قال الحافظ:" وقوله أبلى: أمر بالابلاء وكذا قوله أخلقي: أمر بالإخلاق وهما بمعنى والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق قال الخليل أبل وأخلق معناه عش وخرق ثيابك وأرقعها وأخلقت الثوب أخرجت باليه ولفقته " .. اهـ فتح الباري [جزء 10 - صفحة 280]
قال الشوكاني:" قوله (أبلي وأخلقي) هذا من باب التفاؤل والدعاء لللابس بأن يعمر ويلبس ذلك الثوب حتى يبلى ويصير خلقا وفيه أنه يستحب أن يقال لمن لبس ثوبا جديدا ". نيل الأوطار [جزء 2 - صفحة 96]
وعن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه ثوبا أبيض فقال: أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟ فقال: بل غسيل (وفي رواية: جديداً). فقال: [البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً]. زاد الدبري: ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة. قال: وإياك يا رسول الله.
رواه أحمد في المسند [جزء 2 - صفحة 88] 5620،والنسائي في الكبرى [جزء 6 - صفحة 85] 10143،و ابن حبان في صحيحه [جزء 15 - صفحة 320] 6897، ابن ماجه في السنن [جزء 2 - صفحة 1178] 3558، قال في الزوائد إسناده صحيح. والحسين بن مهدي الأبلي ذكره ابن حبان في الثقات،وروى عنه ابن خزيمه في صحيحه، وباقي رجال الإسناد لهم في الصحيحين.
وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [جزء 1 - صفحة 687] 352: (صحيح).
ورجاله ثقات رجال الشيخين لكن أعله الأئمة الحفاظ ... ومع ذلك فقد صححه ابن حبان [جزء 15 - صفحة 320]
6897 وحسنه الحافظ في تخريج الإذكار لأن له شاهداً.
وقوله (البس جديداً) صيغة أمر أريد به الدعاء بأن يرزقه الله الجديد.
وعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه إما قميصا أو عمامة ثم يقول " اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " قال أبو نضرة فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلي ويخلف الله تعالى.
رواه أحمدفي المسند [جزء 3 - صفحة 50] 11487،وأبي داود في السنن [جزء 2 - صفحة 439] 4020،و الترمذي في السنن [جزء 4 - صفحة 239] 1767، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 4664 في صحيح الجامع
التهنئة بقدوم شهر رمضان
عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبشر أصحابه قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم.
رواه الإمام أحمد في المسند [جزء 2 - صفحة 385] 8979،و النسائي [جزء 4 - صفحة 129] 2106
قال الشيخ الألباني: صحيح 4/ 129، وهو في صحيح الترغيب 1/ 490.
قال ابن رجب الحنبلي:" قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين من أين يشبه هذا الزمان زمان ". اهـ لطائف المعارف [جزء 1 - صفحة 158]
قال صاحب مرقاة المفاتيح:"هو أصل في التهنئة المتعارفة في أول الشهور بالمباركة". (2/ 648)
ويجوز التهنئة بإتمام الشهر
قيل لفضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله: بما أن هذا أول لقاء بعد شهر الصيام فإن الإخوة ببريدة يهدونك السلام جميعاً ويهنئونك وأنفسهم بإتمام شهر الصيام، ويدعون الله لك بأن تكون ممن طال عمره وحسن عمله.
فقال الشيخ: أقول جزاهم الله خيراً، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، ولهم التهنئة بما من الله به على الجميع من إكمال شهر الصيام بصيامه وقيامه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله منا وأن يجعله شاهداً لنا يوم نلقاه، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالإيمان والعمل الصالح والانتصار والظهور على الأعداء إنه على كل شيء قدير.
(اللقاء الشهري [72]) ليلة الأحد الثالث والعشرون من شوال حسب التقويم، أو الرابع والعشرون منه حسب رؤية الهلال عام (1420هـ)
تهنئة إبليس
¥