تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما في الصلاة فخلاصة أقوال الفقهاء أنه إذا كان للكلام ارتباط بما بعده فيظل على نفس القراءة، فإذا انقضي ارتباط الكلام فله أن ينتقل عنها إلى غيرها، و إن كان الأولى أن يستمر على نفس القراءة ما دام في ذلك المجلس أو تلك الصلاة (1)، و فد فصل الإمام ابن الجزري في ذلك تفصيلا حسنا فقال: و الصواب عندنا في ذلك التفصيل و العدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول: إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) (2) بالرفع فيهما أو بالنصب آخذا رفع (آدم) من قراءة غير ابن كثير و ر فع (كلمات) من قراءة ابن كثير و نحو (و كفلها زكريا) (3) بالتشديد مع الرفع أو عكس ذلك، و نحو (أخذ ميثاقكم) (4) و شبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية و لا يصح في اللغة، و أما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية و تخليط على أهل الدراية، و إن لم يكن على سبيل النقل و الرواية بل على سبيل القراءة و التلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه و لا حظر، و إن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من أن ذلك مكروه أو حرام، إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا عن الأمة وتهوينا على أهل هذه الملة فلو أوجبنا عليهم قراءة كل رواية على حدة لشق عليهم تمييز القراءة الواحدة، و انعكس المقصود من التخفيف، و عاد الأمر بالسهولة إلى التكليف (5)

ثانيا:

الجمع بمعنى تكرار الكلمة أكثر من مرة بقراءات متعددة:

اختلاف القراءات اختلاف تنوع، والسنة في هذا ألا يجمع بين البدل والمبدل منه، مثلما لا يصح أن يجمع بين أكثر من صيغة للأذان في أذان واحد، أو بين أكثر من صيغة للتشهد في تشهد واحد، أو بين أكثر من صيغة للاستفتاح في صلاة واحدة، فكذلك لا يصح أن يجمع أكثر من قراءة في نفس الكلمة بأن يعيدها مرات بقراءات مختلفة، إلا إذا كان على سبيل التعلم أو التعليم، وما عدا ذلك فهو معدود من بدع القراء،

و أما في مقام التعليم فلا بأس بجمع القراءات على الكيفية التي اصطلح عليها علماء القراءات بغرض التدريب على تمييز الفروق بين القراءات و لاختصار وقت المعلم و التلميذ (6)


(1) انظر مجموع الفتاوى 22/ 445، التبيان للنووي 136
(2) البقرة: 37
(3) آل عمران: 37
(4) الحديد: 8
(5) النشر 1/ 22
(6) انظر الأدلة العقلية على جواز جمع القراءات النقلية لعبدالفتاح الهنيدي 3 - 16، بدع القراء 18

تنبيه: بقي أن نقول غفر الله للشيخ محمد رفعت فقد كان متأولا في هذا يرى جوازه، وقد أفتى بعضهم بجوازه فجانب الصواب، والله أعلم

ـ[صقر]ــــــــ[20 - 12 - 02, 08:56 م]ـ
لقد قرأت فتوى لشيخ الإسلام رحمه الله عن جمع القرآءات

وكأنه يميل إلى بدعيتها، إلا في حالة واحدة وهي إذا خاف طول الزمان و فوات إمكان القراءة بكل واحدة منها على حدة. والله أعلم

وثانيا / هؤلاء القراء ليسوا من أهل العلم الشرعي غالبا، ولذلك تجدهم يقرأون في المآتم، والاحتفالات البدعية، ويجمعون القرآءات عند قرائتهم في تلك الاحتفالات.

فلذلك قول الأخ أبو خالد السلمي وفقه الله عن (محمد رفعت) رحمه الله: ((تنبيه: بقي أن نقول غفر الله للشيخ محمد رفعت فقد كان متأولا في هذا يرى جوازه، وقد أفتى بعضهم بجوازه فجانب الصواب))

فقصدت التنبيه إلى أنه ليس من أهل العلم و إنما قارئ للقرآن الكريم، فرحمه الله تعالى.

ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 12 - 02, 09:17 م]ـ
غفر الله لك يا شيخ وليد

وأسأل الله أن يدخلك الفردوس الأعلى من الجنة

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:52 م]ـ
أخانا الحبيب أبا خالد السلمي - جزاك الباري خيرا و وفقك الله -
و إن كنتم أنتم لا رأي لكم، فمن ذا الذي له رأي!
و أحمد الله أن سؤالي أثار حفيظة الشيخ هيثم فأتحفنا بسؤالاته الجيدة فبارك الله في السائل و المجيب.
و بارك الله أيضا في أخينا الحبيب و صديقي في الجامعة الأخ بشير على هديته القيمة (التلاوة التي أتحفنا بها).
و من جمال التلاوة: هدوء القارئ في قراءته، و تحزين الصوت من غير تكلف، بارك الله في الشيخ محمد عبد الكريم.

ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[22 - 12 - 02, 08:07 م]ـ
الحمد لله على ما وفر لنا من وسائل ليتصل بعضنا ببعض

متى تزورنا يا إبراهيم (أقصد أبا تيمية)

فيما يخص الشيخ محمد عبد الكريم بلغني أنه نال شهادة الدكتوراه في علم القراءات من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فهل لكم علم بذلك؟

************

الشيخ السلمي حفظك الله وجزاك الله خيرا إذا تواضعت أنت ماذا نفعل نحن؟؟؟

أخوكم الضعيف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير