تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا يفهمه فضلا عن أن ينظمه إلا من هو من الحفاظ الأفراد والأئمة النقاد والجهابذة الجياد, وله غير ذلك من المصنفات التي هي كالعقود في الأجياد, وكان من صغره موصوفا بالحفظ الباهر والفهم الثاقب والبحر الزاخر جلس مرة في مجلس إسماعيل الصفار وهو يملي على الناس الأحاديث فقال له بعض المحدثين في أثناء المجلس: إن سماعك لا يصح وأنت تنسخ. فقال الدارقطني: فهمي للإملاء أحسن من فهمك وأحضر ثم قال له الرجل: أتحفظ كم أملى حديثا؟ فقال: إنه أملى ثمانية عشر حديثا؟ إلى الآن, والحديث الأول منها عن فلان عن فلان ثم ساقها كلها بأسانيدها وألفاظها لم يخرم منها شيئا، فتعجب الناس منه وقال: "قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: "لم يرَ الدارقطني مثل نفسه". وقال ابن الجوزي: "وقد اجتمع له مع معرفة الحديث العلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر مع الإمامة والعدالة وصحة العقيدة وفي تذكرة الحفاظ للذهبي قال الحاكم: "صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في القراء والنحويين وأقمت في سنة سبع وستين -أي وثلاثمائة- ببغداد أربعة أشهر وكثر اجتماعنا فصادفته فوق ما وصف لي وسألته عن العلل والشيوخ, وله مصنفات يطول ذكرها, فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله".

وقال أبو ذر الهروي: "قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم يرَ مثل نفسه فكيف أنا".

وكان عبد الغني بن سعيد المصري إذا ذكر الدارقطني قال: أستاذي. وفي تاريخ بغداد قال القاضي أبو الطيب الطبري:" كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وما رأيت حافظا ورد بغداد إلاّ مضى إليه وسلم له". يعني فسلم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.

وقال عبد الغني بن سعيد المصري: " أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي ابن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته".

وقال ابن العماد في شذرات الذهب: "الحافظ الكبير شيخ الإسلام إليه النهاية في معرفة الحديث وعلومه وكان يدعى فيها: أمير المؤمنين".

وقال العراقي في طرح التثريب: "وكان أحفظ أهل زمانه, صنف السنن والعلل والمؤتلف والمختلف وغير ذلك".

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: "الحافظ المشهور كان عالما حافظا فقيها على مذهب الإمام الشافعي وقال: "وانفرد بالإمامة في علم الحديث في عصره ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية: "الحافظ المشهور الاسم صاحب المصنفات إمام زمانه وسيد أهل عصره وشيخ أهل الحديث".

آثاره:

وقد ترك الدارقطني بعده للأمة الإسلامية كتباً قيمة, ألفها وأحسن في تأليفها, وقد أثنى كبار المحدثين وجهابذتهم على هذه الكتب, فمنها كتاب العلل الذي قال فيه الذهبي في تذكرة الحفاظ:" وإذا شئت أن تبين براعة هذا الإمام فطالع العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك".

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "له كتابه المشهور_ يعني السنن _ من أحسن المصنفات في بابه لم يسبق إلى مثله ولا يلحق في شكله إلاّ من استمد من بحره وعمل كعمله، وله كتاب العلل بيّن فيه الصواب من الدخل, والمتصل من المرسل والمنقطع والمعضل, وكتاب الأفراد الذي لا يفهمه فضلا عن أن ينظمه إلا من هو من الحفاظ الأفراد والأئمة النقاد والجهابذة الجياد وله غير ذلك من المصنفات التي هي كالعقود في الأجياد".

ومن مؤلفاته الكثيرة النافعة:

1_ كتاب السنن وهو مطبوع.

2_ كتاب العلل الذي نوه به الذهبي وابن كثير في كلامهما المتقدم.

3_ كتاب أحاديث الموطأ وذكر اتفاق الرواة عن مالك واختلافهم وزيادتهم ونقصهم وهو مطبوع. وهو أيضا مخطوط في المكتبة الظاهيرية بدمشق ورقمه 525 حديث.

4_ كتاب الضعفاء والمتروكين، وهو من مخطوطات الظاهرية بدمشق في المجموع رقم 124.

5_ أخبار عمرو بن عبيد المعتزلي وكلامه في القرآن وإظهار بدعته، وهو من مخطوطات الظاهرية بدمشق في المجموع رقم 106.

6_ كتاب المؤتلف والمختلف يوجد منه الجزء الثاني في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة تحت رقم 843 فهرس التاريخ.

7_ رجال البخاري ومسلم يوجد مخطوطاً في الآصفية بجيد أباد وصورته في معهد المخطوطات بالقاهرة رقم 1062 فهرس التاريخ.

8_ كتاب الأفراد يوجد بعضه مخطوطاً في ظاهرية دمشق في المجموع رقم 35 و 56.

9_ كتاب في التصحيف, قال عنه أبو عمرو بن الصلاح في علوم الحديث ص 252: "هذا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ والدارقطني منهم وله فيه تصنيف مفيد".

10_ كتاب في الذين رووا عن الشافعي الحديث, قال أبو إسحاق الشيرازي في كتابه طبقات الفقهاء ص104: "وأما من روى عنه الحديث فخلق كثير ذكرهم الدارقطني في جزءين".

11_ كتاب الاستدراك على الصحيحين.

وفاته:

توفي الدرقطني يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة أرخه بهذا ابن السبكي وقال: " قال أبو نصر بن ماكولا: رأيت في المنام كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي: ذلك يُدعى في الجنة الإمام".

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: "توفي يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة, وقيل ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ببغداد, وصلى عليه الشيخ أبو حامد الاسفرائيني الفقيه المشهور ودفن قريبا من معروف الكرخي في مقبرة باب حرب رحمه الله".

ممن ترجم له:

1_ ترجم للدارقطني الحافظ الذهبي في العبر3/ 28, وفي تذكرة الحفاظ 3/ 199.

2_ابن كثير في البداية والنهاية 11/ 317.

3_السمعاني في الأنساب 217 مخطوط.

4_الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 34.

5_ ابن العماد في شذرات الذهب 3/ 116.

6_ ابن خلكان في وفيات الأعيان 2/ 459.

7_ابن الأثير في اللباب 1/ 404.

8_ ابن السبكي في طبقات الشافعية 2/ 310.

9_الخطيب التبريزي في الإكمال 3/ 805 آخر المشكاة.

10_العراقي في مقدمة طرح التثريب 1/ 86.

11_صديق خان في التاج المكلل82.

12_ عمر كحالة في معجم المؤلفين 7/ 157.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير