تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأجاب: الحمد لله نعم يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلتة الظلماء ونحو ذلك وإن لم يكن المطر نازلاً في أصح قولي العلماء وذلك أولى من أن يصلوا في بيوتهم بل ترك الجمع مع الصلاة في بيوتهم بدعة مخالفة للسنة إذا السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين والصلاة جمعا في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع كمالك والشافعي وأحمد والله تعالى أعلم ".

وقال رحمه الله (صـ 50 من الجزء نفسه) " والنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يصلى بأصحابه جمعاً وقصراً لم يكن يأمر أحداً منهم بنية الجمع والقصر ".

وقال أيضاً (صـ 51) " والإمام أحمد لم ينقل عنه فيما أعلم أنه اشترط النية في جمع ولا قصر ".

وقال (صـ 54) " والصحيح أنه لا تشترط الموالاة بحال لا في وقت الأولى ولا في وقت الثانية،فإنه ليس لذلك حد في الشرع، ولأن مراعاة ذلك يسقط مقصود الرخصة "

وقال (صـ 52) وقال أحمد إذا صلى إحدى صلاتي الجمع في بيته والأخرى في المسجد فلا بأس وهذا نص منه على أن الجمع هو جمع في الوقت لا تشترط فيه المواصلة " انتهى كلامه رحمه الله.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم


(1) -أما ما وقع في- رواية- النسائي: أخر الظهر وعجل العصر .. إلخ فهذا مدرج من كلام جابر أبي الشغثاء أو من تحته كما بينت رواية البخاري ذلك، وممن جزم بالإدراج المنذري تهذيب السنن (2/ 56) وابن عبد البر في التمهيد (12/ 219) وهو مقتضى صنيع البخاري.
(2) -رواه الطحاوي في شرح المعاني (1/ 161) وتمام في فوائده الروض البسام (2/ 43) والحديث قال فيه أبو حاتم باطل عن الثوري 1. هـ واصله ثابت عن ابن عباس والكلام على حديث جابر يطول دون كثير فائدة وخلاصة الكلام أنه بهذا السند لا شيء وكذا قال الدار قطني
(3) -هو ثقة رحمه الله لكن الحديث فيه علة.
(4) -هو ما رواه النسائي (1/ 286) اخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم حدثنا حبان بن هلال حدثنا حبيب وهو ابن أبي حبيب عن عمرو بن هرم عن جابر بن زيد عن ابن عباس " أنه صلى بالبصرة الأولى والعصر ليس بينهما شيء، والمغرب والعشاء ليس بينهما شيء، فعل ذلك من شغل وزعم ابن عباس أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الأولى والعصر ثمان سجدات ليس بينهما شيء " إسناده لا بأس به، وحبيب حدث عنه ابن مهدي.
(5) -وفي الإختيارات قال الشيخ صـ 74 ويجوز الجمع أيضاً للطباخ والخباز ونحوهما ممن يخشى فساد ماله.

ـ[أبو نايف]ــــــــ[21 - 12 - 02, 03:52 م]ـ
كان السلف رحمهم الله تعالي يجمعون بين المغرب والعشاء لأجل المطر:
أخرج الإمام مالك رحمه الله تعالي في (الموطأ) (ح 329): عن نافع (أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر جمع معهم). صحيح

وأخرج عبد الرزاق في (مصنفه) (2/ 556): عن معمر عن أيوب عن نافع (أن أهل المدينة كانوا يجمعون بين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة فيصلي معهم ابن عمر لا يعيب ذلك عليهم).
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.

قال الإمام البيهقي رحمه الله في (السنن الكبري) (3/ 168): قال الشافعي في القديم: أخبرني بعض أصحابنا عن أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب أن ابن عباس جمع بينهما في المطر قبل الشفق.
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالي في (الأستذكار) (6/ 31) عن الجمع بين الصلاتين في ليلة المطر: وهو أمر مشهور بالمدينة معمول به فيها.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي في (مجموع الفتاوي) (24/ 82): جمع المطر ثابت عن الصحابة رضي الله عنهم.

وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالي في الإرواء (3/ 41): وروي البيهقي (3/ 240): عن هشام بن عروة أن أباه عروة وسعيد بن المسيب وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي كانوا يجمعون بين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة إذا جمعوا بين الصلاتين ولا ينكرون ذلك.
وعن موسي بن عقبة أن عمر بن عبد العزيز كان يجمع بين المغرب والعشاء الآخرة إذا كان المطر وأن سعيد بن المسيب وعروة ابن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن ومشيخة ذلك الزمان كانوا يصلون معهم ولا ينكرون ذلك. وإسنادهما صحيح.
وذلك يدل علي أن الجمع للمطر كان معهوداً لديهم.

قلت: وروي عن بعض السلف أن من السنة الجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة.
1) قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالي في (التمهيد) (12/ 212): وروي أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال (من السنة إذا كان يوم مطير أن يجمع بين المغرب والعشاء).
قلت: وهذا سند صحيح إن شاء الله تعالي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: تابعي حافظ ثقة أحد الأعلام بالمدينة.
2) وجاء في (المدونة الكبري) (1/ 115): عن ابن وهب قال: عن عمرو بن الحارث أن سعيد بن هلال حدثه أن ابن قسيط حدثه: (إن جمع الصلاتين بالمدينة في ليلة المطر المغرب والعشاء سنة وإن قد صلاها أبو بكر وعمر وعثمان).
قلت: وهذا سند رجاله ثقات، وابن قسيط هو يزيد بن عبد الله بن قسيط: تابعي إمام فقيه.

هذا والله تعالي أعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير