تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث: حب الوطن من الإيمان. موضوع لكنه مشروع]

ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[24 - 12 - 02, 10:37 ص]ـ

حديث: حب الوطن من الإيمان. قال الصغاني: موضوع. وقال السخاوي في المقاصد: لم أقف عليه ومعناه صحيح.

ورد القاري قوله: ومعناه صحيح؛ بأنه عجيب!! قال: إذ لا تلازم بين حب الوطن، وبين الإيمان. قال: ورد أيضاً بقوله تعالى: (ولو انا كتبنا عليهم).الآية. فانها دلت على حبهم وطنهم مع عدم تلبسهم بالإيمان إذ ضمير عليهم للمنافقين؛ لكن انتصر له بعضهم بأنه ليس في كلامه انه لا يحب الوطن إلا مؤمن، وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الايمان. انتهى. كذا نقله القاري، ثم عقبه بقوله: ولا يخفى أن معنى الحديث حب الوطن من علامة الإيمان، وهي لا تكون إلا اذا كان الحب مختصاً بالمؤمن فإذا وجد فيه وفي غيره لا يصلح أن يكون علامة. قوله: ومعناه صحيح، نظرا الى قوله تعالى حكاية عن المؤمنين: (وما لنا إلا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا) فصحت معارضته بقوله تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن أقتلوا ... ) الآية. الأظهر في معنى الحديث ان صح مبناه أن يحمل على أن المراد بالوطن الجنة فانها المسكن الأول لأبينا آدم على خلاف فيه أنه خلق فيها أو أدخل بعدما تكمل وأتم أو المراد به: مكة، فانها أم القرى، وقبلة العالم، أو الرجوع الى الله تعالى على طريقة الصوفية، فانه المبدأ والمعاد، كما يشير إليه قوله تعالى: (وان الى ربك المنتهى) أو المراد به الوطن المتعارف ولكن بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه أو إحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وايتامه ثم التحقيق أنه لا يلزم من كون الشيء علامة له اختصاصه به مطلقا بل يكفي غالبا ألا ترى الى حديث حسن العهد من الإيمان وحب العرب من الايمان مع أنهما يوجدان في أهل الكفران انتهى. ومما يدل لكون المراد به مكة ما روى ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق الى مكة فأنزل الله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد قال الى مكة انتهى وللخطابي في غريب الحديث عن الزهري قال قدم أصيل بالتصغير الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب، فقالت له عائشة: كيف تركت مكة؟ قال: اخضرت جنباتها وابيضت بطحاؤها وأغدق إذخرها وانتشر سلمها. الحديث، وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك يا أصيل لا تحزني، وفي رواية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ويها يا أصيل تدع القلوب تقر. كذا في كشف الخفا للعجلوني.

وفي صحيح البخاري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها. وفي الشرح قال ابن حجر: وفي الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه. أ. هـ وكذا قال الزرقاني والمباركفوري في شرحهما. وانظر أيضاً المقاصد الحسنة للسخاوي.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 12 - 02, 12:12 م]ـ

أخي الكريم

مسألة حب الوطن فيها تفصيل

فإن قصد به الحنين الفطري إليه باعتباره شهد ذكريات الطفولة والشباب فهو مباح مالم يدفع إلى معصية أو يقعد عن واجب

وإن قصد به العمل على تحريره من أيدي مغتصبيه إن كان محتلا من الكفار فهو واجب

وإن قصد به بر أبناء وطنه باعتبارهم جيرانه وأقاربه فهو مشروع

وأما إن قصد به جعل الوطن محورا للولاء والبراء والعصبية الجاهلية بحيث يوالي أهل وطنه ولو كانوا كفارا أو فساقا ويعادي الغرباء عن وطنه ولو كانوا مؤمنين صالحين فهي عصبية جاهلية منتنة محرمة، والوطنية إذا أطلقت فالمراد بها هذا المعنى البغيض الجاهلي الذي فرق المسلمين وجعلهم شيعا وجعل المسلم يوالي أعداء الله لأنهم من أهل وطنه ويعادي أولياء الله لأنهم غرباء عن وطنه، ولا غرابة أن كان دعاة الوطنية الأوائل من النصارى والزنادقة وشجع الاستعمار ولا يزال هذه الدعوات الوطنية لما فيها من تشتيت المسلمين، قال تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ... الآية)

ثم إن المسألة فيها تفصيل آخر باعتبار الوطن فمحبة المسلم لمكة والمدينة مقدمة على محبته لبلده لأنهما أحب إلى الله ورسوله

ومحبة المسلم وولاؤه لدار الإسلام حتى لو كان وطنه دار الكفر

والله أعلم

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 12 - 02, 12:45 م]ـ

جزاكم الله خيرا يا شيخ ابو خالد ... ومعنى هذا الحديث ليس بصحيح اذ معناه ان حب الوطن من الايمان اما من اصله او من وصفه او من عوارضه او لوازمه وليس هذا بصحيح البته اذ غاية ما فيه انه مباح وهو من الفطر التى فطر الله الناس عليها.

وايضاع الرسول بأبي هو وأمي لناقته جهة المدينة ليس فيه دلالة من وجهين:

الاول: انها المدينة وهي من احب البقاع الى الله ورسوله وكذا مكة وكذا كل مكان ورد في الشرع تعظيمه.

الثاني انه من الافعال الجبلية وهي معلومة حتى في الوحش والاوابد منها وهو الحنين الى مراتع الصبا ومواضع البلوغ ولذا قال ابن حجر رحمه الله وفيه ((مشروعية)) .... اي مطلق الاباحة.

وأحب ان انبه اخي الى ان هذه العبارة اكثر ما تستخدم انما لتذويب الولاء والبراء و تضييق الفجوة بين الكافر والمسلم بدعوى عريضه هي حب الوطن او الوطن الواحد .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير