وأما عبارة الكاتب "سأفعل كذا ... " وأجازها مركز الاشراف بإشراف الشيخ عبد الله الفقيه - يرعاه الله - فأين قوله تعالى: " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ". وصلى الله وسلم على النبي ومن تعبد.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:29 ص]ـ
أخي الفاضل: عبدالرحمن أبو عبدالله.
* أولاً: أفتت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بالتالي:-
يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك، فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه، فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون، والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه، فالله له مشيئة، والعبد له مشيئة، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وقال تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك، فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به؛ لأن القوي من أسماء الله عز وجل. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الأول من الفتوى رقم (3571)
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 378)
* ثانيا قلت: لكن هنا أمر وهو من الذي يزكي نفسه أنه بذل غاية ما في الوسع في قول من قال: " فعلت الذي على والباقي على الله " ولعلها من هذا الباب لا ترتضى عند البعض ولا يستسيغها لقوله تعالى: " فلا تزكو أنفسكم ".
لقد أبعدت النجعة أخي الفاضل، وليس هناك شيء من التزكية لمن قال: " فعلت الذي بوسعي وطاقتي والنتيجة إلى الله " فالعبد له قدر كما أن لله قدر ولكن قدرة العبد محدودة وقدرة الله مطلقة، كما أن للعبد بصر يبصر به ما حوله ولله بصر سبحانه، ولكن بصر العبد قاصر وناقص وبصر الله مطلق وكامل، وكما أن للعبد سمع فالله له سمع، ولكن سمع المخلوق ناقص وقاصر وسمع الله مطلق محيط بكل شيء، فعندما أقول: "عملت ما بوسعي" أي عملت الذي قدرني الله عليه والذي عجزت عنه أفوضه لخالقه. فما الإشكال حفظك الله؟
* ثالثاً: قول العبد سأفعل كذا بدون قول المشيئة: اقتبس لك ولعموم القراء للفائدة: أما السؤال عن قول البعض بأنه سيفعل كذا وكذا ولا يستثني أي لا يرد فعله إلى مشيئة الله عز وجل فقد نهى الله عن ذلك (نهي تحريم) في قوله عز وجل لنبيه ورسوله محمد ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا (4). إلا أن يشاء الله (1). والمراد ألا تقول بأنك ستفعل في مستقبل زمانك شيئاً ترده إلى مشيئتك وحدك بل ارجعه إلى مشيئة الله وحده لأنه القادر على تيسيره لك وقد نزلت هذه الآية حين قالت اليهود لقريش سلوا محمداً عن الروح وعن رجل طواف في الأرض (يقصدون ذي القرنين) وعن فتية لهم قصة غريبة (يقصدون أصحاب الكهف) فإن أخبركم عن هذا فهو نبي وإلا فشأنكم به وقد سألت قريش رسول الله عما نصحهم به اليهود فقال: (سأخبركم غداً عما سألتم عنه) ولم يستثن ولم يقل عليه الصلاة والسلام (إن شاء الله) فتأخر نزول الوحي مدة خمس عشرة ليلة فحزن لذلك ثم نزل عليه الوحي بالجواب على الأسئلة الثلاثة (2). ففي مسألة الروح قال تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (3). وفي مسألة الفتية قال عز وجل نحن نقص عليك نبأهم بالحق (4). وفي مسألة ذي القرنين قال تعالى ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا (5).
وكما عاتب الله عز وجل رسوله لعدم قوله (إن شاء الله) فقد عاتب نبيه سليمان (عليه السلام) أيضاً على عدم قوله هذه الكلمة بل كانت فتنته أشد وأعظم ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة وفي رواية على تسعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقلها فطاف بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان فقال رسول الله (والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً في حاجته) وفي رواية أخرى (ولجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون)
* رابعاً: قولك: وصلى الله وسلم على النبي ومن تعبد مُشكل فيفهم من قولك: من تعبد أنك تطلب من الله أن يصلي على كل من تعبد وتعبد هنا نكرة تدل على عموم المتعبدين، والمتعبدين منهم الذي على حق وهو من يعبد الله وحده، ومنهم من هو على باطل وهو من يعبد الشمس والقمر والنار والفأر والبقر .. إلخ. فتنبّه
¥