تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما كثر المنتسبون إليها وأكثرهم للأسف من النساء؛ خاصة بعد أن رأوا زعمها أنها تبرأت من البرمجة العصبية، رأينا الحاجة الماسة إلى قولٍ فصل في تلك الدورات "تغيير العقل" ممن هو متخصص بتلك الأمور مثلكم حفظكم الله، كي يستبين للناس الحق من الباطل، ويُصان كتاب الله من العبث.

بارك الله فيكم.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ..

وبعد فقد كثر السؤال عن الموقع المسمى أكاديمية الوحيين وقد تصفحته وطالعت سيرة المشرف العام عليه وتابعت الدعاية الكبيرة للدورة المسماة "دورة تغيير العقل" وحاولت الوصول إلى محتواها من خلال الموقع إذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره؛ فإذا بي أطالع موضوعاً مثبتاً لمشرف البرامج الدعوية بعنوان:" لا يسمح ولا يجوز نشر تلخيص لدورة تغيير العقل" ومضى يذكّر المنتسبين والمسجلين بأنهم أقسموا على عدم نشر أي معلومات عن الدورة، ويوبخ أخت أفشت شيئاً من أسرارها!!

وعلى كل حال فإنني أجيب السائلات الكريمات بملاحظات عامة لا تختص بهذا الموقع تحديداً أو هذه الدورة بالذات، ولكنها تنبه على أمور عامة تفيد طالب الحق وتوجه اختياره في عالم التسويق الرقمي المفتوح للأفكار والفلسفات عبر التطبيقات المتنوعة في التدريب والتطبيب.

وأوجز هذه الأمور في النقاط التالية:

أولا: أي موقع أو برنامج يحيط تدريباته بالسرية ويطلب من الأعضاء عدم إفشاء السر فهو مشبوه وكثيراً ما يتخذ من المخادعة وجهل الناس مطية إلى بث فكر باطني بصرف النظر عن سوء أو حسن نية أصحابه. ومن ثم فعلى عقلاء الأمة الحذر والتحذير من هذا المنهج الذي اتخذه أصحاب الفكر الباطني منذ القديم وتسللوا من خلاله إلى صفوف الأمة وهم اليوم يتغلغلون في أعماقها عبر هذا المنهج تحت ستار أكاديمية، عيادة طب بديل، دورة تدريبية، برنامج تأهيلي، وغيرها ... يجمع تلك التطبيقات كلها محور مهم ظاهره فلسفة العقل الباطن وقدراته وأهمية تناغمه مع العقل الكوني، يؤكد مروجوه على أهمية مراعاة الخصوصية لتمام الفائدة بعيداً عن تشويش الحساد والجهال! ويهتمون بحشد دعاية إيحائية هائلة اسمها تجارب المنتسبين وهي ما قد يظهر أو يتوهم من بعض النتائج الإيجابية التي يجدها المتحمسون في البدء وهم يبذلون قصارى جهودهم بينما هم ينحرفون بعيدا متبعين خطوات الشيطان التي نهوا عن تتبعها.

ثانياً: التبرأ من البرمجة اللغوية العصبية وادعاء محاربتها أمر أصبح يدعيه كثير من المدربين على أصل فلسفتها الباطنية، والحق أن محاربة البرمجة والتحذير منها لم يكن إلا لكونها تروج الفكر الباطني ضمن قالبها الانتقائي التدريبي، ولأنها تدعوا إلى أهم أسس هذا الفكر من الاعتقاد بالعقل اللاواعي وخصائصه المدعاة، وتدعو لأهم تدريباته التي هي تغييب العقل عبر الاسترخاء أو ممارسة التنفس العميق. والحق أن أي برنامج أو تدريب يروج لهذه الأمور ويدرب عليها هو ضمن برامج ترويج الفكر الباطني الذي ينبغي أن يحذّر منه وإن لم يعرف أهله أو لم يسمعوا قط عن البرمجة اللغوية العصبية أو ادعوا أنهم يوظفون هذه الوسائل لأهداف سامية كحفظ القرآن أو الخشوع أو نحو ذلك ..

ثالثا: غاية المسلم التي لاينبغي أن تغيب عن باله أبدا هي تحقيق العبودية لله رب العالمين فلا يحفظ القرآن ولا يتعبد بأي عبادة إلا من أجل تحقيقها وهي كمال الذل والافتقار والحب لله تعالى ودوام دعائه والتضرع إليه بكل الرجاء والذلة. وهذه المناهج المروج لها تدعو إلى كيفيات للعبادة غير التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويصبح هم أهلها: كم حفظنا؟ والدارج على ألسنتهم: أنا حافظ. مع أن الحفظ قد يكون طريقا إلى النار كما يكون طريقا إلى الجنة فأول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم حافظ للقرآن قرأ وحفظ ليقال حافظ وقارئ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير