وعن أبي طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير ولا كلب فقال زيد بن خالد الجهني لأبي طلحة: مر بنا إلى عائشة نسألها عن هذا فأتيا عائشة فسألاها فقالت: أما هذا فلا أحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له فتحينت قفلته فكسوت عرش البيت نمطا فلما دخل استقبلت فأخذت بيده فقلت: الحمد لله الذي نصرك وأعزك وأكرمك فنظر إليه فرأيت الكراهية في وجهه وذكر الحديث بتمامه.
رواه أبو يعلى في مسنده [جزء 3 - صفحة 22] 1432،قال حسين سليم أسد: إسناده منقطع.
وعن أبي سنان الدؤلي أنه: دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة من العراق فكان فيه خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر رضي الله عنه فقال له من عنده لم تبكي وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر عينك فقال عمر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله عز وجل {بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} وأنا أشفق من ذلك. رواه أحمد في المسند [جزء 1 - صفحة 16] 93
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة،راجع ضعيف الترغيب والترهيب [جزء 2 - صفحة 172] 1893: (ضعيف)
قال في الإنصاف:" فائدة: يستحب تشييع الغازي لا تلقيه نص عليه وقاله الأصحاب لانه تهنئة بالسلامة من الشهادة ". [جزء 4 - صفحة 120]
التهنئة بالمولود
قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس فقال الحسن وما يهنيك الفارس لعله أن يكون بقارا أو حمارا ولكن قل شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره. رواه ابن الجعد في مسنده [جزء 1 - صفحة 488] 3398
وروى الطبراني في الدعاء [جزء 1 - صفحة 294]
946 باب القول عند المولود إذا ولد:
قال كان أيوب إذا هنأ رجلا بمولود قال جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد.
قال النووي:" يُستحبّ تهنئة المولود له قال أصحابنا: ويُستحبّ أن يُهَنَّأ بما جاءَ عن الحسين رضي اللّه عنه أنه علَّم إنساناً التهنئة فقال: قل: باركَ اللّه لكَ في الموهوب لك وشكرتَ الواهبَ وبلغَ أشدَّه ورُزقت برّه. ويُسْتَحَبُّ أن يردّ على المُهنىء فيقول: باركَ اللّه لك وبارَك عليك وجزاكَ اللّه خيراً ورزقك اللّه مثلَه أو أجزلَ اللّه ثوابَك ونحو هذا ". الأذكار [جزء 1 - صفحة 648]
واعلم أنه لم يرد في هذا -والله أعلم- شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ولكن ورد أن الحسن رحمه الله تعالى كما تقدم،وهذا على فرض ثبوته عن الحسن -فإن السند يحتاج إلى معرفة صحته- لا يعدو أن يكون دعاء وارداً عن بعض السلف , فلا يرقى إلى سنة تحفظ وتقال وتعتبر كذكر من الأذكار بهذه المناسبة, لكن إن دعا بها اتباعاً أو اقتداءً بالحسن رضي الله عنه إذا ثبت عنه ذلك, فهو أمر حسن ما دام أنه لا يعتقد أنها سنة ولا يعتقد أنها حديث مرفوع ولا أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
التهنئة بدخول الحمام
وفي كشف الخفاء [جزء 2 - صفحة 636]
1647 - طاب حمامكما
قاله لأبي بكر وعمر - الحديث رواه الديلمي بلا سند عن ابن عمر مرفوعا لكن قال أبو سعيد المتولي التحية عند الخروج من الحمام بأن يقول له طاب حمامك لا أصل له
نعم روي أن علي قال لرجل خرج من الحمام طهرت فلا نجست.
وقال النووي في الأذكار:" هذا المحل لم يصح فيه شيء ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل المودة والمؤانسة واستجلاب الوداد أدام الله لك النعيم ونحو ذلك من الدعاء فلا باس به ومما يضعف هذا الخبر كما قال السخاوي أنه لم يكن إذ ذاك حمام وكل ما جاء فيه ذكر الحمام محمول على الماء المسخن خاصة من عين أو غيرها التهنئة بعد الجمعة ". اهـ[جزء 1 - صفحة 582]
وعن ابن عباس يرفعه " من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة فليقل تقبل الله منا ومنك فإنها فريضة أديتموها إلى ربكم " فيه نهشل كذاب. كما في تذكرة الموضوعات [جزء 1 - صفحة 1272]، وراجع الفوائد المجموعة [جزء 1 - صفحة 235] 55
التهنئة للقادم من السفر
قال الحافظ:" عن بن عباس قال لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم الحديث قال الذهبي في الميزان هذه الحكاية باطلة واسنادها مظلم قلت والمحفوظ عن بن عيينة بغير هذا الإسناد فأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن الأجلح عن الشعبي أن جعفرا لما قدم تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جعفرا بين عينيه وأخرج البغوي في معجم الصحابة من حديث عائشة لما قدم جعفر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه وسنده موصول لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف، وأخرج الترمذي عن عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقرع الباب فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه فاعتنقه وقبله قال الترمذي حديث حسن وأخرج قاسم بن اصبغ عن أبي الهيثم بن التيهان أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه فاعتنقه وقبله وسنده ضعيف. فتح الباري [جزء 11 - صفحة 59 و60]
وقال الألباني في كتابه دفاع عن الحديث النبوي [صفحة 86]: " قلت: إسناده ضعيف (يعني حديث عائشة) مسلسل بثلاثة ضعفاء على نسق واحد كما بينته في نقدي للكتاني (ص 16 - الحديث الثامن) ولذلك قال الذهبي: (حديث منكر) ". اهـ
أكتفي بها القدر، والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه نافعاً لعباده، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
وكتب / رأفت الحامد العدني
18/ ذي الحجة / 1427هـ
¥