وأما الثانى وهو الفناء عن شهود السوى فهذا هو الذى يعرض لكثير من السالكين كما يحكى عن أبى يزيد وأمثاله وهو مقام الاصطلام وهو أن يغيب بموجوده عن وجوده وبمعبوده عن عبادته وبمشهوده عن شهادته وبمذكوره عن ذكره فيفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل وهذا كما يحكى أن
رجلا كان يحب آخر فألقى المحبوب نفسه فى الماء فألقى المحب نفسه خلفه فقال أنا وقعت فلم وقعت أنت فقال غبت بك عنى فظننت أنك أنى
فهذا حال من عجز عن شهود شيء من المخلوقات اذا شهد قلبه وجود الخالق وهو أمر يعرض لطائفة من السالكين
ومن الناس من يجعل هذا من السلوك ومنهم من يجعله غاية السلوك حتى يجعلوا الغاية هو الفناء فى توحيد الربوبية فلا يفرقون بين المأمور والمحظور والمحبوب والمكروه
وهذا غلط عظيم غلطوا فيه بشهود القدر وأحكام الربوبية عن شهود الشرع والأمر والنهى وعبادة الله وحده وطاعة رسوله فمن طلب رفع إنيته بهذا الاعتبار لم يكن محمودا على هذا ولكن قد يكون معذورا
وأما النوع الثالث وهو الفناء عن عبادة السوى فهذا حال النبيين وأتباعهم وهو أن يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه وبحبه عن حب ما سواه وبخشيته عن خشية ما سواه وطاعته عن طاعة ما سواه وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه فهذا تحقيق توحيد الله وحده لا شريك له وهو الحنيفية ملة إبراهيم
ويدخل فى هذا أن يفنى عن اتباع هواه بطاعة الله فلا يحب الا لله ولا يبغض الا لله ولا يعطى الا لله ولا يمنع الا لله فهذا هو الفناء الدينى الشرعى الذى بعث الله به رسله وأنزل به كتبه
........................ الخ
) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 2، صفحة 314.
السؤال
ما معنى الفناء - كثير ما نسمعها عن الصوفية- فأرجو التوضيح؟ وجزاكم الله خير
انا وضعت رابط فيه كلام احد الصوفية مع شرح ابن القيم
فجمعت الحسنيين
الاخ يسال عن معنى الفناء احلت على الكتب
ثم ان تحرير المصطلحات امر مهم جدا
وعليه يبني الحكم على قائله كفرا وضلالا وبدعة
او خطا
الخ
اما بالنسبة
الى القديم فاظنه قد رود في حديث الاسماء الحسنى عند ابن ماجة
وهو حديث معلول
ويظهر ان هذا كان معروفا لدى المتقدمين
في زمان نحو الوليد بن مسلم
ونحو ذلك
والامر كما بين الشيخ الفاضل ابو خالد السلمي
ولكني رايت كثيرا من المحققين يعترضون على اصحاب المصنفات
اذا اطلقوا كلمة القديم في اي صفة من صفات الله
فلو قال المصنف مثلا
وسلطانه القديم
او القديم في ...........
الخ اعترض المحقق ونقل كلام شيخ الاسلام
واعتراضه فيه نظر
فالمصنف مثلا لايريد ان القديم اسم من اسماء الله الحسنى
وهكذا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 12 - 02, 07:17 م]ـ
وكمثال على المصطلحات الحادثة
(فاسم الفتى لا يشعر بمدح ولا ذم كاسم الشاب والحدث ولذلك لم يجىء اسم الفتوة في القرآن ولا في السنة ولا في لسان السلف وإنما استعمله من بعدهم في مكارم الأخلاق وأصلها عندهم: أن يكون العبد أبدا: في أمر غيره
وأقدم من علمته تكلم في الفتوة جعفر بن محمد ثم الفضيل بن عياض والإمام أحمد وسهل بن عبدالله والجنيد ثم الطائفة فيذكر أن جعفر بن محمد سئل عن الفتوة فقال للسائل: ما تقول أنت فقال: إن أعطيت شكرت وإن منعت صبرت فقال: الكلاب عندنا
كذلك فقال السائل: يا ابن رسول الله فما الفتوة عندكم فقال: إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا وقال الفضيل بن عياض: الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان وقال الإمام أحمد رضي الله عنه في رواية ابنه عبدالله عنه وقد سئل عن الفتوة فقال: ترك ما تهوى لما تخشى ولا أعلم لأحد من الأئمة الأربعة فيها سواه
)
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=81&id=867
وان كنت لااجوز استعمال المصطحات الحادثة
ولكن غرضي بيان معنى المصطلح
فالسؤال كان ما معنى الفناء عند الصوفية
الجواب يجب ان يكون من كتب الصوفية انفسهم
ومع البيان والشرح
وقد فعله شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من اهل العلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 12 - 02, 07:19 م]ـ
الأخ علي الأسمري وفقه الله
ماذا تنقم من تقسيم الإمام ابن القيم لمعنى الفناء عندهم؟ ما ذكره هو الحق والصواب كما أنه الواقع.
فإذا كنت تناقش عبارات معينة من كلامه رحمه الله فأرجو أن تذكرها وتبين وجه اعتراضك عليها.
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[24 - 12 - 02, 08:50 م]ـ
¥