[آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمرد]
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:02 م]ـ
[آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمرد]
جمع
عبد الرحمن بن صالح السديس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والأحكام المتعلقة بالأمرد، جمعتها من كلام الحبر البحر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد رأيته من أكثر أهل العلم كلاما على أحكامه ..
وفي هذه الأيام كثرة مخالطة المرد في شتى الميادين، ووقع شيء من الخلل عند بعض الناس لعدم مراعاتهم لبعض الأمور التي نبه عليها أهل العلم .. و رأيت الحاجة ماسة إلى نشر مثل هذا لعل الله أن ينفع بها.
[تعريفه: (ليس لابن تيمية)
قال في القاموس ص 407: والأمردُ: الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/ 401.]
[حكم النظر إلى الأمرد]
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15/ 374:
.. فإذا كان في ظهور الأمة، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك، كما ذكر ذلك العلماء.
قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك؟
قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء.
وقال المروذي: قلت لأبي عبدالله رجل تاب، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية؛ إلا أنه لا يدع النظر؟!
فقال: أي توبة هذه؟! قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة؟
فقال: اصرف بصرك ".
وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل.
.. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب، فدلها، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان، فخشيت على نفسي شيطانية.
وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة، وحديث مرسل أجود منها، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله ?، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي ? ورواء ظهره، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".
هذا حديث منكر، وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي ? أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما".
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله ? أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة. اهـ بتصرف.
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 419و 21/ 251:
ومن كرر النظر إلى الأمرد، ونحوه أو أدامه، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
وانظر: (الاختيارات ص290)
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 21/ 245:
والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم، والمرأة الأجنبية بالشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه، وأخته، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
¥