[تعريف غريب للكذب (الإخبار بما لا يحل الإخبار به حتى ولو كان مطابقا للواقع)]
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - 01 - 07, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهم استدل بقوله تعالى: ((فأولئك عند الله هم الكاذبون)) على أن الكذب يطلق حتى على الأخبار عما يطابق الواقع إذا كان ذلك الإخبار محرما, لأن الله سماهم كاذبين مع أن بعض من يشهد قد يكون في حقيقة الأمر صادقا - وإن كان في أحكام الدنيا التي تدار على الظواهر يحكم بكذبه -.
فاستدل بالآية على أن (الكذب هو الإخبار بما لا يحل الإخبار به حتى ولو كان مطابقا للواقع)
والذي أعرفه أنهم ذكروا في هذه الآية أنه كاذب حكما وقد يكون في علم الله صادق, ولكن وجدت أن هناك من رد هذا وقال أنه مخالف لظاهر الآية لا سيما وجاءت بالتوكيد بحصر الكذب في هؤلاء, ولابن عاشور كلام نحو ذلك
فما رأي الإخوان في هذا التعريف الذي أجده غريبا بعض الشيء, وهل تعلمون قائلا به, وما رأيكم في توجيه هذا المعاصر القائل بذلك للآية, حيث أنه قال: (ولو كانت شهادتهم مطابقة فهم كاذبون كما وصفهم القرآن)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 11:10 م]ـ
الذي يعمل بخلاف علمه .. سماه الله جاهلا .. وجهله ألعن من جهل من يعدم العلم ومنه قول قوم موسى عليه السلام"اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون"
واللطيفة الظاهرة في الآية .. التقييد بقوله "عند الله"
وذلك كخلوف فم الصائم .. فهو (عند الله) أطيب من ريح المسك ..
ومن تفطن لذلك .. لا يمكن أن يقول بكراهية السواك بعد الزوال
فالمخبر عن الزنى دون استيفاء الشهود الأربعة .. هو عند الله كاذب ..
وليس كاذبا من حيث أصل المعنى .. فهذا استثناء
ولعل من أسرار كونه كاذبا عند الله ..
أنه نقل خبرا فادحا يتضمن حدا غليظا .. فكان عدم التوثق فيه بالحد الذي حده الشارع مظنة الكذب والضعف
بمنزلة الحديث الذي لم تتحقق في الرواي الشروط .. تتأثر صحته بقدر ذلك ..
ومن منهج الإمام أحمد كما قال وغيره أن يتشدد في التصحيح إذا كان الحديث في الأحكام
والله أعلم وأحكم