تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً

ـ[ياسر الحمداني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 02:27 م]ـ

يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً

لَقَدِ الْتَقَيْتُ بِشَابٍّ في إِحْدَى القُرَى وَالْبِلاد؛ يحْفَظُ بِالإِضَافَةِ لِلْقُرْآنِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ بِالإِسْنَاد، وَحَصِيلَتُهُ مِنَ الْكُتُبِ الَّتي قَرَأَهَا وَالمَرَاجِع: تَرْبُو عَلَى أَلْفِ مجَلَّدٍ وَكِتَابٍ جَامِع، وَبِرَغْمِ هَذَا المُسْتَوَى الرَّائِع ـ وَالَّذِي لا تَعْرِفُهُ الجَامِعَاتُ وَلا المجَامِع ـ فَإِنَّهُ يَعِيشُ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ عَلَى دَخْلٍ مُتَوَاضِع؛ تُرَى مَاذَا يَعْمَلُ هَذَا المَوْهِبَةُ الضَّائِعَة، هَلْ يَعْمَلُ دُكْتُورًا في الجَامِعَة؟

كَلاَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَعِزَّاء؛ إِنَّمَا يَعْمَلُ أُسْطَى بَنَّاءً في مَوَادِّ الْبِنَاء؛ أَيْنَ المَسْئُولُونَ مِن هَؤُلاء، بَدَلاً مِن أَنْ يَسْتَفِيدُواْ مِنْ قُدُرَاتِهِ الجَبَّارَة؛ تَرَكُوهُ يَعْمَلُ في الأَسْمَنْتِ وَالحِجَارَة، نَعَمْ تُوجَدُ لِلثَّقَافَةِ وَزَارَة، لَكِنَّهَا مُهْتَمَّةٌ بِهَرَم خُوفُو وَهَرَم سَقَّارَة، وَالمَعَارِضِ التَّشْكِيلِيَّةِ وَفَنِّ الْعِمَارَة، أَسْأَلُ اللهَ لِهَذِهِ الْعُقُولِ المُبْدِعَةِ وَالمُبْتَكِرَة؛ أَنْ تجِدَ الإِنْصَافَ في ظِلِّ الإِصْلاحَاتِ المُنْتَظَرَة!!

لَوْ وَجَدَ هَؤُلاءِ المُبْدِعُونَ العَبَاقِرَة؛ رِعَايَةً مِنَ المَسْئُولِينَ بِالقَاهِرَة؛ لَتَفَرَّغُواْ لِلبَحْثِ وَالعِلْمِ وَالتَّأْلِيف، وَلَمَا آثَرُواْ البَقَاءَ بِالرِّيف، وَلا قَعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى الرَّصِيف، وَلَكِنْ سُوءُ الحَال؛ وَقِلَّةُ المَال؛ اضْطَرَّهُمْ لِقَبُولِ هَذِهِ الأَعْمَال؛ وَمَن أَرَادَ وَمَنْ لَمْ يَرْكَبِ الأَهْوَالَ لَمْ يَنَلِ الرَّغَائِب!!

وَمَنْ لَمْ يَبْكِ عَلَى نَفْسِهِ فَلَنْ يَبْكِيَ عَلَيْهِ أَحَد؛ قَالَ شَنْقٌ أَمْ خَنْقٌ؟ قَالَ كُلُّهُ في الرَّقَبَة!!

قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ

وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءَ نَا أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

وَحَوْلَ أَحْوَالِ هَؤُلاءِ المُبْدِعِينَ غَيرِ الأَكَادِيمِيِّين ـ الَّتي يَنْدَى لَهَا الجَبِين ـ وَحَوْلَ الْكَثِيرِ وَالمَرِيرِ مِن هَذِهِ الحِكَايَات المُبْكِيَات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات، الْعَشْرَ التَّالِيَات:

لَكَ اللهُ مِن عَالِمٍ يَا شِحَاتَة قَضَى في عُلُومِ الحَدِيثِ حَيَاتَه

أَيُتْرَكُ مِثْلُكَ دُونَ اهْتِمَامٍ وَيُلْتَفُّ حَوْلَ خَيَالِ ((المَآتَة))

الذَّنْبُ يَرْجِعُ لِلصَّحَافَة وَإِلى وَزَارَاتِ السَّخَافَة

كَمْ قَدَّمُواْ لِلنَّاسِ فَنًّا هَابِطًا بِاسْمِ الثَّقَافَة

كَمْ عَبْقَرِيٍّ ضَيَّعُوهُ كَانَ يُعْرَفُ بِالحَصَافَة

مَا حَاوَلَتْ تِلْكَ الجِهَاتُ الْبَحْثَ عَنهُ وَاكْتِشَافَة

أَكَلَ الْبُقُولَ وَغَيْرُهُ أَكَلَ الْقَطَائِفَ وَالْكُنَافَة

كَمْ بَينَ مِصْرٍ وَالتَّقَدُّمِ يَا صَدِيقِي مِنْ مَسَافَة

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني [email protected] ( الحَمَدَاني [email protected])

ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:19 م]ـ

بارك الله فيكَ أخى الكريم ,

و كم فى الزوايا خبايا و كم فى الناس بقايا , و كثير و الله هم مثل هذا الرجل أو أقل منه و لكن لهم بيوت و عليهم مسؤوليات كآحاد البشر , فنهيب بالإخوة القادرين تبنى هؤلاء و إحتساب ذلك عند الله و ما من أحد يهتدى على يديه إلا و أنت قسيم له فى الأجر فأى ثواب أعظم من هذا.

و نسأل الله أن يتولاهم.

شكر الله لكَ أخى ياسر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير