تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكنه ـ بطريقته في الحكم، وسياساته الطائشة، وسيره وراء غايات حزبية وشخصية ـ قاد بلده إلى الدمار، وانتهى بشعبه إلى الفقر، رغم أن العراق مليء بأعظم الثروات كالنفط والزراعة وغيرها، حتى انتهى الأمر بالعراق إلى أن يصبح بلداً محتلاً في ظل الاحتلالين الصهيوني الأمريكي، والصفوي المجوسي.

أما فيما يتعلق بحاله ومواقفه الشخصية في آخر حياته فلن نتحدث عنها إذ لا نعلم بم ختم له، وقد قدم على ربه، فأمره إليه سبحانه وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36).

ثالثاً: المحاكمة التي خضع لها صدام حسين محاكمة غير عادلة، فهي محاكمة صورية، نهايتها معلومة من بدايتها، يقوم عليها خصوم الرجل وأعداؤه؛ لذا فلم يكن ينتظر منها أن تسعى إلى إحقاق حق أو إبطال باطل، فهي محكمة متهمة، قام عليها متهمون، و أحاطت بها ملابسات عديدة، وأديرت بطريقة غير عادلة، وذلك بشهادة الغربيين أنفسهم فضلاً عن غيرهم من عقلاء العالم ومنصفيه.

رابعاً: انتشاء الاحتلال وأعوانه بقتل صدام إنما هو مظهر لمدى عجزهم، وقلة حيلتهم وتخبطهم في تحقيق غاياتهم. فليس في الأمر ما يدعو إلى الفرح، فالرجل من حين القبض عليه إلى حين إعدامه لم يكن يمثل شيئا ذا قيمة، ولم يكن يملك أي قرار مؤثر على الساحة العراقية منذ اعتقاله.

خامساً: مقاومة الاحتلال في العراق هي مقاومة إسلامية سنية، لم ترتبط يوماً بصدام، ولا بحزب البعث، ولا بغير ذلك من الدعوات الجاهلية؛ بل إن أهل السنة اليوم في العراق هم من يدفع الثمن باهظا بسبب سياسات صدام الجائرة وحكمه الظالم، لذا لن يكون للحدث أي تأثير على المقاومة،وسوف تستمر بإذن الله في جهاد الاحتلال ومناوئته، حتى يعود العراق عربياً إسلامياً، وترفع فيه راية الإسلام عالية خفاقة وإن بدا في ظاهر الأمر خلاف ذلك (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21)

سادساً: هذا الحدث يظهر جرأة الرافضة، ومدى استئثارهم بحكم العراق والتصرف في شئونه؛ نتيجة تحالفهم مع الأمريكان، وسواء كان قتل صدام باتفاق مع الأمريكيين، أو بقرار رافضي صفوي فإنه دليل على عظم الخطر وفداحة الخطب.

سابعاً: اختيار حكومة الاحتلال الرافضية ـ في العراق ـ لتوقيت تنفيذ حكم الإعدام في صدام ـ سواء في الزمان أو المكان، يدل على مدى ما يضمره الرافضة الصفويون من عداء وحنق لأهل السنة في العراق، وفي أرجاء العالم الإسلامي كله. فهم يسعون ـ في محاولات مستميتة ـ لربط صدام بالسنة، وتحميلهم أخطاءه، وإظهار إعدامه على أنه انتصار للرافضة على أهل السنة، فقد اختاروا يوم الأضحى المبارك يوماً لتنفيذ الحكم، وهي لفتة مهمة تستحق التأمل، وتطرح تساؤلات واستفهامات، عن السر في هذا الاختيار من حكومة الاحتلال في بغداد.

ثامناً: لا يلزم أن نقف من الحدث أحد الموقفين، إما موقف الفرح وإما موقف الحزن، فكلا طرفاه ظالم لنفسه، وأمر صدام إلى الله لكن ما سبق من تاريخه لا يخفى والله اعلم بتوبته وما ختم له به، وإن حزنا فنحزن لا لمقتل صدام ولكن لما بلغه شأن الرافضة من تسلط وتشفي من أهل السنة.

تاسعاً: دروس من الحدث:

• نهاية الظالم مهما علا شانه وبلغ الذروة في التسلط (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) (ابراهيم: من الآية42) وقال تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء: من الآية227)

• على كل أولياء أمور المسلمين أن يعودوا إلى الله تعالى ويحكموا بشرعه ويسعوا لإعلاء كلمته قال تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41) وعليهم أن لا يرتهنوا لأعدائه فحينها سيكونون أدوات ترمى ويتخلى عنها حين ينتهي دورها (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير