تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:03 م]ـ

الحمدلله القائل: ?إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا? [ النساء:135] ، والقائل: ?لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ الله لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ? [ البقرة:273] .

والقائل: ?ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ? [النحل:75].

والصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله القائل: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا» ( [1] (http://www.startimes2.com/f.aspx?mode=f&edit=newtopic&f=36&src=http%3A//www.startimes2.com/f.aspx%3Fmode%3Df%26f%3D36%26auth%3D0#_ftn1)) .

ثم أما بعد فإن مسألة: المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر، مسألة توسع الخلاف فيها جدًا كما قال العيني في عمدة القارئ (23/ 55) حيث قال: وأما الخلاف في أن الفقير الصابر أفضل أو الغني الشاكر فهو مشهور قد تكلمت فيه جماعة كثيرون.

وقد أفردت هذه المسألة بمؤلفات عديدة قال الألوسي في روح المعاني (3/ 360) ويَنْجَرُ الكلام إلى مسألة تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر، وهي مسألة طويلة الذيل، قد ألّفت فيها الرسائل.

قلت: وممن ألف فيها عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله التميمي أبو منصور بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي صاحب كتاب الفرق بين الفرق، له مؤلف بعنوان: تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر، ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات (19/ 33)، وحاجي خليفة في كشف الظنون (1/ 377).

وألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة بعنوان: المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر كما في الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون، والظاهر أنها طبعت ضمن مجموع الفتاوى كما سترى النقل منها في هذه الرسالة إن شاء الله.

وألّف ابن حبان رسالة بعنوان الفضل بين الغنى والفقر، كما قال ذلك في كتابه روضة العقلاء (ص:201) قال: ولقد ذكرت هذه المسألة بتمامها بالعلل والحكايات في كتاب الفضل بين الغنى والفقر، بما أرجوا الغنية فيها لمن أراد الوقوف على معرفتها.

وألّف في هذا الباب: محمد بن أبي الحسن البكري رسالة بعنوان: شرف الفقراء وبيان أنهم الأمراء ذكر هذا حاجي خليفة في كشف الظنون (4/ 34).

وألّف أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الكلاباذي، رسالة بعنوان: شرف الفقر على الغنى ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 75).

وألف ابن المنذر رسالة بعنوان تشريف الغني على الفقير.

وألف أبو سعيد ابن الأعرابي ردًا على ابن المنذر بعنوان تشريف الفقير على الغني ذكر هذين الكتابين ابن حجر في لسان الميزان (5/ 28).

وألف عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي رسالة في ذلك، ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن حجر في لسان الميزان قال: وله تصانيف منها تشريف الفقر على الغنى.

وعقد أهل العلم فصولًا في كتبهم للمحاكمة بين أصحاب القولين، كما صنع ابن القيم في كتابه عدة الصابرين في فصل الحكم بين الفريقين، والفصل بين الطائفتين -أي بين الصابرين، والشاكرين-، خلص في نهايته بما سيأتي

وعقد ابن مفلح في الآداب الشرعية (4/ 142) فصلًا في المفاضلة بين الفقير الصابر والغني الشاكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير