تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال السعدي في تفسيره:" {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي: قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها، من النعيم المقيم، والحبرة والسرور، وإنما أزلفت وقربت، لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك، صغيره وكبيره، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له، ويقال لهم على وجه التهنئة: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} أي: هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين ". سورة ق {31 - 32} ص 806

التهنئة بالتوبة

قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك …………… .. ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج قال فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة،قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال فقلت أمن عندك؟ يا رسول الله أم من عند الله؟ فقال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر …. الحديث رواه مسلم في صحيحه [جزء 4 - صفحة 2120] (2769)

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم:" الرابعة والعشرون استحباب التبشير بالخير الخامسة والعشرون استحباب تهنئة من رزقه الله خيراً ظاهراً أو صرف عنه شراً ظاهراً ". [جزء 17 - صفحة 101]

قال الحافظ:" وإنما انفرد طلحة لقوة المودة بينهما على ما جرت به العادة أن التهنئة والبشارة ونحو ذلك تكون على قدر المودة والخلطة بخلاف السلام فإنه مشروع على من عرفت ومن لم تعرف والتفاوت في المودة يقع بسبب التفاوت في الحقوق وهو أمر معهود ". فتح الباري [جزء 11 - صفحة 52]

قال ابن القيم:" وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته فهذه سنة مستحبة وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية وأن الأولى أن يقال له: ليهنك ما أعطاك الله وما من الله به عليك ونحو هذا الكلام فإن فيه تولية النعمة ربها والدعاء لمن نالها بالتهني بها". زاد المعاد [جزء 3 - صفحة 511]

التهنئة بالفضائل العلية والمناقب الدينية

عن أنس قال: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزلت هذه الآية {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً} قال المسلمون يا رسول الله هنيئاً لك ما أعطاك الله فما لنا فنزلت {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً}. رواه أحمد في المسند [جزء 3 - صفحة 122] 12248،قال شعيب الأرنؤوط في التعليق: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال:"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال:" والله ليهنك العلم أبا المنذر. ". رواه مسلم في صحيحه [جزء 1 - صفحة 556] 258 - (810) (ليهنك العلم) أي ليكن العلم هنيئاً لك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير