تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وغيرها، ونحن نطمئنك أنك لا تحتاجين إلى دورة لتكوني مدربة! أنت مدربة بالموهبة، وكان إلحاحهن بسبب تلك الفئة التي سبق ذكرها والتي تفسد أكثر مما تصلح، أما أنا فقد كنت في قرارة نفسي أرى أني أنحدرت ولا أدري كيف أعلو!! ثم بعد تفكير وافقت لكن لا لأقدم دورات في البرمجة بل لأخرج دوراتي التي كنت أحلم بها وعكفت لسنتين أعدها وقدمت إحداهما للمركز فأطال المغيب، وأخر الرد حتى شعرت بالمماطلة ثم وبعد إلحاح مني كان الرد الصاعقة: إن دورتي عبارة عن موعظة، ولا تصلح لتكون دورة!!! لماذا؟ باختصار ليقبلوا دوراتي علي أن اضمنها البرمجة!! إذا أعددت دورة في الزواج فبالبرمجة يكون، وفي التربية فكذلك بها، وفي العلاقات وفي كل شيء!! أجبتها أنني أعددت دورة من وحي الكتاب والسنة فقالت بأنها لا تصلح لتكون دورة!! ناقشتا فوجدتهم يرون البرمجة هي مفتاح السعادة وقارب النجاة والذي من خلالها نجح من نجح من الغرب فأنكرت عليهم وبينت لهم كثرت المدارس هناك وإنكار بعضها للبرمجة بل إن أنتوني روبنز المدرب الشهير ينتقد متتبعي البرمجة حرفياً ويدعوا إلى التغيير المستمر والابتكار الدائم لطرق أخرى في التغيير!! وكذلك المدرب الشهير في العلاقات الزوجية جون غراي انتقد البرمجة وذمها!! ومدارس أخرى كثيرة في الغرب درس فيها وأخذ منها الساسة والاقتصاديون وليست البرمجة فقط، لكنها أصرت!! ورفضت أنا تغيير دورتي.

ثم بدأت الحرب النفسية من بعض من أعرف واحترت أنا .. أكل هؤلاء على باطل وأنا الوحيدة التي أحمل الصواب؟!! ... أُغريت بالمال .. أُغريت بالشهرة .. كان شعورٌ واحدٌ حينها يمنعني وهو ما ختمت به مكالمتي لزوجة المسئول: لن أقف أمام الناس لأقول لهم إن جون جرندر يقول، وبادلر يقول وأترك قال الله وقال الرسول ... لن أستبدل قول ربي ونبيي بقول نصراني يتخبط في أودية الحياة يحيا جاهلاً ويموت أعمى ... لن أخدع الناس .. إنني أستحي من ربي .. أأترك هديه وإرشاده إلى هدي خلق من خلقه وتعاليم عبد ما أمن بعد به!! لن أفعلها ولو كان ما كان. وكنت قد استخرت كثيراً وبحثت لعلني أجد ما يثبتني حتى وجدت في كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية وهو يتحدث عن هجر القرآن: (والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به من جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: {وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} ففرحت بمنة الله علي أن ثبتني ولم أضعف لأصبح من مسوقيها، ثم من الله علي بتثبيت آخر حيث ظهرت الداعية المباركة الدكتورة: فوز كردي، فازددت يقيناً على يقين وازددت بها بصيرة، وقد كنت ضد البرمجة على ما فيها من أخطاء وإن لم أكن أجزم حينها بخبثها فكيف وقد عرفت نشأتها وأيقنت سيرتها!!

وما ظهر أخيراً من نقد للبرمجة من صانعيها لهو أكبر صفعة يتلقاها من أعرض عن قول ربه ونبيه لقول كفرة لا يؤمنون بلا إله إلا الله، يتلقاها من ترك هدي الخالق العليم الحكيم (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) لقول مخلوق ما زال لا يعرف ربه!! وليت الأمر وقف بهم إلا حد التسويق لقول فلان من البشر وكأن هذا الشخص نبي مرسل!! بل تجاوزت جرأتهم حداً يخشى عليهم منه .. فهم يدللون على صدق وعبقرية – كاهنهم – بكلام الخالق عز وجل!! وكلام الصادق المصدوق!! أي جرأة هذه؟!! لست أدري!! ألا حياء من الله ليقف الواحد منهم أمام الناس ويقول لهم إن هذا العالم النحرير يقول بكذا .. وكذا .. وهو صحيح فقد قاله من قبل ربكم ونبيكم .. فخذوه مطمئنين!!!

مادام ربنا ونبينا قد قالاه ... وهو – أي الله سبحانه – من ألهم هذا العالم الفذ ليقول تلك المقولة .. أمن الإيمان أن تقول قول الرب أولاً أم قول الخلق .. أيقدم قول عبد كافر على قول الله!! .. هذا كله في حال صواب تلك البرمجة .. كيف بالله وقد قال عنها صانعها (اسحبوا عليها السيفون) ووصفها بالمتخلفة والقديمة!!! فماذا نفعل بتلك الأدلة والبراهين من قول الله ورسوله التي حشدتموها بحق وغير حق لتدللوا على صواب قول ذلك العالم!!!! واستغفر الله العظيم ولا أقدر على أكثر من هذا.

أفيقوا يا أمة محمد ممن لقن الناس تلك البرمجة .. توبوا إلى الله توبة نصوحا .. فلقد أجرمتم بحق أنفسكم، وحق من درستموهم .. وأعلنوا التوبة .. ثم أعلنوا التوبة .. وليس في ذلك والله عليكم من منقصة .. فتوبتكم أحب إلى الله من مسافر هربت منه ناقته التي عليها زاده ثم نام تحت ظل شجرة ينتظر النوم وقد ظنها لن تعود فإذا بها أمامه بما عليها ... توبوا ولا يفتتنكم الشيطان .. فلا عيب في الخطأ إنما العيب كل العيب في الثبات عليه، واعلموا أنه يزين المنكر حتى تراه صواباً فتقع فيه وتتلطخ بنجاسته ويراك الناس على تلك الحال وأنت لا ترى من نفسك إلا الطهر والنقاء!! ثم اعلموا أنكم تتعاملون مع الرب سبحانه فمن ابتغى رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس، ومن ابتغى رضا الله ولو سخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس .. من تقرب منه شبراً تقرب منه باعا .. وليرفعنكم رفعة أعلى مما كنتم تظنون أنكم فيها.

وإلى غيرهم من الباحثين عن السعادة والنجاح عليكم بدينكم .. تعلموه .. ولتجدن فيه فوق ما تأملوه، وما سطرت تجربتي إلا لأن كثيراً من الرافضين لنقد البرمجة يأخذون على ناقديها أنهم لم يدرسوها، أو نقدوها وهو يحملون قناعات خاطئة عنها، فتجربتي تبين أن هذا ليس بالكلام الصحيح فقد درستها وظني بها خير وبأهلها، وتركتها وما أود وأد شيء مثلها.

نجاة محمد بن هويدي الشريف

ممارس معتمد في البرمجة سابقاً ولا تود وضع هذا اللقب)

المصدر:

www.alfowz.com (http://www.alfowz.com)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير