تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام نفيس للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حول الاعجاز]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 09:28 م]ـ

ثبت طبياً أن بعض الأمراض تنتشر في المستنقعات التي تلقى فيها النجاسات ألايعتبر ذلك من العلل التي تقوي حديث النهي عن البول في الماء الدائم، ويكون ذلك من معجزات النبي - r-..؟؟

الجواب:

نعم هذا من معجزاته ولذلك ذكروا أن مرض البلهارسيا يكون في المستنقعات وينتشر عن طريق البول في المستنقعات بل ربما إذا بال كما ذكر لي بعض الأطباء أنه ربما لو بال في الماء أنه تسري الجرثومة عن طريق البول فتتصل بالماء وتصعد عن طريق البول أثناء البول طريقة لايعلمها إلا الله - I- والله على كل شيء قدير، لكن ينبغي أن ننبه على أمر مهم وهو مسألة تفسير النصوص بالأعجزات العلمية نحن نقول إن هذا إعجازاً ولكن نثبت طبياً فوائد أو أسرار أو حكم نقول هذا من الفوائد، لكننا لانقول نهي من أجل كذا وإنما نقول من الفوائد والحكم ومثل هذه الأشياء مندرجة تحت قوله -سبحانه -: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} 1 بلى إنه على كل شيء شهيد، فهذ أدلة وشواهد جعلها الله - U- شاهدة بصدق نبوته -عليه الصلاة والسلام- وصدق بعثته من الله- I- جعل لكل زمان ولكل عصر وأوان حججاً تتناسب مع ذلك العصر مهما تقدم ومهما تأخر فإنه يجد من الدلائل والشواهد ماتحار به العقول ويثبت بدون شك ولاريب صدق نبوته -عليه الصلاة والسلام- وأنه مبعوث من الله- U- فهذه أمور نقول إنها حكم وأسرار وننبه على مسألة الإفراط في تفسير النصوص إلى درجة قد يكون فيها تكلف فكل نظرية طبية أو نظرية عصرية نأتي بنصوص الكتاب والسنة ونحاول أن نطوعها لهذه النظريات، هذا أمر فيه تكلف والتكلف مذموم في الشريعة.

وقد رد العلماء الأجلاء المتأخرون هذا المسلك وعدوه معيباً لأننا لانأمن إذا جئنا إلى النظريات أن تكون محتملة فلربما بالغنا وقلنا إن الآية محمولة على هذه النظرية ثم يثبت خطؤها فحينئذ ينظر الناس لكتاب الله وسنة نبيه - r- نظرة لاتليق ويحمل الخطأ لهذه النصوص فالمنبغي عدم الاستعجال في تفسير النصوص ولكن نقول لعل هذا من الحكم ولعل هذا من الفوائد ولعل هذا من الأسرار، أما أن نقول إن هذا هو المعجز وأن النص ورد لهذا الأمر ونتكلف في لي النصوص ولي الآيات والأحاديث لكي تطاوع النظريات فهذا أمر خاطئ ومسلك لايؤمن منه الضرر خاصة وأنه ينشأ منه تخطئة كتاب الله وسنة نبيه- r- سمعت رجلاً مشهوراً يتكلف في هذا المسائل حتى وجدته يقول: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ@ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ @ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ @ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} 1 فقال إن هذا في الصعود إلى القمر وهذا لاينبغي لتركبن طبقاً عن طبق وقال عندي نظر من جهة الأطباق الطائرة الموجودة الآن وخذ من الأراء التي يكون فيها إخراج للنصوص عن دلالتها فالله - U- يقول: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ@ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ @ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} فأقسم ببداية الأمور ونهايتها فلا أقسم بالشفق لأنه يكون عند أول الليل والليل وماوسق والقمر إذا اتسق أي اكتمل فالمراد بداية الليل ودخوله واكتمال الليل فكما أن الله - I- ردها الله - I- وأعادها إلى حالتها كرة بعد كرة: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} أي ليعيدنكم الله في قبوركم وليعيدنكم الله طبقاً في الآخرة فكما أعاد الليل إلى أطوار مختلفة بهذه الآيات والدلائل يكون الإنسان في ضياء النهار لايستطيع أن يرفع بصره من شدة صوء الشمس ووهيجها ولهيبها فإذا به بعد سويعات في ظلمة لو أخرج كفه لم يكد يراها فهذه الأطباق وهذه الأطوار كما أنها في الزمان والله قلبها ودبرها بقدرته زماناً كذلك هو قادر في الشخص والحال قادر أن ينقله من حال إلى حال ومن طور إلى طور، فإن هذا من مسألته التي يريد ليّ النص إليها وتحوير كتاب الله عنها ثم هناك أمر ينبغي التنبه له وهو أننا إذا جئنا نفسر الأيات والأحاديث بالمعجزات الموجودة الآن ونبالغ في ذلك كأن القران لم يفسر إلا اليوم وكأن القران على سلفنا الصالح قد أصبح خفياً وإن ما مضى من التفسيرات تعتبر عافية قد مضى عنها الزمان بل لقد سمعت وقرأت في بعض الكتابات من يقول وقد أخطأ المفسرون وقد أخطأ المتقدمون أفٍ أفٍ لهم ولما يدعون وما يزعمون بلغ بهم أن يخطئوا الأئمة والعلماء نحن نقول إن هذا أمر محتمل ولانبالغ فيه ولانحمل النصوص عليه ولانتكلف في لي النصوص عليه ولكن نقول إن وجدت أسرار طبية أو أسرار كونية نعتبر ذلك معجزة ونعتبره من الدلائل والشواهد ولكن لانجزم بأن النص محمول على هذا أو أنه ورد من أجل هذا ونقول ثبت بالحس والتجربة هذا الأمر فإن كان المراد به هذا الأمر فهو أمر عظيم وإن كان المراد به هذا الأمر ومافسره به المتقدمون فهو أمر أعظم لأنه يجمع بين الحسنين فكما أن العقول فيما تقدمت استفادت من كتاب الله بتفسير الأوائل، وكذلك في عصرنا يستفيد الأواخر على قدر علمهم وما بلغهم الله - U- من فضله، والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير