ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 12 - 06, 04:25 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بما كتبتم
هنا نقل أخونا الفاضل المبدع فتىالأدغال جملة من الرسائل فلعله يسهل النقل عليكم:
http://alsaha2.fares.net/[email protected]@.1dd3fe83/13
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 06:10 ص]ـ
تأخر علينا شيخنا أبو تيمية إبراهيم!
فرأيت أن أضع ما استللته من فوائد هذه الرسائل، وعذرا على التقدم بين يدي المشايخ.
(ص 15)
إنك تريد امتلاك (ناصية الأدب) كما تقول فينبغي أن تكون لك مواهب وراثية تؤديك إلى هذه الغاية وهي ما لا يعرف إلا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمنا فإن ظهر عليك أثرها وإلا كنت أديبا كسائر الأدباء الذين يستعيضون من الموهبة بقوة الكسب والاجتهاد. فإذا رغبت في أقرب الطرق إلى ذلك فاجتهد أن تكون مفكرا منتقدا وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ وادرس ما تصل إليه يدك من كتب الاجتماع والفلسفة الأدبية في لغة أوربية أو فيما عرب منها. واصرف همك من كتب الأدب العربي بادئ ذي بدء إلى كليلة ودمنة والأغاني ورسائل الجاحظ وكتاب الحيوان والبيان والتبيين له وتفقه في البلاغة بكتاب المثل السائر وهذا الكتاب وحده يكف لك ملكة حسنة في الانتقاد الأدبي وقد كنت شديد الولوع به.
ص 16
ورأس هذا الأمر بل سر النجاج فيه أن تكون صبورا وأن تعرف أن ما يستطيعه الرجل لا يستطيعه الطفل إلا متى صار رجلا، وبعبارة صريحة إلا من انتظر سنوات كثيرة.
ص 17
وأما هذه الكتب التي وعدت الناس بها فالنية معقودة عليها وحسبك من جهتي أنا صحة النية. ولكن ماذا أصنع والناس عندنا ما تعلمون تخاذلا وتقصيرا وبخلا بالدراهم القليلة ينفقونها على الأدب وكيف لي أن أملأ الأسواق بكتبي ويدي فارغة ... ؟
ص 22
اقرأ كل ما تصل إليه يدك فهي طريقة شيخنا الجاحظ وليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة وفكر واسع وملكة تقوى على الابتكار
فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه
ص 24
وهنا أشياء أخرى لا أريد أن أبوح بها، ولكنها في الجملة أشياء أساعد بها رِفدا فينتحلها أهلها وينشرونها بأسمائهم وأنا بذلك راض مسرور. وليت الزمن يهيئ لي أسباب التفرغ للكتابة والشعر ويغنيني عن التكسب من الوظيفة التي أنا فيها – وهي في المحكمة الأهلية هنا – ولكن ماذا أصنع والأمة خاملة كما ترون، فلا تكاد تقوم بعيش أديب واحد ليخدمها مدة عمره.
ص 28
أما كتب المنطق فلا فائدة منها إلا تفتيق الذهن، وهذه الفائدة على أتمها في كتب الكلام العربية كالمقاصد والمواقف وغيرهما، على أن ذلك لا يمنع من قراءة المنطق العربي اليوناني. ولكن المتأخرين جعلوا هذا الفرع من العلم غاية في الترتيب والسهولة والفائدة، وأريد بالمتأخرين علماء الأفرنج. ومن أجزاء الفلسفة النظرية جزء خاص في المنطق.
ورأيي أنا أن علم المنطق كعلم البلاغة لا فائدة في كليهما لمن لا يستطيع أن يكون منطقيا وبليغا بدرسه وبحثه. وإني أذكر لكم خبرا عن نفسي فقد كنت أول الطلب منذ 17 سنة قصدت مصر واجتمعت هناك بطائفة من أهل الفكر وكان منهم عبد العزيز الثعالبي وهو رجل تونسي مؤرخ سياسي كان يدرس في أوروبا بعض فروع المشرقيات، ومن أمره أنه لا يتكلم إلا الفصحى فساجلته الحديث بلغته وطريقته المنطقية – ولم أكن قرأت في المنطق شيئا غير فصل واحد من كتاب أزهري يبتدئ به المجاورون وقد أنسيت اسمه – فقال لي أخيرا على من درست المنطق؟ قلت له: ومن الذي وضع هذا العلم؟ قال: أرسطو. قلت: ولم لا تكون قريحتي في ذلك كقريحة أرسطو ...
أسوق لكم هذه العبارة لتعلموا أن الفن نفسه غير ضروري على ما هو في كتبه فإن زمن المصطلحات المنطقية قد مضى، وكانت هذه المصطلحات لازمة للجدل ولا جدل اليوم .. ويمكنكم أن تبدأوا القراءة في الكتب المقررة لطلبة الأزهر وهي شروح وحواش كلها مفيد ...
ص 34
على أني أحب لك أن لا تحفل كثيرا بأقوال المتأخرين وكتابتهم ومحاوراتهم فيما يختص بالأدب العربي وتاريخه لأنهم جميعا ضعاف لم يدرسوه ولم يفكروا فيه، فابحث أنت وفكر واجتهد لنفسك فهذه هي السبيل.
ص 39
ولقد كنت أنا السبب في أن زيدان ألف كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية) ولذلك تاريخ لا محل له الآن.
ص 40
¥