريدي: 11778.
هاتف وناسوخ / 014307275
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 11:06 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي أبو عبد الرحيم وبارك فيك
وصلت الفكرة تماما نسأل الله أن يضاعف لك الأجر