تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا يأيس الضعيف من عدله فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه يتمثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين فكأني أسمعه الآن وهو يقول يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول للدنيا إني تعزرت، إني تشوفت هيهات هيهات غري غيري قد بتتك ثلاثا فعمري قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر وحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال هكذا كان أبو الحسن رحمه الله فكيف وجدك عليه يا ضرار قال وجد من ذبح واحد في حجرها لا يرقى دمعتها ولا يسكن حرها ثم قام فخرج

ومن طريق آخر قال ابن عساكر:

أخبر أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد الخطيب أنبأ جدي أبو عبد الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن أبي السجيس نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو محمد عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم العبقسي النجراني القاضي نا أبو زيد عمر بن شبة النمري نا أبو الحسن علي بن محمد المدائني عن محمد بن غسان الكندي قال دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية فقال له معاوية صف لي عليا يا ضرار قال أو تعفيني من ذلك يا أمير المؤمنين قال أقسمت عليك لتفعلن قال أما إذا أتيت فنعم كان والله بعيد المدى شديد القوى يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة على لسانه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته كان طويل الفكرة غزير الدمعة يقلب كفه ويخاطب نفسه وكان فينا كأحدنا يقربنا إذا أتيناه ويجيبنا إذا دعوناه ونحن مع قربه منا وتقريبه إيانا لا نبتديه لعظمته ولا نكلمه لهيبته فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يقدم أهل الدين ويفضل المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا يأيس الضعيف من عدله فأقسم بالله لرأيته في بعض أحواله وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته في محرابه يتململ كما يتململ السليم ويبكي بكاء الوالد الحزين وهو يقول في بكائه يا دنيا يا دنيا إلي تعرضت أم لي تشوقت هيهات هيهات لا حان جنبك قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك عيشك حقير وخطرك يسير وعمرك قصير آه من يعد الدار وقلة الزاد ووحشة الطريق قال فانهملت دموع معاوية على خديه حتى كفكفها بكمه واختنق القوم جميعا بالبكاء فقال معاوية رحم الله أبا الحسن فلقد كان كذلك فكيف جزعكم عليه يا ضرار قال جزع من ذبح ولدها في حجرها فما تسكن حرارتها ولا ترقى دمعتها قال فقال معاوية لكن أصحابي لو سئلوا عني بعد موتي ما أخبروا بشئ مثل هذا

وذكر ابن عساكر أيضا:

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي صالح السمان قال رأيت عليا دخل بيت المال فرأى فيه شيئا فقال ألا أرى هذا ها هنا وبالناس إليه حاجة فامر به فقسم وأمر بالبيت فكنس ونضح فصلى فيه أو قال فيه يعني قام

ثم ذكر بعد:

قال ونا سعيد بن محمد عن هارون بن عنترة عن أبيه قال أتيت عليا بالرحبة يو نيروز أو مهرجان وعنده دهاقين وهدايا قال فجاء قنبر فأخذ بيده فقال يا أمير المؤمنين إنك رجل لا تليق شيئا وإن لأهل بيتك في هذا المال نصيبا ولقد خبأت لك باسنة قال وما هي قال انطلق فانظر ماهي قال فأدخله بيتا فيه باسية مملوءة انية ذهب وفضة مموهة بالذهب فلما رآها علي قال ثكلتكم أمك لقد أردت أن تدخل بيتي نارا عظيمة ثم جعل يزنها ويأتي كل عريف بحصته ثم قال * هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه * ثم قال لا تغريني وغري غيري قال ونا معتمر عن عبد العزيز بن محمد عن أبيه أن عليا أوتي بالمال فأقعد بين يديه الوزان والنقاد فكوم كومة من ذهب وكومة من فضة وقال يا حمراء يا بيضاء احمري وابيضي وغري غيري ثم قال * هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه

ـ[أبو عمرو الشامي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 03:03 ص]ـ

جزاك الله خيراً ... أخي هشام ... وبارك الله لك في علمك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير