تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحدها: المراهنة على ذلك بإجماع المسلمين، وكذلك لو كان المال مبذولا من أحدهما أو من غيرها لم يجز لا على قول من يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ولا على قول من يقول السبق في غير هذه الثلاثة أما على القول الأول فظاهر وفي ذلك الحديث المعروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا سبق إلا خف أو حافر أو نصل".

... هذه الأقوال فيها من وصف المردان، وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك وتهييج ذلك في القلوب، وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام، وتحريم هذا أعظم من تحريم الندب والنياحة وذلك يثير الحزن، وهذا يثير الفسق والحزن قد يرخص فيه، وأما الفسق فلا يرخص في شيء منه، وهذا من جنس القيادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي ? أنه قال:" لا تنعت المرأةُ المرأةَ لزوجها حتى كأنه ينظر إليها".

فنهى النبي ? عن وصف المرأة لئلا تتمثل في نفسه صورتها فكيف بمن يصف المردان بهذه الصفات؟ ويرغب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تخرج القلب السليم وتعمى القلب السقيم، وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم، وقد أمر عمر رضي الله عنه بصرب نائحة فضربت حتى بدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين إنه قد بدا شعرها فقال: لا حرمة لها إنما تأمر بالجزع، وقد نهى الله عنه، وتنهى عن الصبر، وقد أمر الله به، وتفتن الحي، وتؤذي الميت، وتبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها إنها لا تبكي على ميتكم وإنما تبكي على أخذ دراهمكم".

وبلغ عمر أن شابا يقال له نصر بن حجاج تغنت به امرأة فأخذ شعره، ثم رآه جميلا فنفاه إلى البصرة، وقال: لا يكون عندي من تغنى به النساء فكيف لو رأى عمر من يغني بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان؟ مع كثرة الفجور، وظهور الفواحش، وقلة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن هؤلاء من المضادين لله، ولرسوله، ولدينه، ويدعون إلى ما نهى الله عنه، ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.

مجموع الفتاوي 32/ 249 - 251.


(1) النظر بشهوة معناه: التلذذ بالنظر.
الشرح الكبير20/ 75، و المبدع 7/ 12، والإنصاف للمرداوي 20/ 58، والإقناع 3/ 300، وقال فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردي نصيحة الإخوان ص22:
قال السبكي: ضابط الشهوة المحرمة: أن ينظر إلى الوجه الجميل فيلتذ به، فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال = فهو النظر بالشهوة، وهو حرام بإجماع، قال: وليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع، أومقدماته فإن ذلك ليس بشرط بل زيادة في الفسق، قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة، ويقتصرون على مجرد النظر، والمحبة، ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم وليسوا بسالمين. ونحوه في مغني المحتاج 3/ 131.
(2) تقدم في ص3 أنه قال عنه: حديث منكر.
(3) في مجموع الفتاوي 28/ 370 تفصيل للقصة، ويبدو أن هنا سقطا، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير