تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المنهج العلمي والعملي لقضية الخلاف ... من ذهبيات شيخ الإسلام في كتاب الاستقامة ...]

ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[06 - 01 - 07, 07:01 م]ـ

الحمد لله مولانا، والصلاة والسلام على مصطفانا، وبعدُ:

فإنه من دواعي الخير دفع الشر، وإن من أعظم أبواب الشر شر الخلاف، فإنه شر مستطير وبلاء عظيم إذ يوقع به الشيطان النزاع والفرقة بين طائفة المؤمنين حتى يؤول بهم الأمر إلى الغل والحسد والحقد والغيبة بل والتضليل والتبديع والتكفير ...

وقد حذر الشارع من ذلك وأكثر، قال ربنا تبارك وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ... }

وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}

وقال تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء}

وشدد نبينا صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإتلاف والنهي عن الاختلاف حتى قال: (إنما تفرُّقُكم في الشعاب والأودية من الشيطان) رواه أحمد وأبو داوود والحاكم، انظر صحيح الجامع [2352]

ولما كان الاختلاف واقعاً بالأمر القدري الكوني كنا مأمورين بضبطه بالأمر الشرعي الرباني ...

وضبط الخلاف يكون بمعرفة أسبابه وتجنبها ما استطعنا وبيان أنواعه وحسن تعاملنا معها وحكم كل نوع وموقفنا منها في الدنيا وحكم المختلفين عند ربهم في الآخرة وغير ذلك مما يجنبنا مغبات الخلاف وشره ...

وإذا كان كل هذا الذي ذكرتُ ـ من ضبط الخلاف ـ من باب (المعرفة) أي: التأصيل العلمي فإن للتطبيق العملي أعظم الأثر في بيان استيعابها واكتمال تعاليم الإسلام فيها ...

وقد لفت انتباهي أثناء قراءة كتاب الاستقامة لشيخ الإسلام رحمه الله الأمران معاً ـ أعني: التأصيل العلمي والتطبيق العملي على وفقه ـ في إشارات طفيفة قد لا يُتنبه إليها ...

وقد حاد بعضٌ منا عن هذا، فتجد أحدنا يؤصل ويقعد لقضية الخلاف ثم هو هو عند المحك العملي يخالف ما أصله وأسسه وقعده! وهذا ـ أرى ـ يرجع لأزمة الانفصام بين العلم والعمل ...

وكتاب الاستقامة هو شبه نقد لرسالة أبي القاسم القشيري ـ رحمه الله تعالى ـ تعرض فيه شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ لشيء من الكلام عن الخلاف وأسبابه وأنواعه وأثره في الدنيا والآخرة ...

وقد رأيتُ أن أنقل لإخواني هذه الفوائد القيمة لعلها تكون عوناً لنا في ضبط قضية الخلاف والأمن من مغبته، وقد أزيل كل نقل بملخص لفائدته، والله المستعان

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 01 - 07, 07:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا ... وبارك فيك ... وشكر سعيك.

ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:52 م]ـ

وجزاكم أخي عيسى وفيكم بارك الله ...

(((ذهبية)))

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ:

فصل

فيما اختلف فيه المؤمنون من الأقوال والأفعال في الأصول والفروع.

فإن هذا من أعظم أصول الإسلام الذي هو معرفة الجماعة وحكم الفرقة والتقاتل والتكفير والتلاعن والتباغض وغير ذلك.

فنقول: هذا الباب أصله المحرم فيه من البغي، فإن الإنسان ظلوم جهول، قال تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم} [سورة البقرة 213] في غير موضع

وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لتسلكن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟).

وقد قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} [سورة آل عمران 105].

وقال تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ} [سورة الأنعام 159]

ومن هذا الباب ما هو من باب التأويل والاجتهاد، الذي يكون الإنسان مستفرغاً فيه وسعه علماً وعملاً.

ثم الإنسان قد يبلغ ذلك ولا يعرف الحق في المسائل الخبرية الاعتقادية، وفي المسائل العملية الاقتصادية، والله سبحانه قد تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان بقوله تعالى {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [سورة البقرة 286].

وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس ومن حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله استجاب لهم هذا الدعاء وقال: (قد فعلت)، وأنهم لم يقرأو بحرف منها إلا أعطوه، وهذا مع قوله تعالى {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة} [سورة البقرة 82] ........

اهـ (1/ 26، 28)

(((ملخص الفوائد)))

1 - أهمية معرفة فقه الخلاف وما يتفرع عنه ...

2 - أن أصل الخلاف المحرم من البغي و ...

3 - أن من تلبس بشيء من هذا ـ البغي ـ كان فيه شبه من الذين من قبلنا ...

4 - أن من استفرغ وسعه علماً وعملاً في المسائل العلمية أو الخبرية: كان متجاوزاً عنه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير