[الجمع بين قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة) و (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).]
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 12 - 06, 11:53 م]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
أشكل عليّ الجمع بين قوله تعالى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة " في سورة السجدة , وقوله تعالى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة " في سورة المعارج.
فوجدت أن الإمام الطبري رحمه الله تعالى أشار إلى الإشكال، ثم جلاّه لي و لأمثالي، فأردت نقل ماخطته يداه - رحمه الله - مما نقله عن العلماء، حيث قال عند تفسيره لسورة المعارج:
(وقوله: {تَعْرُج الْمَلَائِكَة وَالرُّوح إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح , وهو جبريل عليه السلام إليه , يعني إلى الله جل وعز ; والهاء في قوله: {إليه} عائدة على اسم الله.
{فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} يقول: كان مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة , وذلك أنها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السموات السبع. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: 27027 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا حكام بن سلم , عن عمرو بن معروف , عن ليث , عن مجاهد {فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة ; ويوم كان مقداره ألف سنة , يعني بذلك نزل الأمر من السماء إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد , فذلك مقداره ألف سنة ; لأن ما بين السماء إلى الأرض , مسيرة خمسمائة عام.
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير آية المعارج، والجمع بينها وبين آية السجدة:
(قال وهب والكلبي ومحمد بن إسحاق: أي عروج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة.
وقال وهب أيضا: ما بين أسفل الأرض إلى العرش مسيرة خمسين ألف سنة. وهو قول مجاهد.
وجمع بين هذه الآية وبين قوله: " في يوم كان مقداره ألف سنة " في سورة السجدة , فقال: " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات خمسون ألف سنة.
وقوله تعالى في (الم تنزيل): " في يوم كان مقداره ألف سنة " [السجدة: 5] يعني بذلك نزول الأمر من سماء الدنيا إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام) أ. هـ.
ثم قال رحمه الله:
(وعن ابن عباس أيضا أنه سئل عن هذه الآية وعن قوله تعالى: " في يوم كان مقداره ألف سنة " [السجدة: 5] فقال: أيام سماها الله عز وجل هو أعلم بها كيف تكون , وأكره أن أقول فيها ما لا أعلم).
-
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[18 - 12 - 06, 12:39 ص]ـ
نفع الله بك يا شيخنا الفاضل, وللعلامة محمد الأمين الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب كلام عن الموضوع في سورة الحج:"قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.
هذه الآية الكريمة تدل على أن مقدار اليوم عند الله ألف سنة وكذلك قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.
وقد جاءت آية أخرى تدل على خلاف ذلك وهي قوله تعالى في سورة سأل سائل: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} الآية, إعلم أولا أن أبا عبيدة روى عن إسماعيل ابن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة أنه حضر كلاً من ابن عباس وسعيد ابن المسيب سئل عن هذه الآيات فلم يدر ما يقول فيها ويقول لا أدري.
وللجمع بينهما وجهان:
الوجه الأول: هو ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس من أن يوم الألف في سورة الحج هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات و الأرض، ويوم الألف في سورة السجدة هو مقدار سير الأمر وعروجه إليه تعالى. ويوم الخمسين ألفا هو يوم القيامة.
الوجه الثاني: أن المراد بجميعها يوم القيامة وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر؛ ويدل لهذا قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} ذكر هذين الوجهين صاحب الإتقان. والعلم عند الله."
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 12 - 06, 08:44 ص]ـ
جازكما الله خيرا
على الأول مازال الأمر مشكل من الناحية الحسابية
فمن أسفل الأرضين إلى السماء السابعة 13×500=6500 عام وليس خمسين ألف؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 12 - 06, 07:47 م]ـ
الإخوين الكريمين /
عبدالرحمن بن طالب
أمجد الفلسطيني
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفره، وأوفاه.
¥