تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإنشاء لا تكون القوة فيه إلا عن تعب طويل في الدرس وممارسة الكتابة والتقلب في مناحيها والبصر بأوضاع اللغة وهذا عمل كان المرحوم الشيخ عبده يقدر أنه لا يتم للإنسان في أقل من عشرين سنة. فالكاتب لا يبلغ أن يكون كاتبا حتى يقطع هذا العمر في الدرس وطلب الكتابة.

فإذا أوصيتك فإني أوصيك أن تكثر من قراءة القرآن ومراجعة الكشاف (تفسير الزمخشري). ثم إدمان النظر في كتاب من كتب الحديث كالبخاري أو غيره ثم قطع النفَس في قراءة آثار ابن المقفع (كليلة ودمنة واليتيمة والأدب الصغير) ثم رسائل الجاحظ وكتاب البخلاء، ثم نهج البلاغة، ثم إطالة النظر في كتاب الصناعتين للعسكري والمثل السائر لابن الأثير ثم الإكثار من مراجعة أساس البلاغة للزمخشري. فإن نالت يدك مع ذلك كتاب الأغاني أو أجزاء منه والعقد الفريد، وتاريخ الطبري فقد تمت لك كتب الأسلوب البديع. اقرأ القطعة من الكلام مرارا كثيرة ثم تدبرها وقلب تراكيبها ثم احذف منها عبارة أو كلمة وضع من عندك ما يسد سدها ولا يقصر عنها واجتهد في ذلك، فإن استقام لك الأمر فترق إلى درجة أخرى. وهي أن تعارض القطعة نفسها بقطعة تكتبها في معناها وبمثل أسلوبها فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ في غيرها ثم غيرها حتى تأتي قريبا من الأصل أو مثله.

ص 55

..... والمطابع العربية في غاية من الجهل والإهمال فلا يدققون ولا يبالون باسم ولا سمعة.

ص 72

والذي كان يكتب عن العقاد في عكاظ هو بقلم عبد الرحمن شكري وهو أصل الشر لأنه كتب إرضاء لشوقي ..

...... وأخبرني نجيب أفندي الغرابلي المحامي وهو من أعضاء اللجنة أن نشيد الهراوي ليس له وإنما هو للشيخ عبد المطلب [الشيخ محمد عبد المطلب الشاعر البدوي] وهذا شائع في مصر فلعن الله مثل هذا الأدب وأهله.

ص 76 – 77

ولو اتفق لك يوما أن تطبع كتابا لعلمت ما لم تعلم من أمر هذه الحرفة فإنك تتسلم الكتاب من المطبعة ثم لا تدري أين تضعه، فإذا طبعت 3000 نسخة أخذت المكاتب منك 100 أو 200 وحرت بالباقي إذا لم يكن لك محل في مصر، وهذا هو الذي يضايقني كلما كثرت كتبي، فإذا لم يكن للمؤلف محل أو مكتبة يشاركها لقي المر وتعب تعبا شديدا بكتابه، وترى المؤلفين والكتاب من أجل ذلك يبيعون كتبهم لمثل المكتبة التجارية وغيرها بالثمن البخس، واتبع المنفلوطي هذه الخطة الآن فهو يكتب ويسلم لصاحب المكتبة التجارية لقاء مبلغ زهيد وسأجتهد في البحث عمن يشتري النظرات ولو بثمن قليل ولولا هذه العلة ما بعت طبع حديث القمر .. وأهل السوق أكثرهم أدنياء لا يرعون حرمة ولا صنيعة.

....... فإن المطابع الأفرنجية كالعربية في الكذب وإخلاف المواعيد.

ص 96

أما مهذب الأغاني (للشيخ الخضري) فدعك من هذا العبث والحمد لله على وجود الأصل

ص 101

فامتحن نفسك يا أبا رية في هذه المسألة، لم أكثر العرب من مشتقات ومصادر كذبَ دون صدقَ؟

ص 114

كانت لي عادة أن لا أكتب في شهر رمضان، فلما خالفتها في السنة الماضية بكتابة (عاصفة القدر) ضاعت السنة كلها في مرض وكدر، وكانت الرواية أشأم ما كتبت بما جرت علي من الاضطراب فلا بد من السكون إلى آخر الشهر المبارك شهر القرآن والعبادة.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 06:23 ص]ـ

ص 122

أما الدستور الكتابي الذي طلبته فالقول فيه طويل ولكن خذ كتابا واحدا كالعقد الفريد لابن عبد ربه فاقرأه واحفظ كل ما تستحسن منه حفظا كحفظ القرآن لا تدع خبرا ولا كلاما ولا شعرا من كل ما ترى فيه جزالة وسبكا وطرافة ومعنى، فإنك لا تفرغ من ذلك ولا تنقل الكتاب إلى رأسك حتى تنقلب شيئا جديدا وقد علمت أن صاحب الصاعقة [أحمد فؤاد وكان كاتبا بليغا] يحفظ الكتاب كله وأنه به وحده صار كاتبا له ديباجته التي يتواصفونها، ولا تنس أن الغرض الأول هو الأسلوب ثم يأتي الغرض الآخر مما لا بد فيه من الدرس العلمي في كتب كثيرة فاجتهد في مادة الأسلوب فإنها هي المظهر وبها التمييز بين الكتاب وسر خطوة خطوة إذا أردت أن تقطع الطريق إلى آخرها واجعل شعارك هذه الكلمة وهي ((أن النبوغ صبر طويل))

ص 154

ألا يجوز للإنسان أن يلعن هذه البقعة وأهلها بعد أن يرى كلامه أرقى من كلام (برجسون) ثم لا يرى لنفسه شيئا من البَرْجَسَة ولا رائحتها حتى ولا يستطيع أن يفرغ للأدب!

( ....... ابتسامة)

ص 164

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير