وقال النووي في المجموع 5/ 32: التكبير نوعان مرسل وهو المطلق ومقيد.
فالمطلق هو الذي لا يتقيد بحال بل يؤتى به في المنازل والمساجد والطرق ليلاً ونهاراً مشروع في العيدين جميعاً ... ) انتهى كلامه.
2 – وأما التكبير المقيد: فهو المشروع عقب كل صلاة مكتوبة بعد الاستغفار.
ويبدأ من صلاة يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق والمحرم يبدؤه من صلاة الظهر يوم النحر.
وأدلته:
- ما روى جابر _رضي الله عنه_ قال: "إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا صلى الصبح من غداة يوم عرفة أقبل على أصحابه فيقول: على مكانكم ويقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق" أخرجه الدارقطني وفي إسناده ضعف.
- وأخرج البيهقي والحاكم عن علي رضي الله عنه "أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر" صححه الألباني 3/ 125. وروي عن عباس وابن مسعود مثله.
- وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر _رضي الله عنه_ "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد" صححه الألباني في الإرواء 3/ 115.
وهذا من السنة.
وأما من الإجماع:
فقد قال الإمام النووي (وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف بإجماع الأمة).
وقال شيخ الإسلام (التكبير في النحر أوكد من جهة أنه يشرع أدبار الصلوات، وأنه متفق عليه).
قلت: اتفق المذاهب الأربعة على مشروعية التكبير والمقيد وإن اختلفوا في وقته. (ينظر المبسوط 2/ 42، والتاج والإكليل 1/ 198، ومغني المحتاج 1/ 314، والمغني لابن قدامة 3/ 287).
أما وقته وصفته:
فقد قال شيخ الإسلام: "أصح الأقوال في وقت التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أنه يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، لما صحيح الترمذي (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله. وقد روي مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن جابر _رضي الله عنه_.
وصفة التكبير المنقول عن أكثر الصحابة أن يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. وإن قال الله أكبر ثلاثاً جاز" ا. هـ. مجموع الفتاوى 24/ 220.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
د. فهد المشعل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 08:13 م]ـ
بارك الله بك أخي أبا البراء على هذه الإضافة الطيبة، وجعلها في ميزان حسناتك.
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 03:10 م]ـ
بارك الله فيكما على هذه الموضوع و الإضافة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 06:38 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 09 - 07, 04:03 ص]ـ
للفائدة ..
هل يشرع التكبير عقب الصلوات المكتوبة (المقيد) ليلة عيد الفطر؟
راجع كلام الإمام النووي رحمه الله في "المجموع شرح المهذب".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 07, 12:55 ص]ـ
بارك الله فيكم أبا يوسف.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 06:22 م]ـ
وفيكم أخي الحبيب.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[28 - 09 - 07, 02:18 م]ـ
وهذا كلام النووي عن التكبير المقيد في الفطر أنقله للفائده
قال رحمه الله كما في المجموع 5/ 28
وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة , وهل يشرع في عيد الفطر؟ فيه وجهان مشهوران حكاهما المصنف والأصحاب , وحكاهما صاحب التتمة وجماعة قولين (أصحهما) عند الجمهور لا يشرع , ونقلوه عن نصه في الجديد , وقطع به الماوردي والجرجاني والبغوي وغيرهم وصححه صاحبا الشامل والمعتمد , واستدل له المصنف والأصحاب بأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان مشروعا لفعله ولنقل (والثاني) يستحب ورجحه المحاملي والبندنيجي والشيخ أبو حامد واحتج له المصنف والأصحاب بأنه عيد يسن فيه التكبير المرسل , فسن المقيد كالأضحى , فعلى هذا قالوا يكبر خلف المغرب والعشاء والصبح , ونقله المتولي عن نصه في القديم وحكم النوافل والفوائت في هذه المدة على هذا الوجه يقاس بما سنذكره إن شاء الله تعالى في الأضحى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 06:12 م]ـ
جزاك الله خيراً على الإعانة أبا معاذ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبا معاذ، والشكر موصول لصاحب الفائدة الأصلي صديقنا أبي يوسف.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 09 - 07, 01:58 ص]ـ
هذا الكتاب "مجموع النووي" من أمتع كتب الفقه عندي وأجلها .. وقد أدمنت النظر فيه مذ كنت في أوائل دراستي الجامعية.
وللحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ثناءٌ عاطر على هذا الكتاب .. أظنه قال: (لم يؤلف في كتب المسلمين مثله) .. الخ
ولبعض المعاصرين كالشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى ثناء عليه أيضاً حيث ذكر أنه لو اجتمعت سبع جامعات لتؤلف مثله ما استطاعت. ولكنه لم يكمله مؤلفه رحمه الله تعالى.
¥