ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 10:25 م]ـ
(((ذهبية)))
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ:
وأصحاب ذلك ـ[الذين توسعوا في النظر والسماع المحرمينِ]ـ وإن كان فيهم من ولاية الله وتقواهم ومحبته والقرب إليه ما فاقوا به على من لم يساوهم في مقامهم، فليسوا في ذلك بأعظم من أكابر السلف المقتتلين في الفتنة، والسلف المستحلين لطائفة من الأشربة المسكرة، والمستحلين لربا الفضل والمتعة، والمستحلين للحشوش، كما قال عبد الله بن المبارك: رب رجل في الإسلام له قدم حسن وآثار صالحة، كانت منه الهفوة والزلة لا يقتدى به في هفوته وزلته.
والغلط يقع تارة في استحلال المحرم بالتأويل، وفي ترك الواجب بالتأويل، وفي جعل المحرم عبادة بالتأويل، كالمقتتلين في الفتنة حيث رأوا ذلك واجباً ومستحباً، وكما قال طائفة مثل عبد الله بن داود الحربي وغيره: إن شرب النبيذ المختلف فيه أفضل من تركه، فالتأويل يتناول الأصناف الخمسة: فيجعل الواجب مستحباً ومباحاً ومكروهاً ومحرماً ويجعل المحرم مكروهاً ومباحاً ومستحباً وواجباً، وهكذا في سائرها.
اهـ (1/ 125)
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[14 - 01 - 07, 11:44 م]ـ
(((ذهبية)))
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ:
ومن السبب الذي ضل به هؤلاء وغووا ما وجدوه في كثير ممن ينتسب إلى الشريعة من الداعين إلى الجهاد، من ضعف حقيقة الإيمان، وسوء النيات والمقاصد، وبعدهم عن النيات الخالصة لله، وصلاح قلوبهم وسرائرهم، وعن أن يقصدوا بالجهاد أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، كما وجدوه في كثير ممن يذم السماع المحدث، من قسوة القلب والبعد عن مكارم الأخلاق وذوق حقيقة الإيمان.
فهذا التفريط في حقوق الله والعدوان على حدوده الذي وجد في هؤلاء وأمثالهم، ممن لا يتدين بالسماع المحدث، بل يتدين ببعض هذه الأمور، صار شبهة لأولئك، كما أن التفريط والعدوان الموجود في أهل السماع المحدث صار شبهة لأولئك في ترك كثير مما عليه كثير منهم من حقائق الإيمان، وطاعة الله ورسوله.
ولهذا تفرق هؤلاء في الدين، وصارت كل طائفة مبتدعة لدين لم يشرعه الله، ومنكرة لما مع الطائفة الأخرى من دين الله، وصار فيهم شبه الأمم قبلهم، كما قال تعالى: {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به فأعرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} [سورة المائدة 14]
وقال تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ} [سورة البقرة 113]
وقال تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} [سورة البقرة 85]
وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} [سورة آل عمران 105]
وقال تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ} [سورة الأنعام 159]
وأما دين الله وهداه الذي أنزل به كتابه، وبعث به رسوله، فهو اتباع كتابه وسنته في جميع الأمور وترك اتباع ما يخالف ذلك في جميع الأمور، والإجماع على ذلك.
اهـ (1/ 151، 152)
(((من فوائد هذا النقل)))
- تنبيه الشيخ على خطر الغلو الانعكاسي للمخالفين، وأهمية التمسك بالوسطية.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 01 - 07, 12:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب.
واسمح لأخيك الصغير أن يضيف فوائد أخرى في هذا النقل الأخير:
- أهمية التفرقة بين أصل الفعل وحال بعض فاعليه. فلا يتعدى اللوم إلى الفعل الأصلي لمجرد وقوع بعض الفاعلين فيما يستوجب اللوم.
- ضرورة تحرير مراد لائم فاعلي فعل معين.
والله تعالى أعلم
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[15 - 01 - 07, 07:22 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب.
واسمح لأخيك الصغير أن يضيف فوائد أخرى في هذا النقل الأخير:
- أهمية التفرقة بين أصل الفعل وحال بعض فاعليه. فلا يتعدى اللوم إلى الفعل الأصلي لمجرد وقوع بعض الفاعلين فيما يستوجب اللوم.
- ضرورة تحرير مراد لائم فاعلي فعل معين.
والله تعالى أعلم
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب الكبير أبا داوود ونفع الله بكم ...
فائدتان مهمتان حقاً ...
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[16 - 01 - 07, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب حسن السلفى ونفع بك
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[16 - 01 - 07, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب حسن السلفى ونفع بك
وجزاكم شيخنا الحبيب وبارك الله فيكم ...
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[16 - 01 - 07, 01:58 ص]ـ
(((ذهبية)))
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ:
وإن كان من المشايخ الصالحين من تأول في ذلك ـ[السماع المحرم]ـ، وبتأويله واجتهاده يغفر الله له خطأه ويثيبه على ما مع التأويل من عمل صالح، فذلك لا يمنع أن يقال ما في الفعل من الفساد، إذ التأويل من باب المعاريض في حق بعض الناس تُدفع به عنه العقوبة، كما تُدفع بالتوبة والحسنات الماحية، وهذا لمن استفرغ وسعه في طلب الحق.
(1/ 156)
(((ومن فوائد هذا النقل)))
- اثبات الشيخ للعذر بالتأويل ـ وقد مر ـ
- إثابة من أخطأ باجتهاده على اجتهاده، و ...
- بيان أن هذا غير سار على كل من اجتهد ـ وقد مر تفصيله ـ
¥