وقلت - الكلام للألباني رحمه الله -: ولعل تعصيب الآفة بابن عابس أولى، فقد روى - بإسناد آخر- عن عطية عن أبي سعيد مايوافق الطرق المشار إليها، ولو أن في الطريق إليه متهما، كما بيّنته في < الروض النضير > (898)!.
وهذا الحديث الموضوع مما احتجت به الشيعة على إمامة على رضي الله عنه، وهم يتفنّنون في ذلك، تارة بتأويل الآيات وتفسيرها بمعان لايدل عليها شرع ولا عقل، وتارة بالاحتجاج بالأحاديث الواهية والموضوعة. ولا يكتفون بذلك، بل ويكذبون على أهل السنة بمختلف الأكاذيب فتارة يعزون حديثهم إلى ((اصحاب السنن)) وهم أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة، ولا يكون الحديث رواه أحدهم!! كما هو صنع المدعو عبدالحسين الموسوي الشيعي في مراجعاته .... وقد يضمون كذبة أخرى فيسمون ((السنن)) بـ: ((الصحاح))!!!!.
ومن اكاذيب المدعو عبدالحسين الشيعيّ قوله في هذا الحديث في < مراجعاته > (ص57): ((أخرجه غير واحد من أصحاب " السنن "، كالأمام الواحدي ..... ))!!!!!
قلت - والكلام للألباني رحمه الله -: وهذا من أكاذيبه أيضا، فإن الواحدي ليس من أصحاب ((السنن)) عندنا، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، و إنما هو مفسّر من أهل السنة لايلتزم في روايته الأحاديث الصحيحة كما هو الحال في الحديث السابق الذكر، فمن عزا إليه حديثا موهما القراء بذلك أنه حديث صحيح - كما فعل هذا الرافضيّ هنا في عشرات الأحاديث الأخرى - فهو من المدلسين الكذابين بلاشك ولا ريب! وقد عرفت حال إسناد الواحدي في هذا الحديث.
وقد جرى على سَنَنِهِ - في الكذب والإفتراء - الخميني الهالك، فجاء بفرية أخرى، فزعم في كتابة < كشف السرار> - وحريّ أن يسمى بـ " فضيحة الأشرار"، فقد كشف فيه فعلا عن فضائح كثيرة من عقائد الشيعة لا يعلمها عنهم كثير من أهل السنة كما سترى -، قال الخميني (ص 149) من كتابه المذكور ((إن هذه الآية (آية العصمة المتقدمة) نزلت - بإعتراف أهل السنة واتفاق الشيعة - في غدير (خمّ) بشأن إمامة علي بن أبي طالب)).!!!!
قلت (الألباني): وما ذكره من اتفاق الشيعة لايهمنا هنا، لأنهم قد اتفقوا على ماهو أضلّ منه! وإنما البحث فيما زعمه من " إعتراف أهل السنة "، فإنه من أكاذيبه أيضا الكثيرة التي يطفح بها كتابه! وإمامه في ذلك ابن المطهر الحلّي في كتابه " منهاج الكرامة في إثبات الإمامة " الذي يركضُ من خلفه عبدالحسين الموسوي الرافضي، فقد سبقهم إلى هذه الفرية.!!!.
وإن مما يدل الباحث المنصف على إفترائهم فيما ادعوه من الاتفاق: ان السيوطي في مع كونه من أجمع المفسرين للأثار الواردة في التفسير وأكثرهم حشرا لها، دون تمييز صحيحها من ضعيفها لم يذكر تحت هذه الآية غير حديث أبي سعيد هذا وقد عرفت وهاءه! وحديث آخر نحوه من رواية ابن مردوية عن ابن مسعود سكت عنه -كعادته- وواضح أنه من وضع الشيعة كما يتبين من سياقه! ثم ذكر السيوطي أحاديث كثيرة موصولة ومرسلة، يدل مجموعها على بطلان ذكر علي وغدير (خم) في نزول الآية، وأنها عامة،ليس لها علاقة بعلي رضي الله عنه لامن قريب ولا من بعيد، فكيف يقال - مع كل هذا الأحاديث التي ساقها السيوطي -: أن الآية نزلت في علي؟! تالله إنها لإحدى الكُبر!!!.
وإن مما يؤكد للقراء أن الشيعة يحرفون القرآن - ليطابق هذا الحديث الباطل المصرح بأن الآية نزلت في غدير (خم) -: ان قوله تعالى {والله يعصمك من الناس} إنما من المشركين الذين حاولوا منعه من الدعوة ن وقتله بشتى الطرق كما قال الشافعي:
((يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغ ما أنزل الله إليك)). رواه البيهقي في < الدلائل> (2/ 185).
فهؤلاء لم يكن لهم وجود في يوم الغدير، لأنه كان بعد حجة الوداع في طريقه إلى المدينة كما هو معلوم! وإنما نزلت الآية قبل حجته صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة لايزال يجاهد المشركين.
إذا عرفت هذا، فإنك تأكدت من بطلان قول الشيعة: إن المقصود بـ ((الناس)) في الآية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه في يوم الغدير!!. بل المقصود عندهم أبوبكر وعمر وعثمان وكبار الصحابة!! لأن معنى الآية عندهم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}: (أن عليا هو الخليفة من بعدك) {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}: (كأبي بكر وغيره).!!
ونحن لانقول هذا تقولا عليهم، بل هو ما يكادون يصرحون به في كتبهم، لولا خوفهم من أن ينفضح أمرهم! ويشاء الله تبارك وتعالى أن يكشف هذه الحقيقة بقلم الخميني، لتكون حجة الله قائمة على المغرورين به وبدولته الإسلامية المزعومة، فقد قال الخميني عقب فريته المتقدمة في آ ية العصمة، وقد أتبعها بذكر آية: ((اليوم أكملت لكم دينكم))، قال (ص150):
((نزلت في حجة الوداع، وواضح بأن محمداً (- كذا دون الصلاة عليه ولو رمزا ويتكرر هذا منه كثير!! -) كان حتى ذلك الوقت قد أبلغ كل ماعنده من أحكام، إذا يتضح من ذلك أن التبليغ يخص الإمامة.
وقوله تعالى: ((والله يعصمك من الناس)): يريد منها أن يبلغ ما أنزل إليه، لأن الأحكام الأخرى خالية من التخوف والتحفظ. وهكذا يتضح - من مجموع هذه الدلة والأحاديث - ان النبي (كذا) كان متهيبا من الناس بشأن الدعوة إلى الإمامة. ومن يعود إلى التواريخ والأخبار يعلم بأن النبي (كذا) كان محقا في تهيبه، إلا أن الله أمره بان يبلغ، ووعده بحمايته، فكان أن بلّغ وبذل الجهود في ذلك حتى نفسه الأخير، إلا أن الحزب المناؤي! لم يسمح بإنجاز الأمر)). أنتهى كلام الهالك.
{ذلك قولهم بأفواههم} {قد بدت الغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}
نقلته من السلسلة الضعيفة (4922) بتصرف. رحم الله الشيخ الألباني