تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجمع بين حديث الذباب وحديث أنتم أعلم بأمور دنياكم ... !!]

ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[15 - 01 - 07, 01:28 م]ـ

الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله ....

س: كيف نجمع بين حديث الذباب وبين قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم ((أنتم أعلم بأمور دنياكم)).

الجواب: كان النبي صلي الله عليه وسلم في أرض عربية والبلاد بلاد نخيل , وهو يعرف شيئاً ما عن هذا جملة , ولا أقول إنه يعرف كمعرفة الزراع أو أرباب النخيل والثمار , لكنه مطلع علي ذلك الجملة والرسول عليه الصلاة والسلام ما قال أنا أعلم بأمور دنياكم بل نفي أنه أعلم بأمور الدنياهم

منهم , نفي عن هذا في مسألة النخيل وفي غيرها فالشؤون التي تتصل بالدنيا هم فيها أعلم وإنما يعلم منها ما أوحي الله به عليه.

وحيث إن الشيء الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام وأشباهه مما رجع عنه مثل الأمور الاجتهادية فهذا يدلنا علي أنه قال فيها باجتهاده لهذا رجع عنها أما الذي لا مدخل للاجتهاد مثل حديث الذباب إنما مثله يقال من طريق الوحي بدليل التعليم الذي أشعر بذلك كما تقدم في السؤال السابق.

وحيث إنه لم يقل فيه صلي الله عليه وسلم ((أنتم أعلم بامور دنياكم)) , ولم يرجع عنه ولم يعارضه أحد فهو محمول علي أنه وحي من الله.

أما ما كان في مسألة النخيل فهو الأمور التي تؤخذ بالتجارب وكذلك مسألة النزول علي غير ماء بدر حين قال الصحابة رضي الله عنهم: أهو من الله؟ فقال هذا الرأي. قالوا: لا الرأي أن تنزل علي الماء صلي الله عليه وسلم وهذا يبين أنه أجتهادي.

فالأمور فيها مجال للا جتهاد ومنها تأثير النخل يمكن أن يقول فيها با جتهاده فإذا أخطأ قال أنتم أعلم بأمور دنياكم , والأمور التي لامجال لمثله للا جتهاد فيها يتبين لنا أنها وحي من الله ويؤيد التعليل أنه صلي الله عليه وسلم أمي ولاعهد لأنته بالطب الذي من هذا الجنس ولا تجارب عندهم في هذا وخوصه فيه لا يليق برسالته لأنه يكون مجازفاً بني شيئاً علي غير تجربة , ولا مجال لأمثاله في أن يجرب مثل هذا ثم قال صلي الله عليه وسلم ((فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء)) وهذا أمر لايعلم عن طريق تحليل جناح الذباب فمن أجل هذا قلت إن هذا وحي من السماء.

وأما المسألةتأبير النخل في الحديث المذكور , ففيها نوع من الأجتهاد قد أخطأ فيه صلي الله عليه وسلم فهو قد يخطئ في الأمور الاجتهادية من شئون الدنيا , ويهيئ الله له ما يتكلم معه ويناقشه فيرجع عن خطئه إلي ما هم عليه صواب فمن أجل ذلك قال صلي الله عليه وسلم: ((أنتم أعلم بامور دنياكم)) وهذا الأمور التي تكتسب بالخبره وغيرها.

من فوائد التي أستنبطتها من كلام الشيخ رحمه الله:

أن النبي صلي الله عليه وسلم في الأمور دنيا ليس بمعصوم قد يخطأ فيه وقد يصيب بأبي هو أمي عليه الصلاة والسلام.

هذا و الله أعلم

كتبه أخوكم:

أبو هريرة منير البركي.

من شبهات حول السنة لشيخ (عبد الرازق عفيفي) رحمه الله.

والسلام عليكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير