تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم نقرأ يوماً أن أحدا من الصحابة استقصى آية أو حديثا ليعرف سبب النهي فيها حتى يقبلها عقله اللاواعي فينتهي حيث نهي! لقد كان عبقري هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقّافا إذا قرأ الآية لم يتجاوزها. ويدرب اليوم دعاة الإصلاح بمهارات البرمجة اللغوية عقولنا اللاواعية لتبحث عن سبب النهي في كل أمر وإلا فإن النهي سيحذف!!.

ألا فليفهم إخواننا من أصحاب البرمجة اللغوية أنني لا أهاجم أحدا ولا أرفض علم مستحدثا ولا أظن إلا الخير في كل مسلم وما مقولتي هذه إلا لتوحيد الصف على كلمة سواء، لكن فلنحذر من أن نفسد على الناس أمر دينهم من حيث نريد أن نصلح قال تعالى: ? فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ?.

ولنكن عبادلة مع ما ننقل من علوم للناس، كعبد الله رضي الله عنه يوم وقف في وجه أبيه على مدخل المدينة متقلدا سيفه قائلا له: والله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله. هكذا فلتكن نظرتنا لأي أمر أو علم مستحدث أيا كان مصدره فلا نقبله ولا يطرق عقولنا ولا يدخل بيوتنا ولا نعلمه لبني جلدتنا حتى يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لأن ثورة الوافدات لن تقف على البرمجة اللغوية العصبية وحدها فحسب بل كلما مر زمن سيظهر من مستحدث العلوم الغث والسمين أصناف وأصناف، فحي هلا بكل مستحدث من العلوم والمعارف إن أذن به شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتأملوا معي هذه الإيماءة اللطيفة: إن قواعد الإملاء لا تطبق على رسم المصحف العثماني. أليست تلك إيماءة لطيفة تدل على أنه ليس كل علم مستحدث يطبق على أوامر الشرع ونواهيه.

إن كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل علم وقبل أي علم بدون استقصاء ولا بحث ولا استفسار. وليس كل من أحدث علما يستحق أن يتبع و الأساس كله عظمة المصدر.

أوليس قد قيل قديما (لكل غربال شده) فلا أدري متى تنتهي شدة هذا العلم الذي نفذ إلى كل الفئات ومختلف الأعمار فحل كل المشكلات ولبى كل الاحتياجات ..

فاحفظ القرآن بالبرمجة، واخشع في صلاتك بالبرمجة، وكن داعياً ملهماً بالبرمجة، وخطيباً مفوهاً بالبرمجة، ومدرباً متميزا بالبرمجة، وكوني معلمة مبدعة بالبرمجة، وكن زوجاً رائعاً وكوني زوجة أروع بالبرمجة، وكن طالباً متفوقاً بالبرمجة، واحصل على الصحة والرشاقة بالبرمجة، وكن مديراً وقائداً فذا بالبرمجة، أو مسوقاً بارعاً بالبرمجة، بل عش سعيداً بالبرمجة وتخلص من كل الضغوط بالبرمجة اللغوية العصبية ....

إني أتساءل فهل من مجيب: ماذا بقي؟؟؟؟

أي علم هذا؟؟

بل أي عقل هذا الذي يظن أن أفكاراً من صنع بشر بعيدين عن هدى النبوات تصنع هذه المعجزات، وتقدر على حل مشكلات كل الناس وتلبية كافة احتياجاتهم على تنوع أجناسهم ومختلف أعمارهم وتعدد وظائفهم وطموحاتهم ..

عذراً بني قومي: تعلموا من برنادشو حين قال: لو كان محمد حي لحل مشاكل العالم وهو يحتسي كوباً من القهوة.

وترحموا بني قومي على الإمام مالك فقد كان يقول: لن تأتي هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها.

كاتبته: أ. لطفية الطيب

كاتبة تربوية وصحافية سعودية

ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[09 - 01 - 07, 12:33 ص]ـ

جزاكما الله خيرا وبلغ الله ما نصحتما به، هذا والله ما أظنه حقا وإن لم تكن لى تجربة.

ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 01:36 ص]ـ

عندي سؤال يا اخوان:هل هذا الكلام ينسحب أيضاعلى من يقول أنه يستطيع حفظ رياض الصالحينفي أسبوع،أوفي ثلاثأيامحفظا تاما من غير ممارسة للكتاب من قبل،وذلك بعد أن يتلقى دورةفي تغيير قدرات العقل؟

أم لا علاقة بمقالةالأخت الكريمة وتساؤلي؟

وجزاكم الله خيرا.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 06:35 ص]ـ

أستاذنا: عامر بن بهجت _ كنتَ بخيرٍ دوماً، و رأسْتَ بفخرٍ قوماً _ ...

و ما رأيك بمن استفاد منها، و لم يرَها تخلَّفَتْ نتائجها عن الصحة، هل له أن ينساقَ نحو كلام هاتين الفاضلتين، و لعلهنَّ أصبن بخللٍ في التطبيق، أو اعتراهنَّ ما اعترى كثيراً من المعترضين؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير