ابنُ كثير في " البداية والنهاية ": وفيها: عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر فحذره ذلك وزيره عبد الله بن وهب، وقال له: إن العامة تنكر قلوبهم ذلك وهم يترحمون عليه ويترضون عنه في أسواقهم وجوامعهم، ............. وقدر الله تعالى أن هذا الوزير كان ناصبياً يكفر علياً فكان هذا من هفوات المعتضد.
ناصبي يكفر عليّ!!!
وأما قولكم
عبد الله زقيل
كنتُ قد جمعتُ روايات لعن علي على المنابر المزعومة من قِبل الرافضة ..
أما مسألة لعن عليّ رضي الله عنه فهذه مسألة يعلمها الجميع وينكرها أصحاب الميول الأموية والمروانية وأذنابهم!
نعم بالغ الرافضة ـ أخزاهم الله ـ فيها، ولكنها ثابتةعندنا أهل السنة.
** قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 499): كتاب المناقب ـ مناقب علي بن أبي طالب القرشي:
قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك أنه تأخر، ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه، فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه، فكان الناس طائفتين، لكن المبتدعة قليلة جدا.
ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه، ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة، ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه، مضموما ذلك منهم إلى عثمان، فصار الناس في حق علي ثلاثة:
* أهل السنة
*والمبتدعة من الخوارج
*والمحاربين له من بني أمية وأتباعهم، فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك، وإلا فالذي في نفس الأمر أن لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا.ا. هـ
وتأمل قول ابن حجر: واتخذوا لعنه على المنابر سنة.
فلمن هذه المنابر يرحمك الله!
*وهاهو قول آخر لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (1/ 389):
لما قامت " الأدلة الشرعية " على وجوب اتباع أبي بكر وعمر وتقديمهما لم يجز ترك ذلك. وأما عثمان فأبغضه أو سبه أو كفره أيضا - مع الرافضة - طائفة من الشيعة الزيدية والخوارج. وأما عليّ فأبغضه وسبه أو كفره الخوارج وكثير من بني أمية وشيعتهم الذين قاتلوه وسبوه. فالخوارج تكفر عثمان وعليا وسائر أهل الجماعة. وأما " شيعة علي " الذين شايعوه بعد التحكيم و " شيعة معاوية " التي شايعته بعد التحكيم فكان بينهما من التقابل وتلاعن بعضهم وتكافر بعضهم ما كان ولم تكن الشيعة التي كانت مع علي يظهر منها تنقص لأبي بكر وعمر ولا فيها من يقدم علياً على أبي بكر وعمر ولا كان سب عثمان شائعا فيها، وإنما كان يتكلم به بعضهم فيرد عليه آخر. وكذلك تفضيل علي عليه لم يكن مشهورا فيها بخلاف سب علي فإنه كان شائعا في أتباع معاوية؛ ولهذا كان علي وأصحابه أولى بالحق وأقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه كما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فتقتلهم أولى الطائفتين بالحق}. وروي في الصحيح أيضا: " {أدنى الطائفتين إلى الحق}. وكان سب علي ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة أن يقال لها: الطائفة الباغية؛ كما رواه البخاري في صحيحه عن خالد الحذاء {عن عكرمة قال: قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد واسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى به ثم أنشأ يحدثنا حتى إذا أتى علي ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن}. ورواه مسلم عن أبي سعيد أيضا قال: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار - حين جعل يحفر الخندق - جعل يمسح رأسه ويقول: بؤس ابن سمية تقتله فئة باغية}. ورواه مسلم أيضا عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {تقتل عمارا الفئة الباغية}. وهذا أيضا يدل على صحة إمامة علي ووجوب طاعته وأن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار - وإن كان متأولا - وهو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي وعلى هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأولا أو باغ بلا تأويل وهو أصح (القولين لأصحابنا وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليا وهو مذهب الأئمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين. وكذلك أنكر يحيى بن معين على الشافعي استدلاله بسيرة علي في قتال البغاة المتأولين قال: أيجعل طلحة والزبير بغاة؟ رد عليه الإمام أحمد فقال ويحك وأي شيء يسعه أن يضع في هذا المقام: يعني إن لم يقتد بسيرة علي في ذلك لم يكن معه سنة من الخلفاء الراشدين في قتال البغاة.ا. هـ
فلا يأخذنا الرد على الرافضة الأنجاس إلى إنكار هذه الحقائق!
ونقول كما قال سلفنا وأمرنا به ربنا:
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)
¥