تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا كان على هذا الوجه فإنه لم يحرم من الميقات؛ فالسؤال: ماذا يفعل إذا غلب على ظنه أنه لو رجع إلى الميقات يفوته الوقوف بعرفة؟ مثال: لو أن إنسانا خرج من المدينة ومر بالميقات ولم يلب -نسي أن يحرم- ثم وصل إلى مكة فتذكر، وكانت بينه انتهاء وبين وقت الوقوف ساعة أو ساعتين، فلو قلنا له: ارجع إلى المدينة، فاته الوقوف بعرفة.

فالحل في هذه الحالة:

أن ينوي ويلبي ويعقد النية من موضعه، ثم يلزمه الدم؛ لفوات الواجب الذي ذكرناه.

وعلى هذا فإن الإحرام من الميقات الإلزام به من جهة الحكم الوضعي، ويستوي فيه الناسي والمتعمد، فإن أمكنه أن يتدارك تدارك، وإن لم يمكنه التدارك فإنه يجبره بالدم، وفوات الواجب أهون من فوات الركن، وعليه فإنه يحرم من موضعه ثم يدرك الحج وعليه دم الجبران، وإلا صام عنه على الأصل الذي ذكرناه في ضمان دم الجبران بالصيام.

وأما إذا كان جاهلا وعلم فإنه يلزمه الرجوع ثم يحرم من الميقات أيضا، ويعقد نيته المعتبرة من الميقات، فإن رجع على هذا الوجه ولم يحرم دون الميقات سقط عنه الدم؛ لأن من مر بالميقات ثم ذكر أو علم ورجع إلى الميقات وأحرم منه سقط عنه الدم.

وهذا على قول جماهير أهل العلم رحمهم الله؛ فإن كان جاهلا وتعلم ورجع إلى الميقات وأحرم منه سقط عنه الدم، وإن كان جاهلا وتعلم وأحرم من دون الميقات فحكمه حكم الناسي إذا أحرم من دون الميقات سواء بسواء، إلا أنه في حال الجهل والنسيان يسقط عنه الإثم؛ لوجود العذر -على الظاهر- وإن كان في الجاهل نظر؛ لأنه في هذا العصر يتيسر سؤال العلماء والرجوع إليهم، وأهل العلم ينصون على أن من تلبس بالعبادة يجب عليه سؤال أهل العلم عن كيفية تطبيقها، فإذا قصر في السؤال لم يخل من نظر موجب للتبعية من جهة هذا التقصير. والله تعالى أعلم.

http://islamport.com/d/2/hnb/1/18/581.html?zoom_highlightsub=%22+%CA%CC%C7%E6%D2+%C7 %E1%E3%ED%DE%C7%CA+%E4%C7%D3%ED%C7+%22

ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[02 - 02 - 07, 08:39 ص]ـ

بارك الله في الجميع

للرفع، ولمزيد من الفوائد

ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[02 - 02 - 07, 10:57 م]ـ

للفائدة:

في الحقيقة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله إذا أراد أن يفتي في هذه المسألة فإنه دائما يقول ذكر أهل العلم أن عليه دما أو قال أهل العلم، وما في معنى هذه العبارة، والشيخ رحمه الله يقصد هذا، من ورعه وتمام فقه.

وسمعت الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير وفقه الله يقول: إذا كان السائل فقيرا فإنه لا يفتى بالدم ويكلف بأمر غير مجزوم به، وإن كان غنيا فيفتى برأي الجمهور.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير