أولها: التأكيد على المعنى الذي نكرره دائماً مسألة الفرق بين كفر النوع وكفر المعين، فلا شك أن المبادئ العلمانية التي أسس عليها حزب البعث ومثل أحزاب أخرى فيها من المناقضة لدين الإسلام، وحقائق التوحيد ما حكم أهل العلم بسببه بكفر من يعتقد ذلك ويدين به، ولكن لا نحكم بالردة على المعين الذي انتسب إلى هذا الحزب بالكفر والردة حتى ولو ترأسه، فضلاً عن مجموع هائل من المسلمين انتسب إليه رغبة ورهبة دون إطلاع على مبادئه، أو مع إطلاع لكن مع تأويل أو جهل أو إكراه، وعلى أية حال فلابد من أن يتولى تكفير المعين قضاء شرعي أو علماء المسلمين بعد مناقشة الشخص المعين، والنظر في شروط التكفير، وانتفاء موانعه.
وتبقى مسألة تحقيق مناط التكفير في المعين محل اجتهاد بين أهل العلم بناء على ذلك، ولاشك أن نطق الشهادتين قبل الموت مباشرة وإمساك المصحف والتكبير مما يوقفنا كثيراً قبل أن نجزم بالتكفير، وإذا كانت كلمة فرعون: (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) التي قالها حين أدركه الغرق وعاين العذاب والبأس قد جعلت جبريل -عليه السلام- يدس من طين البحر في فمه تعظيماً لشأن هذه الكلمة مخافة أن تدركه رحمة الله بها، كما ثبت في الحديث الصحيح أنه -عليه السلام- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو رأيتني وأنا أدس من حال البحر في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة) فحق لنا أن نتورع بعد هذه الكلمات التي نطق بها قبل الغرغرة وفي سياق مختلف عن فرعون الذي نطق بها بعد الغرغرة فالله أعلم بعباده، وبما في قلوبهم، وأعلم بحقائق أعمالهم. وصدام حسين قد أفضى إلى ما قدم، وحسابه عند ربه -عز وجل-، ولسنا بالذين نرفعه إلى مقام الشهداء الأبطال، وقد فعل قبل ذلك ما فعل. والناس مولعون بالغلو، إما بأن يرفعوا الرجل إلى عليين، وإما أن ينزلوه أسفل سافلين، ولا يقبلون ما بين ذلك، كما سأل ابن الإمام أحمد أباه -رحمه الله- هل تحب يزيداً -يعني ابن معاوية-؟ فقال: وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر وقد فعل بأهل المدينة ما فعل؟ فقال: هل تلعنه؟ فقال: وهل سمعت أباك يعلن أحداً من المسلمين. أو نحو هذه القصة.
ومن الدروس التي نستفيدها من هذه الواقعة أيضاً: معرفة قيمة الدنيا وملكها ونهايتها، وقلة وفائها وخسة شركائها، وكيف تصرع طالبيها وراغبيها، فنسأل الله العافية. والسعيد من وعظ بغيره.
ومن الدروس أيضاً أن نرجو الفرج بعد شدة الضيق، وكثرة الآلام، فكم بقيت هذه البلاد تتألم من أنواع الظلم والفتن، ثم ازدادت الآلام حتى صار القتلى بمئات الألوف والجرحى بالملايين، وكل هذا يعقبه -إن شاء الله- عودة الناس إلى ربهم، ثم يعقبه -إن شاء الله- رفع البلاء عنهم، والله المستعان.
ونستفيد أيضاً معرفة التحالف الخبيث والموالاة الفاجرة بين الرافضة وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى، وإن مثلوا أمامنا نزاعاً أو صراعاً إلا أن الحقيقة أنهم عبر تاريخهم الطويل عوناً لأعداء المسلمين عليهم، بل كانوا شراً منهم في أذية أهل السنة وسفك دمائهم وانتهاك حرماتهم، ما تمكنوا من ذلك، فليعقل الدرس المغرورون، وليستيقظ الغافلون، فالخطر جاثم، والعدو قريب.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
www.salafvoice.com
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:10 ص]ـ
نريد أن نعرف لماذا كفر الشيخ ابن باز صدام؟
بل نريد ما نثبت به تكفير الإمام الجهبذ بن باز رحمه الله لصدام حسين .. !!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:22 ص]ـ
أنا من بلاد الحرمين وربيت فيها ونعمت بخيراتها أدامها الله على التوحيد, وقد لحقتنا ويلات البعث وزلاته حين إلقاءالصواريخ على الرياض - حفظها الله - ولا أدافع عن شخص صدام حسين ولا غيره لكني أبحث مسألة شرعية .. فليُتَنَبَّه لذلك
اخي ابو زيد بارك الله بك
اولاً انا لم احكم بكفر صدام في كلامي السابق ولا اعلم اين وجدت هذا في كلامي.
ثانياً من كفر صدام بدليل شرعي معتبر واعتقد ان صدام مات على الكفر فهذا ليس بالامر الخطير (لان الاصل في صدام قبل سقوط حكمه الكفر (الردة) وبها افتى الشيخ ابن باز رحمه الله)
¥