تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من ضل إذا اهتديتم) جاء في معنى هذه الآية في سنن أبي داود ج4/ص123 وغيره عن أبي أمية الشعباني قال سألت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية عليكم أنفسكم قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك يعني بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله وزادني غيره قال يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم.

والحديث يفيد أن هذه الآية والتي تأمر بلزوم المسلم نفسه وتعذره عن القيام بالنهي عن المنكر إنما هي فيمن كان على مثل حالكم في بلد لا يسمع فيه لأمر بمغروف ولا نهي عن منكر.

وما ذكرته من أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فليس فيما أعلم حديثا بل هو مثل وحكمة ومحل هذا المثل فيمن كان قادرا على إظهار الحق ومع ذلك يسكت عنه إما بكتمان شهادة أو نحو ذلك وعلى أي حال فالأمثال والحكم ليست شرائع لازمة الاتباع.

أما سؤالك الأول والذي تقول فيه: - هل جلي هذه الكؤوس أوالأدوات المستخدمة في تحضير المعجنات الآنف ذكرها جائزأم لا؟؟

فالجواب والله أعلم: أن الأصل في الخمر تحريم شربها واستخدامها في الطعام وتعاطي جميع الأوجه المعينة عليها قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) وفي سنن أبي داود ج3/ص326

أن ابن عمر رضي اله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه 3674

وعليه فإن المشاركة في أي خدمة تقدم لمتعاطي الخمر هي خدمة محرمة لكن ما ذكرته من أنك تغسل الأطباق في المطعم وليست كل الأطباق التي تغسلها هي أطباق خمر بل بعض الأطباق هي أطباق خمر فغسل أطباق الخمر ليس كل عملك بل جزء منه ولما ذكرته من ظروفك في هذا البلد المحتل فرج الله عنه فإن بقاءك في هذا العمل جائز مع اشتراط أن تكون مضطرا لهذا العمل بحيث لو تركته لم تجد غيره ولو براتب أقل يعيشك وأسرتك بالمعروف.

أما سؤالك الثالث ونصه: ان مما ابتليت به المجتمعات الاسلامية في هذا الزمان هو شتم الذات الالاهية والدين والرسول - عليه السلام - وقد كان هؤلاء العصاة وغيرهم من اليهود يكثرونمن هذا الفعل المشين أثناء فترة العمل – فلا حول ولا قوة الا بالله -. فهل يجوز لي البقاء في أماكن تواجد هؤلاء زمن الشتم - أي فترة العمل - أم علي ترك الوظيفة. علما بأنه قلما تجد شبابا ملتزمين في سوق العمل الحر وكثيرا ما نواجه هذا الفلتان الديني في شتى الأمكنة حتى صار لكثير منا أمرا طبيعيا مستهجنين منكره عليهم , لا بل والأدهى من ذلك اعتباره عنصريا أو متشددا و يقومون بفصلهمن العمل؟؟

فالجواب أن الواجب على المسلم البعد عن مواطن الاستهزاء بآيات الله كما قال تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) لكن البلاء الذي أنتم فيه ومساكنتكم أعداء الأمة وعدم قدرتكم على الهجرة بدينكم بل إن الهجرة عليكم وترك البلاد للكفار المغتصبين أمر يجر على الأمة البلاء فليس لكم أمام هذا الاستهزاء إلا نصح من ينتصح وتجاهل من لا ينتصح

أما سؤالك الرابع: هل ما تقاضيته من أجر عن هذه الوظيفة هو أجر حلال أم حرام. وان كان حراما بالكلية أو الجزئية فماذا علي فعله اذ أني لم أتصرف بهذا المال بعد؟؟

فالجواب أن ما تقاضيته هو ما مال حلال بالكلية لأنه أجر على عمل مباح في أصله لأن غسل الأطباق مباح وإنما المحرم هو المعاونة على المأثم ولم تكن في عسيلك لأطباق الخمر وآنيته قاصدا المأثم بل قد تورعت ما استطعت وقصدت إعفاف نفسك وأهلك.

أما سؤالك الخامس وهو:فيما يخص الصلاة , لم يكن هناك مكان لأصلي فيه الا غرفة المخزن الذي يحوي بالطبع على الخمور , فهل كان جائزا لي اقامة الصلاة في مكان كهذا أم لا وانلم يكن جائزا فماذا ينبغي فعله؟؟

فالجواب أن ارسول صلى الله عليه وسلم يقولكما في: صحيح البخاري ج1/ص128 (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) فإن لم يكن لك إلا هذا المكان ولم يكن يتقاطر فيه شي من الخمر فالصلاة فيه جائزة أما إن كان يتقاطر فيه شئ من الخمر فالمكان نجس لا تجوز الصلاة فيه لأن الخمر في ذاتها نجسة كما في قول الله تعالى (رجس من عمل الشيطان) والرجس النجس

هذا وأسأل الله لك التوفيق والسداد والعون على الصبر والنصر قادم بإذن الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير