[الجهر بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الأذان]
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما آراء الإئمة الأربعة في الجهر بالصلاة على
الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الأذان؟
حيث سألت أحد المؤذنين عن ذلك فقال
بجواز ذلك على رأي الإئمة الأربعة ورأي
للقائد صلاح الدين الأيوبي بأمره للمؤذنين
لرفع الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
بعد الأذان لإزعاج النصارى بذلك.
فما رأيكم بذلك وفقكم الله؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 09:09 م]ـ
((الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم))
قال الصوفي: الوهابية لا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان وينهون المؤذنين برفع الصلوات على المنائر ويقولون إن ما يفعله المؤذنين بدعة. فما قولكم في ذلك؟
قلت:
إن أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب أكثر الناس صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم التزاما بأمره ونهيه وطاعته صلى الله عليه وسلم
فهل كان بلال أو ابن أم مكتوم وكل من أذن للرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم يفعلون ما يفعله بعض المؤذنين في هذا الزمان من رفع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان؟ وهل فعل في عهد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا بالاقتداء بسنتهم وكذلك في عهد الأئمة الأربعة وأتباع التابعين أو أحد القرون الثلاثة المفضلة؟ اللهم لا.
ومن قال بخلاف هذا فقد افترى على الإسلام ودعاته الأوائل.
والذي قيل أن ذلك حدث في زمان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وصلاح الدين ليس شرعا أمرنا بالاقتداء به.
وهل يوجد في صفة الأذان في أي كتاب من كتب الفقه والحديث المعتمدة ما أحدثه المؤذنون من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على المنائر بعد الأذان؟ اللهم إنه لا يوجد حتى في كتب الفقهاء المتأخرين. هذا من جهة الشرع. ومن جهة أخرى فهؤلاء القائلون بالصلاة بعد الأذان ملازمة له لا يصلون عند انقطاع التيار الكهربائي أو انعدام مكبرات الصوت أو عند الاحتفالات وفي أذان المغرب والجمعة فإما أن توجد الصلاة في كل أوقات الأذان وإلا فإن هذا اتباع للهوى فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل ما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. وكل بدعة في الدين ضلالة في النار. فهذا هو الذي نؤمن به أن كل ما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين فعله فهو مردود.
ولا توجد بدعة حسنة وأخرى سيئة في الإسلام.
قال الأستاذ سيد سابق في ((فقه السنة)):
((الأذان عبادة ومدار الأمر في العبادات على الاتباع فلا يجوز لنا أن نزيد شيئا أو ننقص شيئا في ديننا. وفي الحديث الصحيح: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) أي باطل.
ونحن نشير هنا إلى أشياء غير مشروعة درج عليها الكثير حتى خيل للبعض أنها من الدين وليست منه، من ذلك:
(1) قول المؤذن حين الأذان أو الإقامة أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله. قال الحافظ ابن حجر: إنه لا يزاد ذلك في الكلمات المأثورة.
(2) قال العجلوني في ((كشف الخفا)): مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلها عند سماع قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله مع قوله: أشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. رواه الديلمي عن أبي بكر رضي الله عنه قال في ((المقاصد): لا يصح.
(3) التغني في الأذان واللحن فيه بزيادة حرف أو حركة أو مد مكروه. فإن أدى إلى تغيير معنى أو إبهام محذور فهو محرم.
(4) التسبيح قبل الفجر والنشيد ورفع الصوت. وقبل الجمعة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس من الأذان لا لغة ولا شرعا قاله الحافظ في ((الفتح)).
¥