(5) الجهر بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب الأذان غير مشروع بل هو محدث مكروه. قال ابن حجر في ((الفتاوى الكبرى)): الأصل سنة والكيفية بدعة. وقال الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية عندما سأل عن ذلك فقال: جاء في ((الخانية)): إن الأذان خمسة عشر كلمة وآخرها عندنا لا إله إلا الله وما يذكر قبله أو بعده كله من المستحدثات المبتدعة ابتدعت للتلحين لا لشيء آخر ولا يقول أحد بجواز هذا التلحين ولا عبرة لمن قال: إن شيئا من ذلك بدعة حسنة لأن كل بدعة في العبادات على هذا النحو سيئة ومن أدعى أن ذلك ليس فيه تلحين فهو كاذب.
(6) وأزيد على ذلك ما يسمى بالتمجيد ليلة الجمعة وما فيه من توسلات واستغاثات غير مشروعة وما أحدثه المؤذن في زماننا كثير.
أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فنحن أعرف الناس بها وإليك بعض فضائلها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم:
(1) قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
(2) عن أبي العالية: صلاة الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم ثناؤه عليه عند الملائكة. رواه البخاري.
(3) قال ابن كثير: جمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا.
(4) عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنه رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا)) رواه مسلم.
(5) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
(6) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعلوا قبري عيدا وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) رواه أبو داود وقال: صحيح.
(7) عن أوس الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على، فقالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ أي بليت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه وأحمد.
(8) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يسلم على إلا رد الله على روحي حتى أرد عليه السلام)) رواه أبو داود.
(9) عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب النفس يرى في وجهك البشر قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال: ((أتاني آت من ربي عز وجل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليها مثلها)) رواه الإمام أحمد بن حنبل والنسائي وابن حبان في صحيحه.
(10) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سره أن يكال له بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صلى على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد)) رواه أبو داود والنسائي.
(11) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قلت: ((يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قلت: الربع، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: الثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل صلاتي كلها قال: إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك)) رواه الترمذي.
وهناك الكثير من الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. لهذا جمهور الفقهاء على وجوب الصلاة كلما ذكر اسمه الشريف واستحبوا كتابة الصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه، ذكره الخطيب عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. ويجمع بين الصلاة والسلام عليه، ذكره النووي. وتستحب الصلاة على الأنبياء والملائكة استقلالا.
(12) عن أبي مسعود الأنصاري عن بشير بن سعد الأنصاري رضي الله عنهما قال:أمرنا أن نصلي عليك يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم)) رواه مسلم.
هذا هو الذي نؤمن به ونتعبد الله به لاكما يقول الصوفية من اقتصار ذلك على المؤذنين فوق المنائر ويعتبرونه جزاء من الأذان ولم يقم الدليل على ما يقولون والله المستعان.
من كتاب حوار مع الصوفية تجده على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76279
¥