فقال له: إنه هجم على اسم مولانا الوزير واغتصب منه الواو , فسلط النحويون عليه زيدًا يضربه كل يوم جزاء وقاحته وفضوله – يشير إلى زيادة "واو" عمرو وإسقاط الواو الثانية من داود –.
فأعجب الوزير بهذا الجواب كل الإعجاب , وقال لرئيس العلماء: أنت أعلم من أقلته الغبراء، وأظلته الخضراء , فاقترح عليّ ما شئت فلم يقترح عليه سوى إطلاق سبيل العلماء المسجونين , فأمر بإطلاقهم , وأنعم عليهم وعلى علماء بغداد بالجوائز والصلات.
أحسن داود باشا في الأولى وأساء في الأخرى , ولو كنت مكانه ما أطلقت سبيل هؤلاء النحاة من سجنهم حتى آخذ عليهم عهدًا وثيقًا أن يتركوا هذه الأمثلة البالية إلى أمثلة جديدة مستطرفة تؤنس نفوس المتعلمين وتذهب بوحشتهم , وتحول بينهم وبين النفور من منظر هذه الحوادث الدموية بين زيد وعمرو , وخالد وبكر.
لا ينال المتعلم حظه من العلم إلا إذا استطاع تطبيقه على العمل والانتفاع به في موضعه و موطنه الذي وضع لأجله , ولن يستطيع ذلك إلا إذا استكثر له معلمه من الأمثلة والشواهد الملائمة لقواعد ذلك العلم , وافتن له في إيرادها افتنانًا يقرب إلى ذهنه تلك الصلة من العلم والعمل , ويسهل له الوصول إلى القدرة على تلك المطابقة.
علام يتعلم الطالب النحو والصرف إن عجز أن يقرأ صحيحًا كل كتاب وكل صحيفة؟، وعلام يتعلم علوم البلاغة إن عجز عن معرفة أسرار الكلام , وأوجه بلاغته وفهم المراد من مختلفات أساليبه , وعن الإبانة عما يدور في نفسه إبانة واضحة لا يشوبها قلق ولا اضطراب؟.
عجيب جدًا أن يفهم الصانع الأميّ أن العلم للعمل , فلا يتعلم النجارة إلا ليصنع الأبواب والصناديق , ولا الحداد إلا ليصنع الأقفال والمفاتيح , و أن يجهل المتعلم هذه القضية الضرورية , فلا يهمه من العلم إلا الاستكثار من المعلومات والقواعد , وإن عجز بعد ذلك عن التصرف فيها , والانتفاع بها في مواطنها.
----
نقلته من إحدى المنتديات، وختم المقال بقول: [زيد وعمرو للمنفلوطي .. بتصرّف].
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[15 - 04 - 08, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيرا، وحبذا لو ينقل الموضوع الى قسم العربية.
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 04:10 ص]ـ
فائدة مهمة أخي المسيطير
وفقك الله وجزاك خيرا
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[16 - 04 - 08, 01:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
وقال رجل لما حضر مجلس نحو:
ما للنحو جئتكم، لا ولا فيه أرغب
خلي زيدا لشأنه أينما شاء يذهب
أنا مالي ولمرئ أبد الدهر يضرب
والأمر ليس مقتصرا على النحاة وفقط، فقد قال الشيخ محمد الأمين في منظومة فروع المالكية:
وبعد إن البيع من أمور .............. جهل الفتى لها من المحظور
لأن عمرا ربما احتاج إلى .......... ما عند زيد من طعام مثلا
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 11 - 08, 05:03 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء.
----
قال الأخ فهد الشبيب وفقه الله في منتدى الألوكة:
(علل بعض مشايخنا في كلية اللغة - غفر الله لهم أجمعين - تعليلاً لطيفاً، فقال: هم اختارو " زيداً ": لأنه الإسم الوحيد من أسماء الصحابة المذكور في القرآن، و أما " عمرا " فقال لعلها تنكيلاً بأبي جهل، ولذا في الغالب يأتي في معرض الذم.
هذا ما علل به و يرد عليه أشياء لكن له حظ من النظر) أ. هـ.
ـ[ابوهشام المدني]ــــــــ[20 - 11 - 08, 11:01 م]ـ
جزاكم الله خي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رر
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[22 - 11 - 08, 08:33 م]ـ
وقال رجل لما حضر مجلس نحو:
ما للنحو جئتكم، لا ولا فيه أرغب
خلي زيدا لشأنه أينما شاء يذهب
أنا مالي ولمرئ أبد الدهر يضرب
بارك الله فيك ..
هذه الأبيات قالها أحد طلاب المقرئ أبي القاسم عيسى الجزولي النحوي، أتى ليقرأ عليه لأبي عمرو البصري فقيل له: ألا تقرأ على الشيخ النحو، فقال هذه الأبيات، وهي:
ليس للنحو جئتكم ** لا، ولا فيه أرغبُ
خلِّ زيدا لشأنه ** أينما شاء يذهبُ
أنا مالي ولامرئٍ ** أبد الدهر يُضربُ
وهكذا ذكرها ابن خلكان في " وفيات الأعيان " و ابن الجزري في " غاية النهاية ".
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[22 - 11 - 08, 09:53 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذه الأبيات قالها أحد طلاب المقرئ أبي القاسم عيسى الجزولي النحوي، أتى ليقرأ عليه لأبي عمرو البصري فقيل له: ألا تقرأ على الشيخ النحو، فقال هذه الأبيات، وهي:
ليس للنحو جئتكم ** لا، ولا فيه أرغبُ
خلِّ زيدا لشأنه ** أينما شاء يذهبُ
أنا مالي ولامرئٍ ** أبد الدهر يُضربُ
وهكذا ذكرها ابن خلكان في " وفيات الأعيان " و ابن الجزري في " غاية النهاية ".
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[23 - 11 - 08, 07:05 م]ـ
ومن الطرائف ما حكاه لنا بعض الأفاضل من أن معلم سئل تلميذه المبتدئ عن إعراب (شرب محمد اللبن)
فأجاب قائلا: إن كان محمد زيد أو عمرو فهو فاعل.
¥