أن عقد الإسلام يثبت بالنطق بالإسلام وبالولادة لأبوين مسلمين
وبالولاء
وأنه لا يجوز التوقف في حكم إسلام أحد من هؤلاء لمزيد اختبار
في أشياء أخرى ولو كانت من تفاصيل العقيدة ذاتها
فيقبل منه دعوى الإسلام ما لم يناقضها بعد ذلك بقول أو فعل أو جحود
فأنا لا يمكنني أن أقول اللهم اغفر له إن تاب
ولا تغفر له إن لم يتب
لأن هذا الشرط يتنافى مع ختام كلامه بكلمة التوحيد الخالصة
كما أنها تنطلق من التشكك في إسلامه الظاهر بها وهذا لا يجوز
وفي الحديث
" أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله
ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "
مع أن العذر عنه أظهر إذ قال
" ما قالها إلا خوفا من السيف"
وهذا يبين ما للكلمة من أثر في وجوب إثبا الإسلام الظاهر بيقين
وثبوت عقد الإسلام له كاملا إن اعتبرناه أول عقده أصلا
وهو مسلم أصلا من قبل لكن لنعتبر هذا أول عقده فهي كافية للحكم القطعي
بإسلامه الظاهر وما يترتب عليه من الولاية والنصرة
ومقتضيات حسن الظن بالله تعالى أن من ختم كلامه بكلمة التوحيد
لا يمكن أن يكون كافرا
نسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
فنسأل الله أن يرحم صدام حسين
الذي قتل غدرا في عيد أهل السنة
جازمين بها غير متوقفين ولا مشترطين فيها في أحكام الظاهر
وسره إلى ربه وباريه
والحمد لله رب العالمين
ونقول أيضا
إن الذي يقول
آمنت بالبعث رباً لا شريك له === وبالعروبة ديناً ما له ثان
هو مشرك ملحد كافر دون شك
لكن الذي يموت ومصحفه بين يديه
ويشهد الحق فإن نفس ما ظهر منه من الصلاح
ينقض ما كفر من أجله
فإن كان يعبد البعث ربا قبل هذا
فإنه بتوحيد عبادته لله وصلاته وشهادته
نقض نفس ما كفر من أجله
وهذا بخلاف من ردته بعيدة عن موضوع صلاحه
كمن جحد شيئا من الدين ونحو ذلك فهذا لابد له من توبة خاصة
وقد فرضنا أن شهادة صدام أصل إثبات عقد إسلامه
انتفى كل هذا التشكك
خاصة أنه من التعسف محاولة التسلط على توبة خاصة لكل
مكفر سابق في حالة صدام رحمه الله تعالى
فإن أحدا لا يستطيع أن يستجلب منه كلمة أو بيانا
وهو في سجن الصفويين
فلنتق الله سبحانه ولنرحم الخلق ونحمد الله على العافية
ويكفي أن نقول أن صدام ليس كغيره واللبيب يفهم
والله سبحانه وتعالى أعلم
الكلام للأخ الفاضل أبو ضياء الدين المصري كاسر الأوثان من منتدى أنا المسلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:18 م]ـ
الإخوة لأكارم /
أظن أن الجميع يتفق على:
- أن صدام إبّان حكمه كان طاغيةً، ظالما، مفسدا، قتّالا للعلماء والدعاة، والصالحين والطالحين، أهدر دماء السنة والرافضة وإن كان قتله للرافضة أظهر - فيما يظهر -.
- أن صدام ينتمي وينتسب إلى حزب بعثي كافر، وفتاوى العلماء فيه وفي أمثاله ظاهرة مشتهرة، ومنها الفتوى التي نقلها الأخ الكريم / أبوداوود القاهري، وكانت فيه - خاصة - وقت حكمه.
- أنه قال كلمة الشهادة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله ... ، وقد قالها عاقلا مختارا، ولا يخفى على الجميع حادثة الرجل الذي قتله أسامةُ رضي الله عنه، وكان الظاهر منها كما قال رضي الله عنه: أنه إنما قالها تعوذا.
أما صدام فلم يقلها تعوذا، ولم يكن هناك ما يخيفه، بل إن وجود الأرجاس الأنجاس من الرافضة حوله قد يشغله عن قولها، ومع هذا قالها، بل وكررها.
- أن المسلم لم يؤمر بأن ينقّب، أو يشق عن قلوب الناس، وإنما له الظاهر منهم، وقد ظهر من صدام عند قتله ما ظهر.
- حكمه في الدنيا قبل قتله، ووقت حكمه ذكرها العلماء ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله المذكورة أعلاه.
- حكمه في الدنيا بعد قتله فيما ظهر من نظقه للشهادتين أنه مسلم، وقد ذكر ذلك الإخوة، وأشاروا للروابط التي نصت على ذلك، وأحالو للمشايخ الذين ذكروا ذلك.
- أما مسألة الشهادة له بالشهادة، فالنهي عن قول (فلان شهيد) ظاهر معروف، لا يخفى على الجميع.
والله أعلم.
أخيرا /
أذّكر الجميع بحديث الجميع يحفظه:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار). رواه البخاري ومسلم.
أي أنه يمكن أن يكون الرجل ملحدا زنديقا ظالما، وقبل موته بدقائق، يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
والله تعالى أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأجود الأجودين.
وما توفيقه لذلك الرجل بأن يقول الشهادة إلا رحمة من أرحم الراحمين.
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة، ويذكرنا بالشهادة قبل الموت.
والله المستعان.
¥